Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

سانحة: الكبار يبقون كبارا

سانحة2
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
الكبار يبقون كبارا
تونس/ الصواب/30/10/2013
بعد كتابة السانحة، عن الكبير كبيرا صبيحة يوم 30/10/2013 ، والمخصصة لمنصور معلى وانسحابه من الترشح لرئاسة الحكومة، جاء خبر انسحاب آخر للسيد أحمد المستيري، وهو يمثل مبادرة  جيدة من وجهة نظري، فالمستيري لا ينبغي أن يقارن بأحد، وليس مشرفا له أن يبقى في سباق لا يضيف إليه شيئا بل يحط من قيمته، ولذلك فقراره هذا لا يزيده إلا رفعة إلى رفعة.
ونعود إلى المقال الأول الذي كتبناه عن منصور معلى، أول من أعلن لا انسحابه، بل إنه ليس معنيا بالسباق.
بدا منصور معلى كبيرا، وهو أصلا كبير، ولا يعلم الكثيرون أنه من خريجي مدرسة الإدارة في فرنسا، وهي من هي من المدارس الشهيرة عالميا، وغالب الرؤساء الفرنسيين من خريجيها، فضلا على أنه يحمل شهادة متفقد أداءات (الطبعة الفرنسية) أي إنه لا يحمل الشهادة المبذولة لأبناء العالم الثالث  كغالب من يحملها من التونسيين، والفرق بين الشهادتين كالفرق بين السماء والأرض.
وقد برز كمسؤول قدير، يتمتع بثقافة واسعة، وقدرة على القرار والحسم وهو خبير اقتصادي واسع المعرفة، ويتمتع بسمعة كبيرة ومعارف كثيرين في الأوساط العربية والدولية،، ما جعله كثير الاصطدام  بغالب رؤساء الحكومات الذين تعامل معهم.
كما إنه ألف كتابا في منتصف الخمسينيات، أعاد طبعه بعد الثورة، بقي بآنية حارقة، وكأنه كتب لأحوال بلادنا اليوم.
الرجل انسحب من سباق رؤساء الحكومات لسبب معلن ولسبب في تقديري ليس أقل أهمية.
السبب المعلن من طرفه، إنه بلغ سنا عالية، تمنعه من أن يؤدي الدور المنتظر منه، لو عين رئيس حكومة في الظروف الراهنة بكل تحدياتها ّ، السياسية والأمنية والاقتصادية، فالسن لها حق علينا، لا نستطيع أن نهمله.
أما السبب الآخر وهو استنتاج مني، فيتمثل في أن الرجل لم يرضه، أن يكون محل تسابق في مزايدة علنية، وتفاضلية، فالطريقة المتوخاة لاختيار رئيس حكومة بدت لي من الأول ، وكأنها تحط من القيمة،،، 16 أو 20 في مناظرة لاختيار واحد منهم، وهو أمر غير مقبول، ولقد كان ممكنا حصول ذلك الاختيار في تكتم وبعيدا عن الأضواء والقيل والقال.
و لذلك فإن منصور معلى احترم من وجهة نظرنا قدره وكرامته، ولم يترك نفسه وهو من هو محل تقييم علني ليكون محل ثقة أو لا، ليقع الاختيار عليه أو لا.
والكبير يبقى كبيرا، لا يغريه منصب ولا جاه، وليس الكرسي هدفه، بل ما يستطيع أن يفعل بالكرسي من أشياء لبلده، مع الحفاظ على كرامته.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق