سانحة
|
يكتبها عبد
اللطيف الفراتي
اليوم.. تونس
بلا حكومة.. ولا رئيس جمهورية؟
تونس / الصواب /25/08/2013
وفقا لما
قاله راشد الغنوشي في لقائه الصحفي مع قناة نسمة مساء اليوم، فإن تونس باتت فعليا
بلا حكومة، ولا رئيس جمهورية.
وسواء غادرت
الحكومة القائمة اليوم أو غدا أو بعد شهر، فإنا تحولت إلى حكومة مع تأجيل التنفيذ.
مباشرة بعد
يوم 25 تموز يوليو ، أي يوم اغتيال الحاج محمد البراهمي، والإعلان عن قرارات جبهة
الإنقاذ حتى قبل تشكيلها، واتضاح أن الدعوة موجهة لاستقالة حكومة علي العريض، وإقامة
حكومة كفاءات، توقف حسب معلومات مؤكدة ، النشاط العادي للوزراء، وانعدم أو كاد
النشاط العادي للإدارة، كما توقف اتخاذ القرارات الكبرى، كل ذلك رغم الخط الأحمر
الموضوع من حركة النهضة على علي العريض، والحكومة والمجلس التأسيسي.
أما اليوم
وقد أعلن رئيس "حكومة "النهضة راشد الغنوشي، أن علي العريض ذاهب وأن
الحكومة ذاهبة، كل ذلك دون أن يعبر أي واحد منهم عن الاستقالة ، أو حتى الرغبة في
الاستقالة، فإن البلاد باتت في حالة فراغ سياسي حقيقي، بلا حكومة سوى حكومة تصريف أعمال، بطبيعتها محدودة
الصلاحيات والمهام للمدة الباقية لها حتى تشكيل حكومة الكفاءات، سواء قبل الحوار
الداعي له راشد الغنوشي أو بعده.
وضع غريب
جدا، أن يعلن رئيس حزب سياسي، عن حل حكومة ليس هو رئيسها وليس عضو فيها، وهي حكومة
ائتلاف بعض أعضائها من حزبه، وبعضهم من أحزاب أخرى، أو ممن يدعون أنهم من
المستقلين، وضع لا تجد مثيلا له إلا في بلد متخلف، ليس محكوما بطريقة قانونية،
وتختلط فيه الأدوار بين حزب حاكم، وحكومة لا تملك ولا حتى قرار حل نفسها.
الأغرب من
ذلك، أن رئيس الجمهورية نفسه، سيجد نفسه وبقدرة قادر، خارج إطار مسؤوليته
الرئاسية، فهو مدعو لمغادرة منصبه إن أراد أن يترشح للرئاسة أو حتى لمجرد عضو في
البرلمان المقبل.
ولما كان همه
الأوحد هو البقاء في كرسي الرئاسة، وهو الوحيد في هذه البلاد الذي ما زال يعتقد أن
له حظا ولو ضئيلا لانتخابه ، فإن للمرء أن يتساءل كيف كان رد فعله ، وهو يستمع
للغنوشي يقول بشأن مصيره السياسي ما يقول، وهو قابع في قصره، ولا من علم ولا من
درى.
من سينتصب
رئيسا في الأيام القليلة القادمة ، هل سيكون مصطفى بن جعفر الذي سماه وأطراه رئيس
حركة النهضة وقال عنه السيد الرئيس، رئيس
ماذا، وهو مرشح لأن يطير من على كرسيه في المجلس التأسيسي، حتى يواصل المجلس
أعماله المعلقة بفعل فاعل، هو بن جعفر ذاته الذي ربما يكون رئيسا ، ولكن هل سيرضى
بأن لا يترشح في الانتخابات المقبلة، هل هي حالة من حالات كافكا ،في خطاب بلا رأس
ولا ذيل، يفتقد للمنطق ويقفز عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق