سانحة
|
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
صحافة العار؟؟؟
تونس /الصواب/12/08/2013
عاد الحديث لتشنيف آذاننا عما يسمونه صحافة العار، وذلك بمناسبة الاعتصامات
فاشلة وناجحة، أترك لذكائكم تحديد من هي الاعتصامات الناجحة وتلك الفاشلة.
هل تلك التي زلزلت الأرض تحت أقدام السلطة القائمة، أم تلك التي لم تستطع
أن تجمع للمليونية الخالدة سوى 5 في المائة وفي أعلى التقديرات مما كان موعودا،
رغم تعبئة حافلات السلطة، ورغم الترغيب والوعيد تماما كما كان يحصل أيام التجمع
الذي برع وقتها في تجميع التظاهرات "التلقائية"، ولما كان ليس من الضروري
إعادة اختراع العجلة، فلماذا يحجم المرء عن الاستفادة من التجارب السابقة، مهما
كان مصدرها.
وعودا إلى الصحافة الموسومة بالعار، وهي مقولة عادت هذه الأيام، فلعل للمرء
أن يقول إن أكبر مقياس للنجاح هو حجم التداول، وفي هذه الحالة فإن نجاح الوسيلة
الإعلامية يقاس إما بتوزيعها أو بمدى اللإقبال على قراءتها، أو مشاهدته أو
الاستماع إليها.
والسلطة سواء مباشرة أو بصورة غير مباشرة اختطت لنفسها طريق إنشاء قنوات
تلفزيونية تابعة ، عددها 5 أو ستة، كان مرادا ومخططا لها أن تكتسح الساحة وأن تقضي
على إعلام"العار" ولكن اليوم ورغم السخاء المفرط،لقنوات لم تحصل ولو
واحدة منها على الترخيص القانوني، ف،ها تجد نفسها مجتمعة لا تكاد تحصل على واحد أو
اثنين في المائة من القدرة على استقطاب المتفرجين.
وفي وقت نجد فيه التونسية تستحوذ على حوالي 35 في المائة من جملة
المشاهدين، يعود ذلك في جزء منه لغباء مركب لدى السلطة، باعتبارها قناة رجل
"مظلوم" والناس يحبون الضحايا ويتعاطفون معهم، تحتل الوطني 1 المرتبة
الثانية خاصة في فترة نشرتها الإخبارية بينما حنبعل تحتل مساحة مشاهدة بـ13 في المائة ونسمة 7 في المائة وقنوات م ب س
حوالي 4 في المائة بينما هوى وزن الجزيرة إلى ما يقل عن 2 في المائة بعد أن كانت
وصلت إلى حدود يكاد يصل إلى نصف المشاهدين، وتلك هي ضريبة الالتصاق بالسلطة أي
سلطة، وقد تحولت الجزيرة إلى بوق من أبواق النهضة.
المغزى العميق أن إعلاما يقدر على الاستقطاب لا يمكن أن يكون إعلام عار،
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: لا تجمع أمتي على ضلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق