Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأحد، 16 يونيو 2013

سانحة بورقيبة الخالد

سانحة



بورقيبة الخالد
كتبها عبد اللطيف الفراتي
لعل زين العابدين بن علي، قد نفض يديه نفض وبكل سعادة، وهو يودع ( بكسر الدال وضم الياء) بورقيبة
في مثواه الأخير في ضريحه في المنستير.
ولعل الحبيب بورقيبة كان هاجسه الأكبر، خلال كل الفترة التي قضاها، بين 7 تشرين الثاني نوفمبر 1987 يوم استولى على
الحكم و6 نيسان أبريل 2000، يومها استراح من أن شبح بورقيبة لن يقض مضجعه وهو حي
في شبه سجن تحت حراسة مشددة في مسقط رأسه المنستير.
يومها رفض الأستاذ راشد الغنوشي في
برنامج في قناة الجزيرة الترحم على الرجل،رغم تعاليم الإسلام الواضحة في هذا
الصدد.
مات بورقيبة فعلا، قبل 13 سنة أو تزيد قليلا، وحاول الرئيس الأسبق بن علي
محو ذكراه من الأنفس.
غاب الرجل تماما، بعد أن غيبوا تمثاله الشهير في الشارع الذي يحمل اسمه، في
مواجهة تمثال بن خلدون رجل عظيم آخر من رجالات تونس.
ولكنه كما الرجل الأسطوري الشهير عاد بقوة، بعد أن تحررت الألسن وانحلت
عقدتها، بفضل ثورة كانون الأول ديسمبر 2010/ كانون الثاني يناير 2011.
عاد إلى الرجل بريقه، وتذكر الناس مشيدين بيوم 1/06/1955 يوم عودته وبيده
وثيقة الاستقلال الداخلي مفتاح الاستقلال التام بعد ذلك بعشرة أشهر،وتذكر الناس
يوم 01/06/1959 يوم إعلان الدستور التونسي، الذي كان مثاليا في مبناه، قبل أن تدخل
عليه الأيادي مفاسد ستطبع إرث الرجل.
جاء بورقيبة، ولم يكن خالي الوفاض، بل كان حاملا لمشروع مجتمعي تقدمي، يعيش
التونسيون على وقع إنجازاته حتى اليوم، ومن المؤكد غدا.
ثلاثة أخطاء رئيسية طبعت مرور بورقيبة بتاريخ تونس حاكما لمدة 30 سنة:
1/ أن عداوة "وطيدة" كانت له مع الديمقراطية ومع حرية التعبير،
رغم أنه بدأ حياته صحفيا واستفاد من الفسحة الضيقة لتلك الحرية وقتها.
2/ أنه لم يعرف متى يغادر السلطة، فتشبث بها حتى أطردته، وبصورة غير مشرفة.
3/ أنه وإن استخدم الشعب في كل معاركه كرافد، فإنه لم يؤمن به ووصفه لصحفي
فرنسي أنه ذرر من الأفراد.une poussière d’individus
ورغم ذلك فإن بورقيبة، بقي رغم كل شيء عالقا، بعقول الناس، ولعل شعبيته
ازدادت بعد إزاحته، وخاصة بعد وفاته.
ولعل التاريخ سيخلده، فيتحدث عنه حتى بعد قرون ربما أكثر من بقية عظماء هذا
الشعب.
وسيظل ذلك هو شأن العظماء مثل جمال عبدالناصر ونهرو وسوكانو وتيتو وديغول
وغيرهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق