Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الجمعة، 25 أكتوبر 2013

سانحة - من غرائب الصدف: سقراط وسقراط

سانحة
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
غرائب الصدف حول سقراط
تونس/ الصواب /24/10/2013
عندما اطلعت على قائمة شهداء واقعة سيدي علي بن عون، أصابني الذهول، فقد كان بين الكتب الثلاثة أو الأربعة التي أتداول على قراءتها، كتاب عن سقراط.
كان على مكتبي
- كتاب " أعراض سليانة"الذي شاركت في تأليفه الصديقة عضو لجنة تقصي الحقائق حياة الورتاني التي كنت بدوري عضوا بها.
- كتاب بورقيبة في نسخته العربية الصادرة حديثا للبروفسور عمر الشاذلي الذي رافق بورقيبة بوصفه طبيبه الخاص
- كتاب سبحة الباي الجزء الثاني بعنوان حنايا زغوان لكاتبه مختار بن جنات الذي كان أهداه لي قبل 5 سنوات ولم أتفرغ لقراءته إلا مؤخرا
- سقراط كتاب عنه كتبه أحد مريديه وتلامذته أفلاطون من بين تلك الكتب المتسلسلة من كلاسيكيات لاروس التي كنت اشتريها من كتبة آمري في باب البحر في صفاقس، في الوقت نفسه الذي كنت أشتري فيه من مكتبة الأديب حامد قدور كتب سلسلة إقرأ  والكتاب الفضي، وكان سعر الكتاب أيامها لا يتجاوز مائة فرنك.
إذ تعودت على قراءة ثلاث أو أربعة كتب بالتداول، من بينها رواية للترويح عن النفس من جفاف محتوى بعض ما أقرأ فلعل الصدفة هي التي جعلتني هذه اليام ما كتبه أفلاطون عن سقراط الذي لم يكن ترك كتابا، ولكن تلامذته ومريديه هم الذين نقلوا لنا خلاصة فلسفته.
ليس هذا موضوعنا، فإن امران اثنان استأثرا باهتمامي:
-         أولهما أن تكون قراءتي قد شملت الفيلسوف سقراط، في نفس الفترة التي استشهد فيها سقراط الشارني.
-         وثانيتهما أن سقراط الفيلسوف قد حكم عليه بالإعدام في حينه ولم يمت ميتة هانئة في فراشه،( وسقراط 469 ـ 399 ق... م فيلسوف ومعلم يوناني جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الشجاعة، أحد أشهر الشخصيات التي نالت الإعجاب في التاريخ. صرف سقراط حياته تمامًا للبحث عن الحقيقة والخير. لم يترك سقراط أية مؤلفات، وقد عُرِفت معظم المعلومات عن حياته وتعاليمه من تلميذيه المؤرخ  زينوفون  والفيلسوف أفلاطون. "ويكيبيديا")
ولعل والد سقراط الشارني أو والدته أو كليهما من واسعي الثقافة والمعرفة، وربما كان احدهما أو كليهما متخصصا في الفلسفة، واختيار اسم سقراط لابنهما الشهيد، يدل لا فقط على ثقافة واسعة، ولكن على اختيار جيد وبعد تفكير ، باعتبار الخصال الأخلاقية، والوقوف على المبدأ الذين كان عليهما الفيلسوف الكبير ما قاده لحبل المشنقة دون أن يتراجع عن قناعاته كما كان مطلوبا منه.
رحم الله سقراط القرن الواحد والعشرين الذي كان سائرا على خطى سقراط القرن الرابع قبل الميلادي، ورزق الأبوين الملتاعين ما يدفع إلى صدريهما الصبر بعد هذه الرزية الكبرى، في ابن اختارا لها أن يكون قدوة كما كان سقراط، فلم يخيب أملهما حتى جاء الإرهاب الأعمى فافتكه من الحياة وانتزعه من شبابه وحيويته الفياضة، وحرمهما منه، فكان خير خلف لأحسن سلف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق