Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الخميس، 18 يوليو 2013

رسالة الناشر - السانحة

رسالة الناشر
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
من السانحة للآلاف الثلاثة والنصف
سألني أحد الزائرين لم ألتقيحه  منذ سنوات عدة، أسعدني أنه يزور بانتظام مدونة "الصواب" ، وقد ناقشني في أشياء عديدة، ليس متفقا معي بشأنها، وفي مقدمتها الوضع في مصر، فهو يعتقد أن الشرعية الانتخابية ستعود، وأن "الانقلابيين" سيخسرون "الطرح" ، وأن مرسي سيعود لكرسي الرئاسة، وأضاف إن المعتصمين اليوم في رابعة العدوية يبلغ عددهم 4 ملايين، ولم سألته : كيف: أجابني بكل اقتناع، هل رأيت الصور على الجزيرة ، وعلى الزيتونة، وعلى المتوسط، وعلى الجنوبية، مشيرا إلى كل القنوات التي هي في خدمة الإخوان.
سألته : هل تعرف ما هي مساحة ميدان رابعة العدوية، أجابني أنه لا يعرف، ذكرت له أن "أرض قوقل" وهي موقع لا يتطرق له الشك، يقول بأن المساحة الجملية، هي 6 آلاف و مترا مربعا بما في ذلك الشوارع المحيطة. وهي مساحة أرجو أن تتوقع عدد من يمكن أن يكون فيها وقوفا.
قال لي بدون اقتناع منه في تقديري "ربي يحضر البركة".
وقبل أن نفترق سألني : ولكن ماذا تعني بكلمة "سانحة"، أجبته : أنني اخترت كعنوان للمدونة "الصواب"، وهو اسم صحيفة تونسية قديمة,ربما تعود للثلاثينيات، وكانت تطلق على افتتاحيتها اسم "السانحة" والسانحة هي ما يتوفر من فرص، يقع اقتناصها، وكانت في الزمن القديم تطلق على الافتتاحية.
وأذكر في بداية حياتي المهنية، قبل 55 سنة، أني كنت أسمع بكثرة، هل تم تجهيز السانحة، وكان يختص بكتابة الافتتاحية  الصحفي الكبير، الهادي العبيدي، ولا يوقعها باسمه، ولكن باسم يقظان تدليلا على أنه دائم يقظ لما يجري في البلاد، وكان هناك عمود على يسار الصفحة الأولى يكتبه الأستاذ الجامعي الجزائري ، الذي كان أيامها مقيم بتونس قبل استقلال الجزائر عبد الله شريط تحت اسم ما رأيك وبتوقيع فلان، وقد استعملت شخصيا ذلك التوقيع سنوات عديدة، بعد عودته للجزائر، وكان يقصد به أنه يكتب كما يريد أن يكتب أي شخص، وبذلك فإن أسماء المقالات لم تكن صدفة، كما إن التواقيع كانت توحي بأشياء معينة.
ومن جملة ما جعلني أختار اسما لهذه المدونة "الصواب" إعجابي الشديد بمقولة الإمام الشافعي، التي يجدها القارئ تحت اسم المدونة أعلاه، وهي دليل إيمان ديمقراطي قبل الأوان للمفكرين الأوائل في الإسلام.
جرنا إلى هذا سؤال لأحد قراء "الصواب" عن كلمة سانحة، ولكن الأساس هو ما أسعدني أكثر هذا الأسبوع حيث تجاوز عدد زائري أو زوار "الصواب" 3500 شخص خلا حوالي شهر ونصفا، ووفقا للعارفين فإن هدا الرقم مهم ، ويدل على اهتمام فئة من الناس ، أود أن أشكرهم على اهتمامهم، وأشكر فضلهم على ما أولوه لما أكتبه أو أنشره من اهتمام.
وإلى اللقاء.

fouratiab@yahoo.fr

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق