بكل هدوء
|
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
دمعة حرى.. والقلب ينزف دما
تونس/الصواب/9/1/2014
دمعة حرى والقلب ينزف،، ثلاث سنوات
يوما بيوم أو يكاد منذ سقوط الصنم ،، الرئيس السابق، تقف مجموعات أمام المجلس
التأسيسي ترفع عقيرتها بيحي بن علي، في إحدى مسيرات صفاقس يتكرر نفس الشيء.
وتبدو لنا مدى عبثية الأحداث، ومدى
قدرة الإنسان على النسيان.
ربما هم أنفسهم الذين خرجوا يحملون
لافتات إرحل.
ومما يزيد الأمر غصة في الحلق، أن
كثيرا من مواقع الاتصال الإجتماعي قد كررت وضخمت هذه الشعارات، والمئات إن لم
يكونوا أكثر ممن نقروا "جام" أو تعقيب أو مشاطرة.
يبدو لي وكأننا كتونسيين نحمل في
أعماق أنفسنا ، إما ازدواجا للشخصية ، أو ماشوسية بغيضة.
غير أن هذا لا يبدو كافيا لزرع الحسرة
في النفوس، فقد تناقلت الأخبار أنباء هذه الحرائق في مقرات الأمن.
سؤال حارق يرتفع على شفتي ولا يكاد
ينطلق: "هل فعلا أن المحتجين على إنشاء إتاوات جديدة هم الذين أحرقوا"
لا أعتقد بل يذهب ظني إلى من لا
يريدون خيرا للبلاد ، سواء عن قصد أو غير قصد، ليفتحوا الطريق للمهربين
والإرهابيين، وليمكنوهم من زيادة تهديد أمن البلاد والعباد.
التظاهر السلمي ظاهرة صحية في مجتمع
حي، خصوصا أمام قرارات حكومية خاطئة ، أصرت عليها حكومة الفشل رغم التنبيه المتكرر
بأن تلك القرارات ستضع النار على البارود، ولكن المرور لحرق مقرات السيادة التي
تحميني وتحميك، للما يدمي القلب ويدفع لليأس.
ليس ذلك فقط ما يجعل العين تدمع
والقلب ينزف، بل هذه المظاهر غير المسؤولة ، لحكومة غير مسؤولة وحزب حاكم غير
مسؤول.
حزب حاكم يحاول أن يتنصل من أخطاء
ميزانية مقلوبة على عروشها، فيلقي اللوم على حكومة هو أحد أبرز القائمين عليها، إن
لم يكن الوحيد القائم عليها.
ووزير للمالية يضيف إلى خيبته مهاجمة
ذلك الحزب، ضاربا عرض الحائط بما ينبغي أن يقوم من تضامن حكومي.
أإلى هذا الحد هانت تونس على أبنائها.
أإلى هذا الحد غابت روح المسؤولية.
أإلى هذا الحد تدنت قيمة الدولة عند
الحاكمين قبل المحكومين.
كل هذا يأتي تأكيدا لما سبق أن كتبه
في مقال الأستاذ مصطفى الفيلالي :هل بقيت في تونس دولة؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق