في اليوم الموالي لآخر تحيين للمدونة أي يوم 29/06/2013 اتصلت برسالة من الصديق محمد العربي المساري ، الذي سبق له أن شغل منصب مدير جريدة "العلم" الناطقة بلسان حزب الإستقلال أي حزب علال الفاسي والوزير السابق للإعلام والسفير المغربي السابق في البرازيل ورئيس نقابة الصحفيين المغاربة لمدة طويلة وعضو الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب سابقا هذا نصها:
تعقيب
اتصلت مدونة "الصواب" بتعقيب من الصديق الصحفي والدبلوماسي والوزير الكبير وأحد زعماء حزب الإستقلال في المغرب بتعقيب ننشره في ما يلي تصحيحا لمعلومات من الذاكرة عن زيارة للولايات المتحدة في سنة 1966، وفي ما يلي نص التعقيب مع الشكر الوفير على الإهتمام:
عزيزي الاستاذ الفراتي
أبدأ بتحية المجهود الذي تبذله في" البلوغ" الذي أصبح بالنسبة لي النافذة التي أتابع منها باطمئنان ما يحدث في تونس العزيزة
ولا يفوتني أن ألاحظ انه وردت في فقرة من الذاكرة بمناسبة الحديث عن رحلة إلى الولايات المتحدة إشارة إلى المرحوم عبد الجبار السحيمي ذكر في طياتها أنه تولى مسؤولية ما في إذاعة فاس
والذي أعرفه عن السحيمي هو انه لم يغادر جريدة العلم منذ التحاقه بها في 1956 إلى وفاته وهو مديرها.
وقد ذكر أيضاً أن اسم الجريدة هو العمل. وهذا سبق قلم له ما يبرره ،
فحينما توليت إدارة الجريدة أقمت توأمة مع العمل كخطوة نحو إصدار ملحقات خاصة بالمغرب العربي
وكانت البداية بملحق خاص باغتيال حشاد في 1952 نشر في وقت واحد في تونس والمغرب
واذكر أيضاً أنني حينما توليت رئاسة نقابة الصحافة اقترحت بمناسبة اجتماع في لشبونة حضر فيه رؤساء تحرير مغاربيون
أن نصدر مرة في الشهر ملحقات موحدة في كل من تونس والجزائر والمغرب تتضمن عروضا عن المسيرة التعليمية والاقتصادية والتنموية في الأقطار الثلاثة ولكن تلك الفكرة ماتت في المهد
تحياتي وأطيب المتمنيات
محمد العربي المساري
شكرا على هذه الملاحظات سي محمد العربي
**.
تصحيح
وفي نفس الوقت اتصل بي تليفونيا على الهاتف الثابت شخصا يعرف الصحفي الليبي بوغطاس الذي ذكرته في نفس العمود، وقال لي إن الصورة المنشورة تدل على أن المعني ، إنما هو الصحفي الليبي المرحوم إبراهيم أبو هروس، وبالبحث تبين أنها فعلا للصحفي أبو هروس الذي كان يدير صحيفة "الرائد" ويرأس تحريرها آنذاك، وكان على ما يبدو متحررا ناقدا لحكومة الملك إدريس السنوسي" ويحسب على القوميين العرب وخاصة الناصريين، وكان من أشد العناصر الصحفية الليبية تحمسا للرئيس المصري جمال عبدالناصر.
ووفقا للمعلومات على الإنترنت، فإنه من مواليد 1930 وليست هناك إشارة لفترة وفاته.
ولكن هناك معلومات على أنه وضع في السجن بعد انقلاب القذافي وتمت محاكمته هو وعدد آخر من الصحفيين، وكانت التهمة هي تضليل الشعب وتقديم صورة إنجازات غير حقيقية، وقد تم إغلاق جريدته في الأثناء،
ولكن المحكمة برأت ساحته غير أن الحكومة الجديدة رفضت السماح له بإعادة إصدارها.
وأبو هروس هو معلم وكاتب روائي دخل الصحافة عن طريق الإذاعة وكان مخرجا ومنتجا، قبل أن يصدر جريدته الخاصة التي سريعا ما انتشرت لصدق أخبارها وصراحة لهجتها.
وهناك قطعة عثرنا عليها ، تستحق أن يقرأها القارئ، وهي صادرة بمناسبة وصول سفير أمريكي جديد إلى طرابلس:
صباح يوم وصول السفير نيوسوم إلى طرابلس (4/9/1965نشرت صحيفة "الرائد" الأهلية ذات الميول الوطنية الناصرية "رسالة مفتوحة" موجّهة إليه، جاء فيها:
"سعادة السفير الجديد للولايات المتحدة سيصل إلى طرابلس صباح هذا اليوم...
بسبب الدور العسكري الذى تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية في أكثر من مكان في العالم، وبسبب أن بعض شركات البترول الأمريكية العاملة في ليبيا غير منصفةٍ في معاملتها للّيبيّين، وبسبب هذا الانحياز الذي تمارسه الحكومة الأمريكية ضدّ العرب ولصالح إسرائيل، يسرّنا أن نوجّه هذه الرسالة المفتوحة إلى السفير الأمريكي الجديد.
سعادة السفير
رغم اعتقادنا بأنّ تغيير الأشخاص في العمل الدبلوماسي لا يعني إحداث تغييرٍ جوهري في علاقات الدول المعنيّة، إلا أننا مع ذلك ننتهز الفرصة لإيصال وجهة نظرنا إلى سعادتكم مؤمّلين أن تساعدكم على فهم الحالة الليبيّة وبالجهود التى سوف تسعون لبذلها من أجل تحقيق العلاقات بين بلادكم وبين المملكة الليبية.
إنّ العلاقات الليبية- الأمريكية تحسّنت تدريجياً في أجواءٍ من التفاهم والإدراك للمصالح المتبادلة لكلا البلدين؛ مصلحة أمريكا المتمثّلة في شركات البترول واستثماراتها في ليبيا، ومصلحة ليبيا في توطيف هذه الاستثمارات بنجاحٍ من أجل تحقيق خطواتٍ إلى الأمام. كما أنّ هناك مصالح سياسية أخرى، مباشرة وغير مباشرة، من ذلك رغبة ليبيا في أن تكون مرتبطةً بحركة الشعوب العربية، ورغبة كلّ من أمريكا وليبيا في تمتين السلام والأمن الدولى.
وفي ضوء هذه المبادئ ينبغي النظر إلى السلوك العام وتقييم أدائه..."
" وبالنسبة لليبيا، كبلدٍ نام تتزايد إمكاناته وتتسع طموحاته لتحقيق التقدّم، وبالتالي تتعاظم أمانيه في إنجاز وتأمين كيان اجتماعي وسياسيي واقتصادي، من خلال التأكيد على هويّته الوطنية- العربية فوق أرضه، وهو ما يتحقق من خلال "التلييب" و "التعريب" ومن خلال إزالة كلِّ آثار الهيمنة والنفوذ الأجنبي.
"وحتى الآن فإنَّ حكومة الملك إدريس المعظّم، أنجزت، من خلال خطَّة موضوعية، الكثير في مجال "التلييب". ونحن نؤمل يا سعادة السفير ألا يُفهَم "التلييب" على انَّه "تأميم". وكلُّ ما نعنيه بالتلييب أن يُعطى الليبيّون الأولوية في كلِّ شيء."
" إن مطالبتنا بالتلييب سبّبت الانزعاج لدى بعض الأجانب، وبخاصّة شركات البترول الأمريكية، وهو ما نتوقع أن تسمع عنه الكثير، كما لا نشكّ في أنّك سوف تسمع الكثير من الإشاعات الكاذبة حول عدم وجود خبرة لدى الليبيّين، وهو ما يُتَّخذ عادةً حجًّةً لرفض "التلييب"."
"وفيما يتعلق بالتخلص من مظاهر الهيمنة الأجنبية، وبخاصًّة في أوساط الشركات الأجنبية، هناك خطوات مهمّة تمَّ إنجازها، ونأمل إنجاز المزيد منها ليقيننا بأنَّ النتائج التي تترتَّب عليها سوف تسهم كثيراً في تحقيق التفاهم بين الولايات المتحدة وليبيا، وهو ما نحسب أنّه يشكّل مهمّتكم الرئيسية يا صاحب السعادة. وبقدر ما تحسنون فهم "الطموح الليبي" بقدر ما يكون عليه نجاحكم في إنجاز هذه المهمَّة."
"إنَّ ليبيا كما تعلمون بصفتكم خبيراً في شؤون افريقيا والدول النامية، بلدّ حديثُ طموح، تكره أن ترى جهودها وأمانيها تتعثر وتُشلَ. إنَّ أمانيها هي أمانٍ عربية. إنها تؤمن بالوحدة العربية كأداةٍ لخدمة السلام في المنطقة وإعادة التاريخ إلى مساره الطبيعي. إنًّ التوتّر في المنطقة سببه إسرائيل؛ الدولة التى قامت على العدوان والإغتصاب. وينبغي إنهاء وجود إسرائيل حتى يمكن إعادة الأراضي التى اغتصبتها إلى أصحابها؟"
"كذلك فإنَّنا نؤمن بحقِّ كافَّة الشعوب في التحرّر من كلِّ صوَر السيطرة الاستعمارية والتدخل الأجنبي."
"وليبيا، بحكم خلفيّتها التاريخية، وعواطفها الفطرية التي تشكّل شخصيّتها، تجد نفسها منحازةً إلى الخطّ العربي في أيَّة محنةٍ تلمّ به. فإذا انحازت الولايات المتحدة بشكلٍ عملي إلى جانب إسرائيل فيصبح ذلك حجر عثرةٍ في طريق تحسين علاقات أمريكا مع العرب.
ومع ذلك سوف نظلّ نتطلَّع إلى أن تتغلب أمريكا على عقدة انحيازها إلى الكيان الإسرائيلي المزيَّف. وإننا نعوّل في هذا التطلّع على الدور الذي تلعبه المعرفة العميقة والآفاق الواسعة التي يتحلّى بها سفراء أمريكا في العالم العربي، والتي لا نشكّ في أنَّه سوف تمكّنهم من فهمٍ بصيرٍ لما يجري في العالم العربي"
"صاحب السعادة
إننا لا ننوي ان نجعل من هذه الرسالة "وصايا عشر"..
وإننا نتمنّي أن تأخذوا ما جاء فيها على أنَّه حديث من صديق حريص على استمرارا التفاهم معكم.. ولا يفوتنا تأكيد أنَّه بقدر ما تبذلونه من جهد لفهم الحالة الليبيّة والعربيّة بقدر ما يكون النجاح حليفكم في إنجاز مهمّتكم..
إن ليبيا لا تحمل نيّة العدوان تجاه أحد.. ولكنَّها في الوقت ذاته حريصة كلَّ الحرص على تأكيد شخصيّتها المستقلّة".
من المواقف اللافتة للنظر، التى وقعت خلال الاستقبال الصحفي الذي جرى للسفير الأمريكي نيوسوم عند وصوله إلى مطار طرابلس يوم 4/9/1965، أنَّه بينما كان السفير يعبّر عن سعادته لأن يجد نفسه مرَّة أخرى في بلدٍ عربي، قاطعته صِحّفية بريطانية تدعى مولي براون Molly Brown (تعمل مراسلة ثانوية لصحيفة New York Times وصحيفة (Rome Daily American قائلة بأن ليبيا ليست دولةّ عربية ولكنّها دولة أفريقية الأمر الذي جعل السفير يتحوَّل بحديثه إلى أفريقيا. وقد ردَّت صحيفة "الرائد" على ما ورد على لسان الصحفية البريطانية بمقالٍ ساخرٍ نشرته في عددها الصادر يوم 6/9/1965 تحت عنوان "هذا النوع من الصِحَفيات!".
لذا وجب الإعتذار ، وسبب هذا الخطأ هو أن شرح الصور تسربت فيه هذه الأخطاء وأنا مسؤول عنها مهما طالت المدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق