Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الخميس، 1 أغسطس 2013

بكل هدوء - فضيحة مدوية

بكل هدوء
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
فضيحة مدوية
تونس/ الصواب/01/08/2013
قبل أيام قليلة، وبالصدفة شاهدت كاتب الدولة السابق في وزارة الشؤون الخارجية ، التهامي العبدولي، وبالمناسبة أتمنى عليه أن يصحح كتابة اسمه ، وهو رجل بدا لي على ثقافة عالية جدا، مما زاد في إيماني بالكفاءات التونسية في كل مجال وفي وزارة الشؤون الخارجية  بالذات حيث الفارق بينه وبين من تولى الوزارة من هذه الناحية، كما هو الفارق بين السماء والأرض.
فاسمه مشتق من تهامة ولذلك فإن حرف الواو دخيل عليه.
لكن هذا ليس موضوعنا، وموضوعنا اليوم ،هو من الخطورة الكبرى ما يرقى إلى فضيحة بجلاجل ، على رأي إخوتنا المشارقة.
ويعود بنا كاتب الدولة وهو محدث جيد، له قدرة على التركيز كبيرة، إلى ذلك اليوم من شهر سبتمبر من العام المنقضي يوم " غزوة السفارة الأمريكية".
يومها كان كاتب الدولة وحده على ما يقول في وزارة الخارجية ، ولذلك فإن المقود كان بيده بالنسبة للشأن الخارجي، وكان بطبيعة صلاحيات العلاقات الخارجية المتمركزة بيد رئيس الدولة، مع التشاور مع رئيس الحكومة، على اتصال مباشر برئاسة الجمهورية.
ويبدو أن العبدولي الذي شعر بخطورة الأمر، بحسه الدبلوماسي العميق، وباعتبار أهمية  معنى "الحصانة السياسية والدبلوماسية" لمقرات السفارات، extra-territorialité ، باعتبارها أرضا معتبرة أجنبية داخل حدود بلد معين، فإنه انتقل وفق ما يقول على عين المكان، ملاحظا أنه شعر بخطورة ودقة الوضع، نتيجة التحريض الذي سبق تلك المناسبة ، على خلفية النيل من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو تحريض شارك فيه  وتقدم صفوفه ، وزير من الحكومة لم يسمه، ولكن 10 ممن استمعوا إليه، سألتهم ووجدت أنهم  أدركوا من هو، وانتهوا إلى ما انتهيت إليه من استنتاج، وأترك للقارئ عناية استنتاجه، وإذ لعب كاتب الدولة  يومها  كمسؤول يتمتع بروح عالية من المسؤولية، ويدرك المعاني العميقة لعلاقات الدول أولا تبعا لطبيعة الأخلاق السلوكية ، وثانيا للاعتبارات المصلحية، دورا في التنبيه خاصة بالنسبة للرئاسة بخطورة ما يحدث، فإنه يضيف أن مجموعة من الحافلات كانت مصطفة بمن نقلت المتظاهرين، مضيفا أنه سأل اثنين من سائقيها، ظهر أن واحدا منهم قال له إن الحافلة جاءت من المحرس، وأن الثانية جاءت من صفاقس ، وأنها تحمل أرقام وزارة معينة هو الرقم 15، ولعلكم ستكتشفون من من الوزارات مختص بهذا الرقم.
وإذ قدم معلومات أخرى لا نريد أن نوردها، فإن العودة إلى عدد من المواقع التي تبث ما سبق من برامج، كفيل بإعطاء القارئ كل التفاصيل، التي تحمل جهة ما، المسؤولية لا فقط السياسية بل الجزائية لتلك "الغزوة" التي كم أضرت بسمعة بلد ، حرص على مدى التاريخ ، على التعامل بحضارية مع الممثليات الأجنبية، فكانت تلك فضيحة مدوية، تماما كفضيحة تسليم البغدادي المحمودي ، المنافية لكل التقاليد المرعية في حماية اللاجئين السياسيين حتى منذ عهد النبي في ما كان يسمى بالإجارة، فكان لا يتم تسليم من يلجئون.
ولكم لنا أن نتساءل كيف آل إليه الوضع في هذا العهد، غير المعهود، في بلد اشتهر بسلوكه الحضاري، وتخلى عنه  اليوم ، وبات شبيها بأي دولة من الدول التي لا عهد لها ولا ميثاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق