يكتبها عبد اللطيف الفراتي
تونس/ الصواب/ 15/06/2013
خلال زيارة لي للولايات المتحدة،
وكانت الأولى في ربيع سنة 1966، كان من بين المناطق التي زرتها ولاية
"أيوا" الفلاحية ، وبالذات مدينة "سيدر رابيدز"، هناك التقيت
وكنت صحبة الزميل المرحوم البشير طوال الصحفي بجريدة "العمل" آنذاك
والذي سيتقلب في عدة مناصب منها منصب الرئيس المدير العام لوكالة تونس إفريقيا
للأنباء، ومنها إدارة ديوان عدد من وزراء الإعلام، التقيت إذن بتونسي، كان يعتبر
من زعامات المدينة، وكان يستعد للترشيح
لمنصب العمدة فيها عن الحزب الديمقراطي، لم يكن ذلك الشخص والذي قدم لي
وقتها على أنه "إزي الشريف"- الاسم الأصلي عز الدين -، وكان شابا وسيما
بقامة متوسطة، نشيط جدا وبدا لي أنه محبوب هناك، فالكل على ما بدا لي يعرفه في تلك
المدينة، ويرفع يده بالتسليم عليه"هللو أزي" لم يكن سوى الشقيق الأصغر،
للفنان الكبير صالح المهدي، المعروف باسم زرياب والذي لحن لصليحة، كما لحن النشيد
الوطني الذي اعتمدته تونس زمن بورقيبة "ألا خلدي يا دمانا الغوالي"وهو
من شعر جلال الدين النقاش.
عز الدين الشريف رجل مرح، وكان فنانا هو الآخر، عندما عن له أن يهاجر
للولايات المتحدة غالبا سنة 1947، واستضافه أيامها شقيق المرحوم الحبيب عاشور
المهاجر بدوره للولايات المتحدة.
وقد اصطحبنا عز الدين الشريف
إلى بيته البشير طوال وأنا، في سهرة عائلية لطيفة، حيث استقبلتنا زوجته اللبنانية
الأصل والتي لم تكن تنطق ولو كلمة بالعربية.
وما أحمله من ذكريات عن هذه
المدينة، هو أن هذا التونسي، قد أصبح عمدة لمدينته لاحقا، وفي مساء أحد الأيام
هناك، اصطحبنا البشير طوال وأنا إلى نادي العرب، في المدينة، وهو ناد يلعب أدوارا
عديدة فقاعته الرئيسية تستعمل مسجدا، كما تستعمل كنيسة للعرب المسيحيين هناك،
وعددهم هو الأكبر بين العرب المقيمين في المدينة، وتستعمل ناد ثقافي من ذلك أنها
تتحول أيام الآحاد والاحتفالات، إلى قاعة للرقص للشباب، وحتى للأقل شبابا.
صدمتني هذه الحالة بداية، ولكني سرعان ما وجدت
فيها ظاهرة للتعايش قل نظيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق