ديبلوماسيا
|
تونس تخسر
مواقعها
بقلم عبد الجليل التميمي
مؤسس ورئيس
مؤسسة التميمي للبحوث والدراسات
تونس /
الصواب/ 10/01/2014
من التداعيات السلبية للثورة التونسية
مرت
علينا منذ اندلاع ثورتنا العبقرية بعض الأحداث الفاصلة ولم نتمكن من موقعتها في
سياقها الحقيقي محليا ومغاربيا وعربيا, وقد مرت تلك الأحداث وكانت
تداعياتها سلبية إلى أبعد الحدود على سمعة تونس, وهنا تتحمل الترويكا تبعات ذلك.
ويحضرني
الآن ملفان في غاية الدقة والخطورة أولهما :
-
عدم توفقنا في اقتراح شخصية تونسية لتخلف السيد الحبيب بن يحيى في الأمانة العامة
للاتحاد المغاربي بالرباط, وكان الاتفاق مبدئيا من الأطراف المغاربية الخمسة أن يتولى هذا المنصب تونسي,
اعترافا بالدور الطلائعي الذي أدته تونس منذ أوائل القرن العشرين إلى إنشاء يوسف الرويسي مكتب المغرب العربي بدمشق أولا، ثم بعد
ذلك وباقتراح منه في إنشاء مكتب ثان بالقاهرة, وتواصلت تلك المجهودات عبر عديد اللجان بتونس والجزائر
والمغرب الأقصى, وهو الأمر الذي توج أثناء مؤتمر مراكش بمنح هذا المنصب لتونس.
ودون أن نثير عديد التفاصيل، فإن هذا المنصب الحساس بعد انتهاء مدة نيابة السيد
الحبيب بن يحيى, لم يقع تعيين شخصية توافقية حوله, وقد ترددت الأصداء أن الترويكا رشحت السيد رفيق عبد السلام, وزير
الخارجية لهذا المنصب, إلا أن دولة مغاربية
لم تبد تعاطفها لهذا الترشح وهناك شخصية
جامعية من حزب المؤتمر قد تم ترشيحها كما يشاع، ولكنها لم تحظ بالقبول مغاربيا, وهو ما يعكس عدم إيلاء هذا الملف أبعاده الجيوسياسية والاستشرافية
على أكثر من مستوى, وهو أمر لا أخاله يخدم
سمعة ونضج القيادة السياسية اليوم.
وأنا
كمتابع لهذا الملف خلال العشر سنوات الأخيرة وتنظيمي لخمسة مؤتمرات حول كلفة اللامغرب فقد منحني ذلك فرصة مقاربة هذا الموضوع
مع العديد من الشخصيات الديبلوماسية
والفكرية التونسية, وقد سمعت مؤخرا أن المغرب الأقصى تقدمت باقتراح أحد الخبراء الأمميين ومستشار اليونسكو والفاعل الرئيسي
لحوار الحضارات والمكلف من طرف الأمم المتحدة بإعداد القمة العالمية لمجتمع
المعلومات لمؤتمر تونس سنة 2005 وهو المنسق العام لبرنامج arabia وبرنامج التبادل الثقافي ثم تعيينه كسفير اليونسكو الإقليمي لدى
الرباط, وبعد الثورة سمي وزيرا مستشارا في الشؤون الديبلوماسية برئاسة الجمهورية.
أما
الملف الثاني المخجل حقا فيتعلق بالألكسو,
ليعلم الجميع أن منح ادارة الآلكسو لتونس,
هو هدية ثمينة من العالم العربي لتونس, احتراما وتقديرا لمكانتها المعرفية والاشعاعية, والتي لا ينكرها عاقل !
ثم ألم نهد نحن للعالم العربي أفضل العلماء والباحثين لتعزيز المنظومة المعرفية
العربية ويأتي على رأسهم العلامة بن خلدون الذي كان وراء أنشاء فلسفة التاريخ
الاجتماعي ؟ ثم هل هناك من ينكر على تونس
دور القيروان الرائع والفريد خلال عدة قرون وترجم عن عشقنا للغة الضاد.
ويأتي على أجندة ذلك كتاب العمدة
لابن رشيق ومدونة سحنون الفقهية والتي
تعد من الكتابات الأدبية والفقهية الاستثنائية على مستوى العالم العربي. كما أننا
أثرينا قطاع ورصيد المخطوطات, ومعنى هذا أن البلاد العربية عندما وافقت على أن
تكون تونس مقرا لمنظمة الآلكسو وأن يكون
مديرها العام من تونس، هو اقرار واعتراف بالدور الفاعل والجوهري في مساقات
الانجازات الحضارية العربية لبلدنا.
ومع
هذا فإن الترويكا قد أضاعت علينا الآلكسو بطريقة بائسة حقا , وهذا ما لفت انتباه
العرب جميعا أمام هذا الحدث. وهناك مؤسسات
عربية أخرى سوف تضيع علينا كذلك, والسبب في ذلك هو أن القادة السياسيين معنيون
بملفات الاستحقاق الانتخابي وتلك هي مصيبتنا يا أيها السياسيون !
عبد
الجليل التميمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق