Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأحد، 30 أغسطس 2015

جامعيات : غياب عربي في ترتيب مسنوى جامعات العالم

جامعيات
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
تونس غائبة من سباق أفضل الجامعات في العالم
والعرب ممثلون بخمس جامعات فقط من 500
تونس / الصواب / 19/08/2015
كما هي العادة فإن ترتيب أفضل الجامعات في العالم الذي تتولاه سنويا جامعة شانغهاي في الصين ، والذي أصبح يتمتع بمصداقية عالمية (1) ، انتهى بالنسبة لسنة 1915 إلى تأكيد ما جرى في السنوات الأخيرة من أن الجامعات الأمريكية لا فقط تتصدر الترتيب ، بل إنها أيضا تحتكر العدد الأكبر من المقاعد بين الجامعات العالمية  الأفضل ،  فالجامعات الأربع الأولى هي جامعات أمريكية تتصدرها جامعة هارفارد في بوسطن ، وهي الجامعة التي تحتكر المرتبة الأولى منذ أول ترتيب في سنة 2003.
تلي الجامعات الأربع جامعة كمبريدج البريطانية ثم أربع جامعات أمريكية أخرى، ثم جامعة أكسفورد البريطانية ثم سبع جامعات أمريكية مجددا تليها كلية لندن الجامعية ثم جامعة كاليفورنيا سان  دياغو الأمريكية وبعدها تأتي جامعة المعهد السويسري للتكنولوجيا في زوريخ تليه جامعة طوكيو اليابانية وبذلك فإن أفضل 20 جامعة في العالم هي 15 أمريكية وثلاثة بريطانية  وواحدة سويسرية وواحدة يابانية ، وتأتي أول جامعة كندية ترتيبا في الرتبة 25 هي جامعة تورينتو  .
أما أول جامعة دانماركية فهي جامعة كوبنهاغن وتأتي في المرتبة 35 وفي المرتبة 36 نجد جامعة باريس السادسة ماري كوري ثم وفي المرتبة 44 جامعة ملبورن في أستراليا وفي المرتبة 46 جامعة من ألمانيا هي الأولى ترتيبا وهي جامعة هيدلبارغ  وفي المرتبة 48 جامعة كارولينسكا السويدية  والأولى نرويجيا جامعة أوسلو في المرتبة 58 أما أول الجامعات الإسرائيلية ترتيبا فهي الجامعة العبرية في القدس وترتيبها 67 أما أول جامعة فنلندية وهي جامعة هلسنكي فتأتي في المرتبة 67 هي الأخرى.
وتأتي أول جامعة بلجيكية في هذا التصنيف في المرتبة 71 وهي جامعة غنت أو خنت حسب النطق الفلاماني .
أما أول جامعة روسية في الترتيب فهي جامعة موسكو الحكومية وتحتل المرتبة 86،
ومن بين 500 جامعة في الجدول فإن عدد الجامعات الأمريكية المرتبة يبلغ عددها 146، تليها ألمانيا بـ39 جامعة فبريطانيا بـ37 جامعة ففرنسا 22 جامعة فإيطاليا 20 جامعة وعربيا فإن هناك 5 جامعات فقط مرتبة بين الخمسمائة الأوائل عالميا 4 منها سعودية وواحدة مصرية ، فالجامعات السعودية المرتبة هي كما يلي :
تصدرت جامعة الملك سعود الجامعات السعودية والعربية على تصنيف شنغهاي للجامعات العالمية بحلولها في المرتبة بين 151 و 200 (159 و160) ، فيما حلّت جامعة الملك عبدالعزيز في المرتبة الثانية بين الجامعات السعودية بوقوعها في المرتبة بين 201 و300، تلتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن باحتلالها موقعاً بين 301 و400، بينما حلّت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست) آخر الجامعات السعودية على التصنيف في موقع بين 401 و  500 (425)،
أما جامعة القاهرة وهي أقدم جامعة في العالم العربي فقد جاءت في المرتبة 409 (1مكرر)
-----------------------------------------------------
(1)               أول ترتيب صدر في 2003 ، وأصبح مصدرا هاما لمعرفة ترتيب الجامعات ، وقد تصدرت جامعة هارفارد الأمريكية هذا الترتيب سنويا وبدون انقطاع
(1 مكرر)  ليست هناك أي جامعة مغاربية وفقا لما تم الدخول إليه من مواقع مصنفة في الألف الأوائل .






الرباط، المغرب (CNN)—   باستثناء جامعة مصرية وأربع جامعات سعودية، لم تحضر الدول العربية في تصنيف أفضل 500 جامعة على المستوى العالمي لعام 2015، الذي يصدره معهد التعليم العالي التابع لجامعة جياو تونغ شانغهاي الصينية.
وخلت المراتب الـ150 من أيّ جامعة عربية، قبل أن تأتي أوّل الجامعات السعودية على التوالي في المراتب الواقعة بين 151 و200 جامعة، وهما جامعتا الملك عبد العزيز وبعدها الملك سعود (الترتيب لا يقدم التصنيف الدقيق إلّا للجامعات المئة الأولى)، وفي القائمة الثالثة عربيًا أتت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا ما بين 301 و400.
وفي المرتبة الرابعة عربيًا، أتت جامعة القاهرة في الصفوف 401-500، قبل أن تختتم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالسعودية التصنيف العربي بحلولها في المراتب المئة الأخيرة.
واستمرت الجامعات الأمريكية في تبوء صدارة التعليم الجامعي العالمي في هذا الترتيب، إذ حلّت 146 جامعة أمريكية في هذا التصنيف، ثمانٍ منها في قائمة العشر الأول، و16 جامعة في قائمة العشرين الأوائل. تتقدهم جامعة هارفاد، وبعدها ستانفورد، ثم معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا، وبعده جامعة كاليفورنيا ــ بركلي، وفي المرتبة الخامسة حلّت جامعة بريطانية هي جامعة كمبريدج.
وفي الترتيب الآسيوي، حلّت جامعة طوكيو في الصدارة بعدما انتزعت المركز الـ21، أما على صعيد منطقة الشرق الأوسط، فقد نالت جامعة إسرائيلية الصادرة إثر حلولها في المركز الـ67، أما على الصعيد الإفريقي، فقد حلّت جامعة كيب تاون بجنوب إفريقيا في الصدارة، بعدما حلت في الصفوف 201-300، ويعد الحضور الإفريقي هو الأضعف في هذا التصنيف بين كل القارات، بخمس جامعات فقط، أربع منها تعود لجنوب إفريقيا.






Trois universités tunisiennes se glissent dans le top 30 des universités en Afrique
Rédaction du HuffPost Tunisie
Publication: 04/08/2015 19h55 CEST Mis à jour: 04/08/2015 20h03 CEST

Le Times Higher Education, un journal mensuel spécialisé dans le domaine des études supérieures vient de publier un classement des trente meilleures universités d'Afrique.
Dans le top 30 se hissent trois universités tunisiennes: l'université de Tunis, l'Ecole Nationale d’Ingénieurs de Sfax et l'université de Sfax, successivement classées à la 20ème, 21ème et 28ème place.
Pour établir ce classement, le Times Higher Education s'est basé sur les citations reçues par rapport aux publications des universités. Pour être inclue dans le classement, chaque université devait avoir à son actif au moins 500 articles de recherche dans une période évaluée de cinq ans, avec un minimum de 50 articles par année.
Avec douze universités présentes dans le classement, l'Afrique du Sud domine le classement. Deux universités d'Afrique du Sud, celles de Cape Town et de Witwatersrand, arrivent en tête du classement suivies par l'université de Makerere, en Ouganda.
De son côté, le Maroc en comptabilise trois: l'université Cadi Ayyad de Marrakech, en 10ème position, l’université Hassan II de Casablanca (15ème) et l’université de Mohammed V de Rabat (22ème).
L'Egypte, qui compte six universités présentes dans le classement - dont l'université du Canal de Suez qui arrive en 14ème position - est le deuxième pays le plus représenté.
Phil Baty, éditeur du classement mondial des universités du Times Higher Education,a déclaré à la BBC que "naturellement, les universités qui sont plus riches, mieux financées, sont plus susceptibles d'attirer et de retenir les éminents chercheurs", ce qui se vérifie dans la qualité des travaux publiés.
A noter qu'aucune université tunisienne ne se situe dans le classement mondial des universités, qui regroupe un nombre plus important de critères comme l'enseignement et les perspectives internationales. La Tunisie n'est pas non plus présente dans le classement académiques des universités mondiales de Shanghaide 2014.
(2)
(2) ni en 2015


الأحد، 23 أغسطس 2015

صفاقسيات إهمال الدولة ، أصاب بالتقهقر جهات بأكملها

صفاقسيات
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
تقهقر فاضح
تونس / الصواب /20/08/2015
منذ غادرت مسقط رأسي صفاقس قبل حوالي 55 سنة ، لم يتسن لي أن أقضي حوالي 10 أيام  متتابعة فيها،  وهو ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية لشأن هام اضطرني للبقاء ، وقد حاولت خلالها أن أسترجع ما أمكن من ذكرياتي ، سواء من الأماكن التي كنت أرتادها ، أو تلك التي كنت أمر منها جيئة وذهابا للمدرسة أو الليسي ، أو سبيلي إلى جمعية الثقافة أو التعاون المدرسي التي كنت أمارس فيها نشاطا ثقافيا أقدر أنه غاب من المدينة وعلى أبنائها ، أو جمعية الطالب الزيتوني التي كنت أستلف منها الكتب تماما كما جمعية الثقافة أو اللخمية ، وكنت ألتهم تلك الكتب التهاما وأعود لأستلف غيرها ، وكان أمناء المكتبة في هذه وتلك من الجمعيات الأهلية التطوعية محمد الفريخة ، أو الهادي الفراتي يعجبان لسرعة إعادة الكتب المستعارة  الموثقة أسماؤها وتواريخ استعارتها علي بطاقة خضراء أو حمراء.
سواء في فترة الاستعمار أو بعد الاستقلال كان المرء يتمتع بالمناظر الخلابة في تلك الحدائق المتناثرة ، هنا وهناك بزهورها  وروائح ورودها ، وفي المقدمة منها الحديقة العمومية التي كانت تعرف بجنينة بنت الري ، والتي كانت النزهة فيها متعة فعلية ، والإطلال على فسقياتها الواسعة التي اختلفت بشأنها تواريخ الانشاء، وكانت المدينة على قدر كبير من النظافة ، وإذا صحت مني الذاكرة ، فلعل صفاقس هي التي فازت في بداية الاستقلال تباعا وعلى مدى سنوات بجائزة نظافة المدن ، حتى تدخلت السياسة وباتت الجائزة دائرية حتى لا يقع حرمان مدينة منها أو تحتكرها مدينة بعينها مهما كانت نظافتها،
لم يكن سور صفاقس يثير انتباهنا إلا لما عرف عنه من أنه أحد خمسة أسوار عربية دائرية متكاملة ، بل وكذلك فهو أقدمها و أعلاها ويعود لأكثر من اثني عشر قرنا ، وله أصلا فتحتان واحدة في باب الديوان أيام كان البحر يلطم الجهة الشرقية الجنوبية للمدينة والثاني في جهتها  الشمالية هو باب الجبلي ، ولأسباب " أمنية " وتجنبا من الفرنسيين لاحتمالات ثورة أخرى كتلك التي جعلت المدينة ، تقاوم احتلال الفرنسيين لها في سنة 1881 لمدة أشهر تم في وقت لاحق فتح أبواب جديدة ، وتم الحكم على أهل البلد  ـ بعد أن فرضت عليهم غرامات حربية ثقيلة من قبل المستعمر الفرنسي  ـ ، بأن لا تغلق أبواب السور لا ليلا ولا نهارا.
كان السور شاهق العلو يوحي بما كانت عليه المدينة على مدى التاريخ  من أهمية ، وعلى مدى الزمن زمن السلم والحرب كانت العناية به موصولة مستمرة ، حتى جاء الاستقلال فناءت البلدية تكاد تكون وحدها بعب صيانته العالية الكلفة ، حتى تجاوز الأمر حدود طاقتها.
واليوم و صفاقس  تعد ولاية ما بين 900 ألف ومليون ساكن  إضافة للمعتمديات التي اقتطعت منها لتكون جزء من ولايات أخرى و إضافة إلى الولايات التي تعتبر المدينة  نقطة الجلب الكبرى لشأنها الاقتصادي والاجتماعي، تنوء بأعباء ، جعلتها في وضع متردي ، وبعد أن كانت مدينة النظافة بامتياز ، أصبحت أكداسا من القمامة حتى في ما يسمى بالأحياء الراقية ، لا لتقصير من بلدياتها فقط ، ولكن لتقصير من سلطة مركزية بالنسبة لها صفاقس ليست لا في العير ولا في النفير، وبعد أن كان سورها  الذي يشكل مظهرا من مظاهر التراث العالمي ، بات متداعيا ، أحجاره التي شهدت مرور 1200 سنة في عز واهتمام وعناية ، تكاد تنهار وقد تعرت من ملاطها بفعل رطوبة شديدة وإهمال أشد وطأة، وإذ عدت لأقرأ الكتاب الشيق للدكتور رضا القلا ل " باب بحر  صفاقس .. التاريخ ، الذاكرة ، الهوية "، فقد اكتشفت البون الشاسع لما كانت عليه المدينة من حيوية ونشاط ونظافة، وحياة ثقافية نشيطة ، عبر جمعيات أهلية ـ تم حلها زمن التعاضد وأقيمت على أنقاضها لجنة ثقافية جهوية قتلت المجهود الأهلي ، فانتهى دور كشك الموسيقى أمام فندق صفاقس سنتر ، ولم تعد الفرق تشنف الأسماع في العشايا مجانا ، وغاب حفل انتخاب ملكة جمال صفاقس، وفي الكتاب صورة لملكة جمال المدينة سنة 1953 وهي إيطالية الأصل ( ماري تيريز مايوليني) ،  بدل كل ذلك سادت فوضى معمارية أفقدت المدينة شخصيتها .
عندما يتجول المرء في صفاقس  اليوم ، التي كان يعتقد أنه يعرفها ، وأن الحنين يشده إليها ، يكتشف أنه يقف في مدينة لا يعرفها ، فقدت شخصيتها وظلها ، وشبعت إهمالا، فلا المطار الدولي الذي كان مبرمجا قبل الاستقلال ، لم ينجز، وشركة صفاقس قفصة الفوسفاطية التي كان مقرها بالمدينة ، تغير اسمها إلى شركة قفصة ، ونقل مقرها من صفاقس إلى قفصة ، قبل أن تحرم قفصة منه وينقل بعد أشهر  إلى العاصمة زمن بن صالح ، في إطار سياسة مبرمجة  لتهميش كل من صفاقس وقفصة في آن واحد.
ولعل مدينة صفاقس هي المدينة الوحيدة من الدرجة الأولى أو حتى الثانية أو الثالثة سكانا ، أي أكثر من 20 ألف ساكن التي لا تتمتع بمدخل جدير بمدينة لا يقل عدد سكانها المقيمبن عن 400 ألف ساكن وسكانها نهارا عن 500 أو 600 ألف ، سواء من القادمين من العاصمة تونس أو من الجهة الجنوبية القادمين من قابس وما بعدها.
ولعل من غرائب الأمور ، أن يكون مغادر العاصمة تونس عبر الطريق السريعة ملاحظا أن الإشارات المرورية كلها تشير إلى  اتجاه سوسة ، فيما العادة أن الإشارة المرورية تشير إلى نقطة النهاية ، ويقول لي أحد المهتمين بصفاقس وشدة إهمالها ، أنه وبمجرد وصول الطريق السريعة إلى قابس بعد بضعة أشهر ، بعد سنوات ، من التأخير ، فإن الإشارة المرورية على تلك الطريق السريعة ستشير إلى قابس  كمنتهى لتلك الطريق ، وهذا هو الأمر الطبيعي.
قد يعتقد البعض ، أن هناك نبرة جهوية مقيتة ، ولكن دافع ذلك هو الحنين إلى مسقط الرأس ، التي عاش فيها المرء أحلى سني حياته قبل ولوج عهد المسؤولية ، من طلب للعلم ، ومن عمل بكل مسؤولياته ، وزواج بكل تبعاته وولادة أطفال تزداد بقدومهم المسؤولية ثقلا وتزداد بهم الحياة حلاوة وطعما سائغا.
وفي عصر لم تعد فيه مظاهر إعلان الجهوية والتشبث بتلابيبها كما كانت مظهرا سلبيا ، وباتت المناداة بها لا تنفصل عن مظاهر الحياة الجماعية ، وإن كانت من قبل ممارسة فعلية استفادت منها جهات بعينها وحرمت جهات أخرى، وأقدر أن جهة صفاقس الواسعة التي تمتد على عدة ولايات من البلاد كانت محرومة أشد الحرمان بقصد كما يقول البعض أو عن غير قصد كما يقول آخرون ، أو اعتبارا لأنها جهة يمكن أن تكتفي بذاتها بسبب ثرواتها البشرية الكبيرة التي أشعت على البلاد كلها ،  وذلك رغم فقرها الطبيعي من ثروات مادية ، وندرة المياه وشحها ، وانعدام  الموارد الطبيعية منجمية أو غير منجمية ، لولا عزيمة أبنائها وإقبالهم على العمل مهما كان مضنيا ، وانصرافهم إلى بذل الجهد ، دليل ذلك أن الولاية بالذات تأتي دائما في المرتبة الأولى ترتيبا في الامتحانات الوطنية  وخاصة الباكالوريا وذلك سنة بعد سنة ، كما إن التلاميذ من أصيلي الولاية ولو كانت ولادتهم في ولايات أخرى تميزوا بتصدر المراتب الأولى في معاهدهم.
ولعل الولاية بالذات والمحيط الدائري لها ، هي الأفقر إلى المشرعات الوطنية ، التي تولتها الدولة على مدى 60 سنة ، فلم يقم فيها رغم المؤهلات والكوادر لا مصنع إسمنت ولامركزية  كهربائية ولا مصنع حكومي في المجال الميكانيكي أو غيرها، كما إنها أي الولاية مثل ولاية القيروان وربما أكثر لم تحظ بأي اهتمام  سياحي أو توجيه في ذلك المجال رغم الثراء الثقافي من أسوار عالية الارتفاع والقيمة، ومدينة عتيقة بمباني ذات تاريخ ، وأبراج تعود لمئات السنين ، كان يمكن أن تزدهر معها إن لم يكن نشاط سياحي لمدن غير ساحلية مثل فلورنسا أو بولونيا في إيطاليا أو قرطبة وإشبيلية في إسبانيا أو أنجي وليموج في فرنسا كل ذلك على سبيل الذكر لا الحصر ، فعلى الأقل سياحة ترانزيت عبر ألجم وقابس والمدن البربرية قبل الوصول إلى جربة.
وبدل أن تكون صفاقس وجهتها قاطرة للنمو ، كما كانت ماضيا باتت عبئا من الأعباء على كاهل الدولة ،فهجرها أبناؤها أو جانب مهم منهم إلى العاصمة وتركوها فريسة  للإهمال والإقصاء.



الأربعاء، 19 أغسطس 2015

اقتصاديات : وضع سيء ينذر بكل الأخطار

اقتصاديات
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
تونس تغرق .. تغرق *
تونس / أسواق العرب01/08/2015
إذا كانت تونس قد حققت وتحقق كل يوم خطوات مهمة على صعيد دمقرطة الحياة السياسية والاجتماعية ، وباتت تسير وفق المعايير الأكثر تقدما في مجالات حرية الرأي والتعبير، واعتماد القرار الشعبي عن طريق انتخابات مشهود لها بالنزاهة والشفافية  ليس فقط مقارنة بالدول التي عاشت ما أسمي بالربيع العربي بل قياسا حتى بأعرق الديمقراطيات في العالم، فإنها تغرق في المجال الاقتصادي وبالتالي الاجتماعي ، وتتسارع خطواتها نحو هاوية سحيقة، وبالتالي فإنها ليست في مأمن من انتفاضات قد تهز كيانها ، وإذ كانت "أم الثورات العربية " كما أسميت من عديد الأطراف ، قد قامت من أجل الحرية والكرامة ، فإن الحرية تحققت ، أما الكرامة فهي أبعد من أن تتحقق ، أو يبدو في الأفق ما يوحي بأنها بصدد الإنجاز.
و لعل أولى المقومات التي تقوم عليها الكرامة هي الشغل والعمل، الذي يحفظ كرامة المرء، ويجعله في مأمن من الاحتياج والخصاصة.وكل الدلائل تشير إلى أن الوضع الاقتصادي قد تدهور بالقياس إلى سنة 2010 أي السنة السابقة لاندلاع الثورة ، فقد انهار الدينار التونسي ، وتفاقم العجز التجاري ، وارتفعت نسبة المديونية بحوالي 50 في المائة، ومما زاد الطين بلة تضخم ظاهرة الإرهاب الذي لم يعد مقتصرا على الجبال والقرى النائية ، بل تسرب إلى المدن وبالذات المناطق السياحية ، مثل متحف باردو في ضواحي العاصمة ، وأحد فنادق مدينة سوسة السياحية بامتياز (140 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة)، مما أصاب السياحة التونسية في مقتل ، فألغيت الحجوزات ولم يتقلص عدد الوافدين فقط ، بل غادر حتى المقيمون ، فيما تمثل السياحة أحد أعمدة الاقتصاد التونسي بحوالي 7 في المائة من الناتج وما بين 5 و7 مليار دولار من العملات الأجنبية كموارد للبلاد، وبالمقابل تراجع إنتاج الحبوب بعد المحاصيل القياسية لسنة   2014 ، ولم ينقذ الموسم إلا زيت الزيتون بمحاصيل قياسية مكنت من التخفيف من العجز الجاري للميزان التجاري .
وتشير كل الدلائل إلى أن نسبة النمو للعام الحالي ستكون ما بين 0.5 و1 في المائة في أحسن الأحوال، بينما كانت التقديرات الأولية ترجح تجاوز 2 في المائة، وهي في كل الأحوال وفي حد ذاتها نسبة ضعيفة جدا، قياسا إلى النسبة المتوسطة التي كانت سائدة قبل الثورة، أي 5 في المائة. ويبدو الاستثمار معطلا ، وليس هناك من رصود جديدة في الغالب إلا في مشاريع الدولة ، وما دام الوضع على هذه الضبابية ، وما استمر انتشار الإرهاب ، فإنه لا القطاع الخاص الوطني ولا خاصة الأجنبي ، سيقدم أي منهما على استثمار ، في وضع وإن استقر سياسيا فإن أخطارا كثيرة محدقة به سواء اجتماعيا عن طريق مطالبات نقابية منفلتة ، أو استمرار ظاهرة الضربات الإرهابية المتواصلة.ولقد كانت تونس تؤمل بعد مفاوضات عسيرة مع شركة بيجو للسيارات ، أن ترى قيام وحدة صناعية ضخمة ، مبرمج لها استخدام 50 ألفا من المهندسين والإداريين والعمال مقسمة على 5 سنوات، غير أن الوضع المضطرب أثنى المستثمرين الفرنسيين عن إقامة هذا المصنع وفضلوا تركيزه في المغرب.ويعتبر العاطلون عن العمل وعددهم يناهز ما بين 600 و700 ألف من بينهم 200 إلى 250 ألف من خريجي التعليم العالي، بمثابة القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في أي وقت،  وإذ دلت التجربة على إن نسبة نمو بواحد في المائة كفيلة بتوفير 10 آلاف فرصة عمل، في بلد تمثل فيه اليد العاملة الإضافية سنويا 80 ألفا من الوافدين الجدد على سوق العمالةّ، فإن هذا يبرز حدة الأزمة الاجتماعية القائمة، ومدى تعاظمها وبالتالي توقع تأثيراتها الكبيرة المقبلة.وإذ كثرت الوعود الانتخابية سواء بمناسبة الانتخابات التشريعية  أو الرئاسية في الخريف الماضي، فإن الأحزاب الأربعة أو الخمسة المؤتلفة لتشكيل الحكومة الحالية، بدت أعجز من أن تنجز وعودها المعسولة، والتي استعملت كصنارة لنيل العدد الأكبر من الأصوات ، لا أكثر ولا أقل...

·       تم النشر في العدد الأخير  من مجلة أسواق عربية الصادرة بلندن والتي تعتبر أشهر وأكبر المجلات الاقتصادية العربية 

الأحد، 16 أغسطس 2015

قرأت لكم : تسليم المحمودي ،، أكثر من خطأ سياسي ، بل هو جريمة


قرأت لكم

تسليم المحمودي للتعذيب و الموت
 خطأ  ســـيــاســي و أخـــلاقــــــي       

د.أحمد القديدي
تونس/ الصواب / 16/08/2015

حكمت هذه الأيام محكمة ليبية غريبة التركيب و الأطوار على بعض رموز نظام القذافي بالإعدام و من بينهم كما كان متوقعا السيد البغدادي المحمودي أخر رئيس حكومة في عهد الفاتح وهو طبيب مدني حاول إصلاح ما يمكن إصلاحه في ليبيا، كما أنه من قبيلة المحاميد الأصيلة المشتركة بين ليبيا و تونس و الجزائر، و كانت الترويكا الحاكمة في تونس مباشرة بعد الثورة ، اتفقت على تسليمه "للسلطات الليبية" وهي  تعلم أن ليبيا لم تكن فيها سلطات بل تسلطات ميليشيات ،  ترتع إلى اليوم وتقتل،  قدمتها لنا حكومة تونس حينئذ  ظلما و بهتانا على أنها "الشرعية الليبية"،  بل أضافت  ـ سامحها الله ـ أنها تيقنت  من "عدالة القضاء الليبي" !! و أن لديها ضمانات لمحاكمة عادلة شفافة تراعي حسب زعمها كل أصول العدل !!! و من موقعي البعيد آنذاك نشرت مقالتي بعنوان (تسليم المحمودي وصمة عار) ،
 و أرسلت لأصدقاء المنفى القدامى ، و أصحاب الأمر آنذاك ، أنبه إلى مخاطر ارتكاب هذا الخطأ الذي يدشن لممارسات غريبة ، أبعد ما تكون عن التقاليد التونسية ، التي كانت في عهد بورقيبة تراعي الأصول الإنسانية ، و تقرأ حسابا للأخلاق السياسية .
 فالزعيم لم يسلم طيلة عهده لأي كان من الدول الصديقة و الشقيقة ، لاجئا استجار بنا أو معارضا فر بجلده من الاستبداد و الظلم ، و الأمثلة معروفة لدى التوانسة ، وهو ما رفع مقام بورقيبة  ، و أنا نفسي تابعت قضية الصديق الأستاذ  الدكتور محمد فاضل الجمالي رحمة الله عليه رئيس وزراء العراق (من 1952 الى 1954) ، ورئيس البرلمان العراقي في عهد الملك فيصل طيب الله ثراه ، وهو الذي وقع على الميثاق المؤسس لمنظمة الأمم المتحدة *، وهو المدافع الأصيل عن تحرير المغرب العربي الكبير، وربطته بالزعيم بورقيبة علاقة كفاح طويلة ، وهو مفكر في التربية والحضارة كان لي شرف نيل صداقته في الثمانينات ،  و نشرت له دراساته على صفحات الجريدة التي كنت أرأس تحريرها.
هذا الطود الشامخ مثل بقية أعضاء الحكومة العراقية تعرض للسجن وحكم الاعدام ، بعد اغتيال الملك فيصل ورئيس وزرائه نوري السعيد ، و أفراد عائلتيهما  ، بل و سحلت الجثث و العياذ بالله ، ثم حكمت عليه محكمة قيل أنها محكمة الثورة ! يرأسها عقيد في مجموعة الإنقلاب اسمه عباس ، و تألم الزعيم بورقيبة لمصير صديقه وشرع يسعى لدى الحكام الجدد لإصدار عفو عليه ، مستعينا بكل من يعرف من الشخصيات العربية و العالمية ، ثم حدث أن دعي الرئيس بورقيبة لزيارة بغداد، فأبلغ حكامها أنه لن يقبل أية دعوة ، و لن يقيم أية علاقة مع العراق ، إلا حين يطلق سراح محمد فاضل الجمالي،  و حدثني الصحفي القدير في جريدة الصباح محمد المختار الخضراوي ، أنه كان سنة 1959 في بغداد و دعاهم رئيس الانقلاب (و الجمهورية !) عبد الكريم قاسم للغداء ، وصادف أن جلس الخضراوي قبالة عبد الكريم قاسم  ، فسأله عن سبب تأخر بورقيبة عن زيارة بغداد ؟
فأجابه الصحفي بأن بورقيبة ينتظر إطلاق سراح صديقه الجمالي ، فتحرك رئيس العراق في نفس اللحظة و نادى وزيره (للعدل أو الداخلية ) و أذنه بترحيل الجمالي إلى تونس.
هذه أخلاق تونس و أخلاق الاسلام ، و لم يحد عنها أي حاكم تونسي في التاريخ الحديث
و جاءنا محمد فاضل الجمالي ، و دخل تونس آمنا وعاش فيها ، و تولى التدريس في جامعتها إلى أن توفاه الله فيها سنة 1997 ، و يحمل أحد شوارع تونس اسمه تخليدا للرجل و لوفاء بورقيبة ، و كذلك فعل الزعيم مع العقيد طاهر الزبيري و لم يسلمه للجزائر، و مع الرائد عمر المحيشي و لم يسلمه للقذافي .
إلى أن جاء بعد الثورة من لم يمارسوا السلطة و لا يفقهون نواميس الدولة ، بل كانوا هم أنفسهم ملاحقين مضطهدين مثلنا نحن، و لم يدركوا ثوابت العلاقات الخارجية التونسية التي تأسست على بعض المبادئ  ، فحدث ما  كنا نخشاه و لم يسمعنا أحد منهم كما كانوا يفعلون قبل فوزهم بأغلبية الأصوات ، و صموا آذانهم عمن ينصحهم ، واليوم يحاول كل واحد منهم أن يتبرأ من تسليم البغدادي بمنطق سقيم لم يعد يقنع التوانسة ، فقد وقـــــع الفأس في الرأس، و الرجل البريء بين أيدي جلاديه، و لم يعد له إلا الله تعالى ، وهو حسبه و نعم الوكيل.
 و الغريب أن بعض هؤلاء عوض أن يعتذر بجرأة المناضل،  اختار التبرير الأجوف بالمنطق السياسوي، فقال قائل منهم أن "القضاء وحده هو الذي قرر مصير المحمودي !  " أي نفس ديماغوجيا من كان سجنهم و اضطهدنا جميعا بحجة أن القضاء مستقل !
 و قال قائل أخر منهم أن المحمودي هو دكتاتور ليبيا !!! والحقيقة أن الدكتور المحمودي هو محمد الغنوشي ليبيا رجل مدني هارب لله ، حاول ما استطاع إنقاذ وطنه بما أتيح له  ، والله سبحانه أعلم بالسرائر.
 كيف و بأي قانون نفسر ما حصل للرجل المستجير بنا ثقة فينا، لأنه بن عمنا من قبيلة المحاميد الأصيلة التي كانت الفنانة صليحة تغني عنها (بخنوق بنت المحاميد عيشة ريشة بريشة و عامين ما يكملوش النقيشة) ؟ كيف نسجن سياسيا لجأ إلى وطنه الثاني طالبا فقط المرور للجزائر ؟ ماذا كان يضرنا لو سمحنا للمستجير بنا أن يبلغ مأمنه، كما أمرنا الله سبحانه في كتابه المبين ، متحدثا عن مشرك ، فما بالك و البغدادي مسلم معروف بتقوى الله قال الله تعالى )وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون (التوبة أية 6). ثم إني أنصح الذين ورطونا في هذا الخطأ  أن يرجعوا إلى فيديو يقع تداوله هذه الأيام على الفايسبوك ، نرى فيه و العياذ بالله حصة تعذيب رهيب للساعدي نجل القذافي ،  لندرك ما الذي حصل للبغدادي المحمودي بعيدا عن الكاميرات !
و أذكر أن الرئيس السابق بن علي لم يسلم رئيس الحكومة الإيطالية (بتينو كراكسي) ، الذي لجأ إلى بلادنا ، و استقر في منتجع الحمامات ، إلى أن جاء أجله فيها ، و نفع تونس بعديد المشاريع الإيطالية التونسية المشتركة و الله أعلم ، فأنا نفسي كنت في منفاي النوفمبري و لا أعلم الخفايا. إن السياسات عموما تؤسس على عقد أخلاقي ذي قيم إنسانية عليا يخطأ كل من يعتقد أنها تأتي بعد المصالح !
*        كان محمد الفاضل الجمالي ثالث ثلاثة وقفوا إلى جانب القضية التونسية بقوة في الأمم المتحدة والمحافل الدولية وهم محمد صلاح الدين وزير خارجية مصر وظفر الله خان وزير خارجية باكستان وفاضل الجمالي وزير خارجية العراق ثم رئيس حكــــومتها ( الصواب)


الاثنين، 3 أغسطس 2015

قرأت لكم : أسواق العرب : مصير سوريا التقسيم بعد تقسيم العراق

قرأت لكم

هل تكون إسرائيل مصدر إلهام لدولة علوية؟
عن مجلة " أسواق العرب " اللندنية  وبترخيص من رئيس تحريرها الأستاذ غابي طبراني

دمشق – محمد الحلبي
أفادت تقارير في الآونة الأخيرة بأن إيران تنوي إرسال آلاف عدة من المقاتلين إلى سوريا، بينهم إيرانيون وعراقيون وأفغان وشيعة آخرون.
 تبع ذلك تصريحات رئيس فيلق “القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي أعلن بأن الخطط الإيرانية والسورية في النزاع السوري “ستفاجىء” العالم.
والغرض من هذه التعزيزات هو دعم الجيش السوري الذي توسّع فوق إمكاناته وطاقته، حيث تلقى خسائر فادحة، كما واجه صعوبة في العثور على مجنّدين جدد. إن الهدف الأوسع، كما أفادت  بعض المعلومات، يكمن في تعزيز قبضة بشار الأسد على دمشق، وسط سوريا، وفي جميع أنحاء حمص وحماه والمناطق الساحلية.
 ولتنفيذ مثل هذه الإستراتيجية يبدو أن إيران قد أقنعت الأسد بسحب قواته من المناطق النائية في سوريا حتى تتمكن من إعادة التجمع في مواقع يمكن الدفاع عنها.
لكن بعدما جرى التعدّاد  كان هناك ما يتراوح بين 7000 و 15000 مقاتل (مع بعض الأرقام حتى أعلى) موجودين في سوريا.
وقد نفت إيران هذ الأمر أخيراً.
 وقالت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية مرضية أفخم بأن الأنباء حول “الوجود العسكري للدول الصديقة في سوريا لا أساس لها”، مضيفة: “إن الحكومة السورية والشعب السوري لديهما القدرة على المقاومة وسيستمران في القيام بذلك.”.
قد يكون هذا النفي محاولة للتقليل من شأن الوضع الصعب الذي يواجهه نظام الأسد.
 ومع ذلك، يبدو أن مصادر موالية لسوريا في بيروت تؤكد أنه في حين كانت إيران قد أرسلت عدداً كبيراً من المستشارين إلى سوريا، فإنه حتى الآن لم يكن هناك مقاتلون. والذي يربك الأمور أكثر، هو أن “مصدراً أمنياً” سورياً صرّح لوكالة “فرانس برس” في وقت سابق أن هدف إيران هو تأمين إرسال 10،000 رجل، “لدعم الجيش السوري والميليشيات الموالية للحكومة، أولاً في دمشق، ومن ثمّ لاستعادة السيطرة على جسر الشغور لأنه المفتاح إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط ومنطقة حماة”.
في حين أن تفاصيل المساعدة التي ترعاها إيران لا تزال غير مؤكدة، فإن هناك مؤشرات على أن النظام ينتهج بالفعل خطة للتراجع إلى محور دمشق-حمص-اللاذقية.
 كانت هناك علامات، على سبيل المثال، في السويداء تشير إلى أن النظام ربما يستعد لسحب قواته، في حين أن الاستيلاء على تدمر وكذلك على القاعدة العسكرية للواء 52 في جنوب البلاد، وقاعدة الثعلة الجوية القريبة، قد يكون سهّله في الحقيقة أن الجيش كان يتوقع أن ينسحب على أي حال..
بالإضافة إلى ذلك، إن هجوم “حزب الله” في منطقة القلمون هو، حسب كل التقارير،  جزء من هذه الخطة الأوسع، من خلال تأمين السيطرة على المنطقة التي تقع بين لبنان والطريق السريع بين دمشق وحمص يأمل الحزب أن يحقق شيئين:
حماية خطوط الاتصال بين العاصمة والمناطق الساحلية وضمان استمرارية الاتصال والتواصل بين المناطق الشيعية في لبنان والدويلة المحتملة التي يسيطر عليها العلويون التي آخذة في التشكل في سوريا.
هذا الأمر كان منذ فترة طويلة في عقل النظام السوري وحلفائه.
 بل هو أيضاً أحد الأسباب الذي جعل الجيش السوري ووكلاء إيران ينخرطون في التطهير الطائفي الشامل في محافظة حمص في وقت مبكر من الحرب السورية، وكذلك في القلمون في العام 2013، وتهجير أكثر من مليون شخص من أهل السنة السوريين الى لبنان.
ومع ذلك، إذا كنا سنصدّق المصادر الموالية لسوريا في لبنان فإن إستراتيجية التوحيد لا تُطبّق في كل مكان.
على سبيل المثال يبدو أن النظام لا يريد التخلي عن حلب، ثاني أكبر المدن السورية.
لقد صرح نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أخيراً: “كل تخطيطنا الإستراتيجي الآن يكمن في الحفاظ على طريق حلب مفتوحة حتى يتسنى لقواتنا الدفاع عن المدينة”.
 وهذا يمكن أن يعني إما أن السوريين والإيرانيين ليسوا دائماً على إتفاق تام، حول بعض المواقع الرمزية الذي لا يستطيع نظام الأسد التخلي عنه.
 أو يمكن أن يعني أن كلا الطرفين لديه وجهة نظر أكثر مرونة حول معنى توحيد الأراضي..
و لكن على افتراض أن هذا المشروع هو في الواقع الطموح النهائي لنظام الأسد وإيران، فما هي فرصته في النجاح؟
 من المفارقات، قد يكون الاثنان ينظران إلى تجربة مماثلة في المنطقة لأخذ الوحي والإلهام، وهي استيلاء الصهاينة على المناطق الفلسطينية في العام 1948، وطردهم السكان المحليين وإنشاء دولة، تلاها التوسّع.
إلى أولئك الذين يقولون بأن دويلة علوية غير قابلة للتطبيق والحياة، قد يميل بشار الأسد وإيران إلى محاولة الإشارة إلى النتائج التي آلت في إسرائيل.
 ولكن فكرة تعزيز مثل هذه الدولة الصغيرة لها آثار وتداعيات أخرى.
 وتتعلق هذه بالجدل حول ما إذا كانت إيران وروسيا قد قبلتا بدفع الأسد على التنحي من منصبه، حتى لو كان ذلك يعني انه سيبقى في السلطة خلال المرحلة الانتقالية.
إذا كانت إيران تسعى فعلاً إلى دويلة علوية، إذن ما هو الهدف الذي تخدمه إزالة الأسد؟
 الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يؤدي إلى مثل هذه الخطوة هو تسهيل المفاوضات من أجل التوصل إلى حل للنزاع في سوريا.
 ومع ذلك فإن الأساس المنطقي وراء دويلة، وبالتحديد الصيغة النهائية للحدود في زمن الحرب، يمثل قصداً معاكساً. إن إنشاء دويلة — في حين أنه قد يؤدي إلى مفاوضات في المستقبل لترسيخ حدود هذا الكيان، على غرار اتفاقات الهدنة العربية مع إسرائيل في العام 1949– يمثّل إستراتيجية مواجهة، وليس تقديم تنازلات.
 ونتيجة لذلك، فإن أي فكرة لزعزعة استقرار هذا الجهد من طريق إزالة الأسد من منصبه يبدو بعيد الاحتمال.
قبل كل شيء إن دويلة علوية ستمثل عبئاً لا يطاق بالنسبة إلى لبنان، مع ما يزيد عن مليون سني في البلاد، فإن الشيعة لا يمكن أن يرحّبوا بهكذا لعبة.
 إن السنّة السوريين لن يعودوا إلى ديارهم وعلى الشيعة اللبنانيين مواجهة العواقب، وكما أظهر الفلسطينيون، إن اللاجئين لا يمكنهم البقاء خاملين لفترة طويلة. فإنهم يعلنون التعبئة لاستعادة ما أُخذ منهم، وجهود لبنان في الماضي لإدارة الفلسطينيين ستبدو هنا أكثر سهولة بالمقارنة.
إن خطط إيران سوف تصبح أكثروضوحاً في الأسابيع المقبلة.
ولكن غطرستها تبدو واضحة بشكل جيد.
 إن طهران تأخذ المنطقة منذ مدة إلى ما وراء نقطة الانهيار لتأمين مصالحها الخاصة، حتى لو كان ذلك يعني أن حلفاءها سيدفعون ثمناً باهظاً لذلك.
إن الحرائق الناتجة عن تدخلها هي فعلياً تحرق الشرق الأوسط بطريقة لا رجعة فيها.



الأحد، 2 أغسطس 2015

عربيات :25 سنة بعد اجتياح صدام للكويت

عربيات
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
منحدر .. بلا نهاية
مسؤؤلية من ؟
تونس / الصواب /02/08/2015
25 سنة يوما بيوم مرت على الكارثة التي حلت بالعرب، وقادتهم إلى منحدر بلا نهاية. وبلا روادع.
في 2 أوت 1990 أقدم الرئيس العراقي صدام حسين ، على اجتياح دولة الكويت المجاورة.
وباتخاذ هذه الخطوة غير محسوبة العواقب، فتح على نفسه وعلى بلاده، وعلى العالم العربي أبواب جهنم ، وقاد المنطقة كلها إلى مصير يعتقد البعض أنه مجهول ، بينما يعتقد آخرون أنه معلوم ، وأنه مثل القدر مرسوم مخطط ، بيد من بيدهم السلطة والنفوذ في العالم.
ولأننا أمة لا تقرأ ، فإن أحدا إلا القلائل  لم يتنبه لكتاب الجنرال شوارزكوف الذي صدر سنة 1972 ، والذي لا يعدو أن يكون سيناريو دقيق المعالم ، لما سيتحقق بعد 18 سنة في الصحراء العربية على يدي شوارزكوف نفسه(1990/1991).
مغامرة مهما كانت دوافعها، ومهما كانت أسبابها:
- تاريخية بقطع النظر عن وجاهتها من قلة وجاهتها،
- إستراتيجية سواء فتح العراق منفذا على الخليج أم لا،
- اقتصادية مالية سواء استحوذت بغداد على المقدرات البترولية للكويت التي تتجاوز الثروة النفطية العراقية أو لم تستحوذ، وتمكنت من سداد ديونها الناتجة عن حرب الثماني سنوات ضد إيران بفضل الأموال الكويتية  أو لم تسدد ، فإن المغامرة ، كانت نتائجها قاتلة سواء للرئيس العراقي الذي دفع في النهاية حياته  ثمنا لها ، معلقا في حبل مشنقة ، أو العراق الذي تجزأ ونالته مساوئ الطائفية، ففتته وقضت على دولته التي تعتبر واحدة من أقدم الدول في العالم وجعلته مستعمرة فارسية صفوية  شيعية بكل معاني الكلمة، أو العالم العربي الذي بات على قاب قوسين أو أدنى من أخطار تقسيم على تقسيم وتجزئة  على تجزئة.
**
 من المؤكد أن للولايات المتحدة أصابعها ، ليست وحدها ولكن لها شركاء في الشرق والغرب ، ولها طابور خامس طويل الباع ، ولكن ليكن واضحا أيضا أن لكل دولة مصالح تسعى لأن تحققها ، وإذا تضافرت المصالح مع القوة العاتية ، فإن ذلك يتحول إلى عدوان ، والعدوان في مثل هذه الحال لا يواجه وجها لوجه هذا إذا كان الحق لجانب الطرف الأضعف .
وفي هذه الحال ، فإن صدام حسين قد أقدم باحتلال الكويت في 2 أوت 1990 ، لا فقط على إعطاء المبرر للعمالقة بمواجهة بلاده ، بل إنه أتي فعلا غير مبرر ولا مقبول باعتبار ، أن احتلال أي دولة لدولة أخرى وابتلاعها بات من محرمات القانون الدولي ، خصوصا إذا كانت هذه الدولة  معترف بها من طرفك  وتشترك معك في منظمة الأمم المتحدة ، وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، وترتبط معك  ضمن غيرها  بمعاهدة دفاع مشترك ، تقتضي التكاتف إزاء أي عدوان خارجي ، لا مواجهة عدوان داخلي.
**
الخطأ كان فادحا وعواقبه كانت وخيمة كما تبدو اليوم بعد  مرور ربع قرن ، وبمكييفيلية باردة فإن المخطط كان محكما ، والرئيس العراقي زينوا له ، أنه سيفوز بغنيمته بسلام .
ولكن لم تمر أيام حتى سقط الرهان الأول للرئيس العراقي آنذاك ، فقد تدفقت جحافل 500 إلى 600 ألف من الضباط المدربين على أعتى الأسلحة.
وكان الرهان الثاني للرئيس العراقي أن الأمر كله لا يعدو أن يكون عملية تخويف ، وأن أمريكا بالذات التي خسرت حربا في فيتنام لن تكرر الخطأ ، في بلد فيه الروح البشرية ذات قيمة وأي قيمة.
ورغم تحذيرات الأصدقاء ونصف الأصدقاء ومنهم حامد القروي ، فقد كان الرئيس صدام حسين مصرا على ، أن أمريكا لن تغامر في حرب أخرى، وحتى إذا غامرت ، فإن الجيش العراقي الذي "يمثل خامس قوة في العالم" حسبما أوحي للرئيس العراقي ، كفيل بالفوز في أي مواجهة.
ورغم تحذيرات قائد أركان القوات المسلحة العراقية الفريق نزار الخزرجي في خريف 1990 ،  هو خريج معاهد الأركان العراقية الشهيرة منذ العهد العثماني بمستواها العالي، والذي نال تكوينا إستراتيجيا متعددا في الولايات المتحدة وفي الاتحاد السوفياتي ، فإن الرئيس العراقي لم يفعل سوى إقالته ووضعه في الإقامة الجبرية ، التي أفلت منها بفضل نفوذه في القوات المسلحة العراقية ، وتولى هو شخصيا رئاسة أركان الحرب ، وهو الذي لم يتلق قط أي تعليم عسكري ، بل هو مجرد خريج الجامعة المستنصرية أيام كان نائبا للرئيس أحمد حسن البكر.(1)
ولقد تسنى لنا في شهر سبتمبر 1990أن دعانا وزير في الحكومة التونسية إلى مكتبه  وهو رجل عسكري ، وعرض علينا  الكيفية التي ستجري بها الحرب التي كان يعتقد جازم الاعتقاد أنها آتية لا ريب فيها ، أولا بضربات صاروخية وقصف جوي لا قبل للجيش العراقي باحتماله، ثم اقتحام على الأرض كما سكين في الزبدة حسب وصفه ، وكان تقديره أن الحرب ستقع بين جانفي وفيفري 1991 ، وأن منتهاها سيكون في آخر فيفري 1991، باستسلام للأسف مذل.
**
فعلا اضطر كبار جيش العراق الذي يتميز بروح قتالية عالية ، ويعتبر مع الجيش الأردني والجيش المغربي ، أفضل الجيوش العربية تدريبا وتسليحا باللازم من السلاح الأكثر نجاعة، اضطروا لتوقيع الاستسلام في خيمة في صفوان داخل التراب العراقي ( لمزيد ...) وعلى تخوم الكويت ، فيما كانت طلائع قوات كويتية رمزية ، تضع رجلها  هي الأولى في العاصمة الكويتية محفوفة بقوات عربية ، وتحت حماية قوات أمريكية وفرنسية وبريطانية وغيرها من القوات العربية والإفريقية والأسترالية (أكثر من ثلاثين دولة).
كان يوم فرحة بالنسبة للذين اعتبروا يوم 28 فيفري يوم التحرير، ويوم حزن وأسى للذين وقفوا إلى جانب الرئيس العراقي.
في ذلك اليوم عادت الكويت دولة حرة مستقلة ، بعد أن تنبأ رجل سياسة تونسي مرموق بأنها خرجت من الجغرافيا ودخلت التاريخ.
وفي ذلك اليوم بدأ العد التنازلي لدولة العراق العريقة تاريخا وحضارة ، وعلما ، وثقافة ، فقد فرض على صدام حسين تدمير أسلحته ، وفرض عليه تخصيص جزء هام من موارد الدولة للتعويض للدول التي خاضت الحرب ضده ، وفي مقدمتها الكويت ، حتى جاء اليوم المتوقع أي اجتياح الدولة العراقية ذات التاريخ الذي يتجاوز 6 آلاف سنة ، والذي قدم للإنسانية أحد أكبر رجال القانون في التاريخ حمورابي الذي كان أول من نظَر للمسؤولية الشخصية  ، وكان ذلك الخطوة الأولى  في وضع لبنات حقوق الإنسان ، وأول بلد حقق الكتابة بالحرف النبطي أول حرف عرفته الإنسانية.
واليوم وبعد 25 سنة لنتوقف قليلا لنرى إلى ما آلت إليه خطوة غير محسوبة العواقب ، من عراق مقسم ، وعالم عريي متناحر ، وتطرف وتشدد كان النتيجة الطبيعية ، لما أصاب العالم العربي من انهيار، لعلنا نلقي بمسؤوليته على الآخرين.
ولكننا ما زلنا لم نستفق إلى الأسباب الحقيقية التي تكمن فينا دون غيرنا.