Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأحد، 19 يناير 2014

سانحة : 18 جانفي هو عيد للثورة أيضا

سانحة
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
بعد 18 جانفي 14 جانفي
تونس18/01/2014
لم تحتفل تونس بعيد الثورة في 18/جانفي 1952، أو على الأصح فإن السلطة القائمة لا تريد أن تعود بنا الذاكرة للمواعيد المهمة في تاريخنا الحديث.
في ذلك اليوم تم إلقاء القبض على الزعماء السياسيين وفي مقدمتهم الحبيب بورقيبة، ورئيس الحكومة محمد شنيق، وكاد يتم إلقاء القبض على الزعيم صالح بن يوسف في باريس ، وكان مرسلا من رئيس الحزب الذي لم يكن سوى الحبيب بورقيبة، رفقة المناضل والوزير محمد بدرة لإثارة القضية التونسية في الأمم المتحدة التي كان يأويها قصر شايو في باريس. ولولا الهروب متنكرين عبر الحدود البلجيكية، لكان مصيرهم على شاكلة المئات من أمثالهم من الزعماء الآخرين الذين بقوا في تونس.
ولكن ليس ذلك فقط فقد حصل التقارر على أن يكون ذلك اليوم هو يوم انطلاق الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، فقام الموظفون والعمال والتجار والمؤسسات بإعلان الإضراب العام في البلاد بطولها وعرضها، وانطلقت أعمال مقاومة مثل تسيير المظاهرات الحاشدة وإقلاق راحة المستعمر، كما بدأت عمليات المقاومة المسلحة، خرجت علينا في اليوم الموالي في مدينة صفاقس ،( وكانت المدارس مغلقة)،  عن قطع أعمدة التليفون ومحاولة تدمير السكة الحديد في عدة مواقع، وتحول أشخاص معينين إلى أبطال أسطوريين أذكر من بينهم محمد بكور وهو مدير مدرسة تحول إلى مخرب وكذلك الطاهر كمون ، وتحول تلاميذ مثل عبد السلام القفال وشقيقه عثمان والحبيب الفراتي إلى صانعي قنابل محلية تم إلقاؤها على محلات تابعة للاستعماريين، وغيرهم ، واحترقت سيارات وجوه الاستعمار، كل هذا التراكم  وهو عبارة عن امثلة لأشخاص عرفتهم شخصيا أيام صغري، وكنت أتابعهم ،إضافة إلى اغتيال كبار الاستعماريين وأذنابهم في مناسبات عديدة، أدى إضافة إلى مناخ دولي ملائم، ومساعدة عربية  كمصر وسوريا والعراق ومن دول إسلامية مثل باكستان إلى تدويل القضية.
ولقد وقف إلى جانب تونس رجال مثل محمد صلاح الدين وزير خارجية مصر وعب دالناصر وعبد الرحمان  عزام  أمين عام الجامعة العربية وفاضل الجمالي وزير خارجية العراق ثم رئيس حكومتها  وظفر الله خان وزير خارجية باكستان وصبري العسلي وشكري القوتلي من سوريا.
المقاومة إلى الجبال المحصنة وتطورت العمليات ، واستبسل رجال مثل الأزهر الشرايطي والطاهر الأسود وشقيقه وحسن عبد العزيز  وغيرهم من الأبطال كثيرون.
والسكوت عن 18 جانفي هو غمط لحق كل هؤلاء الذين قدم البعض منهم أرواحهم وحياتهم، والبعض منهم أشهر وسنوات من حريتهم وقضوا مددا طالت أو قصرت في الزنازين المظلمة ممن كان تداول الحديث عنها  يوميا  مثلما حصل في  الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات مع البرسبكتيفيين والقوميين واليساريين والإسلاميين.
إن التاريخ تراكم لأحداث، و18 جانفي هو علامة دالة في تاريخ الثورة في بلادنا.
إن التاريخ لا يكتب بالحقد، ولا بالتنكر لجميل من قدموا خدمات جلى لهذا الوطن في 18 جانفي أو في 14 جانفي أو في غيرهما من التواريخ المضيئة في سماء بلادنا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق