بكل هدوء
|
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
حتى تتمتعن بطفولتهن
تونس/ الصواب/24/07/2013
كلما شاهدت في الشارع أو على شاشة إحدى القنوات التلفزيونية طفلات ( لا أقول فتيات) في سن الزهرات، وقد تم "لفهن" في حجاب إن لم يكن أكثر من حجاب، إلا وأحسست بالألم يعتصر قلبي، لأنه تم حرمانهن من التمتع بحقهن الطبيعي في الانطلاق وفي حياة الطفولة، ولسألت نفسي قبل أن أسأل الآخرين، ما الذي فعلنه حتى لا يتمتعن بطفولتهن المنطلقة البريئة الطاهرة.
وأضفت إلى السؤال : من المسؤول عن ذلك، هل يا ترى العائلة أم الحكومة ، وبالذات وزارة المرأة والأسرة والأطفال لا فرق.
في سن الخامسة والسادسة وحتى الحادية عشرة والثانية عشرة، ما هي الفتنة التي يمكن أن تنبعث من البنت في هذه السن، هذا إذا صح وسلم من سلم بأن المرأة تمثل فتنة، ينبغي إخفاؤها.
وإني وإذ أحترم حق كل امرأة كل فتاة في اختيار الزي الذي تلبسه، ما دام لا يتناقض مع مقتضيات المجتمع، كالمعرفة الدقيقة بتلك التي تتخفى وراءه في المناسبات التي تستوجب إبراز الهوية، فإني اعتقد أن الطفلة في هذه السن لا خيار لها، وأنها إن اضطروها إلى وضع حجاب أو أكثر من الحجاب ، فليس ذلك وليد إرادتها، بل أمر مفروض عليها يتناقض وكل القيم والحقوق الإنسانية.
ومن وجهة نظري وأستطيع أن أزعم أن الأكثرية تشاركني في ذلك، فإن وضع حجاب على راس طفلة صغيرة هو تعد على حريتها، وأنه متروك لها حرية أن تتحجب أو لا ، عندما تبلغ سنا تسمح لها بالاختيار والاختيار الفعلي، لا ذلك المفروض عليها من العائلة أو المجتمع ، أو الأقارب أو الأصدقاء، أو لأسف الروضة أو المدرسة القرآنية.
وإني لأذكر تلك السيدة الطبيبة المنطلقة المتحررة، التي استغربت عندما رأيتها محجبة، وتحادثت معها، فقالت إن كل زميلاتها محجبات، وأن سؤالهن اليومي: هو متى تتحجبين، وكان جوابها أنها وضعت على رأسها حجابا دون اقتناع ، ولكن تحت ضغط المحيط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق