سانحة: اللوز مشكلة المشاكل ..للنهضة

سانحة

يكتبها عبد اللطيف الفراتي

مشكلة الحبيب اللوز و تأثيراتها على النهضة

تونس /6/01/2014

الحبيب اللوز هذا الرجل الذي يشكل مشكلة بالنسبة لنفسه، ويشكل مشكلة أكبر بالنسبة لحركة النهضة، وكذلك للمجلس الوطني التأسيسي الذي انتخب ضمنه باعتباره رئيس إحدى قائمتي النهضة بصفاقس، وأيضا بالنسبة لأهل صفاقس الذين أخذ بعضهم  على الفايس بوك وتويتر يتبرؤون منه.

وفي عديد المرات تحدث الحبيب اللوز فأثار حديثه مشكلا.

قال البعض إنه لم يدرك أن الكلام لا يطلق على عواهنه،

وقال البعض الآخر إنه لم يتعلم على كثرة عثراته، أنه ليس المهم ما تقصد من كلامك ، بل كيف يتقبله الآخرون la perception

وقال بعض ثالث إنه يمثل الوجه الذي تحرص النهضة على عدم إبرازه وفي نفس الوقت توفر من يطلق كلاما هو الخفي من مقاصدها

ولكن يتفق الغالبية من منتقديه، أنه يتميز بأمرين اثنين:

أولهما الكذب، فكثيرا من المرات قال أشياء اعتبرها حقيقة، ولم يستطع أن يبرهن عليها، أهمها اتهامه للشهيد شكري بلعيد بأنه كان عميلا للبوليس السياسي، نعم شكري بلعيد.

 ثم أمام تحديه سكت ولم يقدم شيئا من الوثائق التي قال إنها بين يديه، لأنه ببساطة لم يكن يملك وثائق، ولأنه لا توجد وثائق تدين الرجل.

ثانيها نكران ما قاله حتى مجابهته بالتسجيل الصوتي ، فيندحر صامتا، ولعل أكبر مناسبة ، كانت حديثه لجريدة المغرب حول ختان البنات،  وتكذيبه القطعي حتى ظهور التسجيل الصوتي، الذي ليس هناك  أكبر منه دليلا.

وتلك هي صفات من يسبق لسانه ما يتوفر لديه، وهي صفات يمكن استعمالها في المحادثات الشخصية الضيقة، ولكن غير ممكن اللجوء إليها عندما يهم الأمر جمهورا واسعا.

وعادة ما يستعملها من يحملون عقد ناتجة عن عدم الوثوق بالنفس.

والفارق بين الحبيب اللوز والصادق شورو، أن الأخير يتكلم في العموميات، ولا يجابه الأفراد، وبالتالي وحتى إن كان كلامه مستهجنا وغير مقبول، في مجتمع عاش عصر النهضة ( طبعا ليس الحزب) منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى قبل ذلك، وعرف مقومات الحياة العصرية والحداثة ، فإنه حذر من ناحية أنه لا يتعرض للأفراد ولا يتوجه باتهامات بعينها لهم.

وكلام الحبيب اللوز غير المسؤول أدى بزملائه في النهضة إلى التعبير عن عدم تضامنهم معه، وكانت يمينة الزغلامي أكثرهم وضوحا وهي المحسوبة على الجناح الأكثر ليبيرالية في النهضة، والأقل تشنجا حتى في ردودها، وهي بذلك تعتبر من الأفضل بينهم في التعامل السياسي ، وفهم المقتضيات السياسية وكيفية تناولها وملامستها.

ولكنه( أي اللوز)  أدى بخصوم النهضة أساسا إلى انتهاز الفرصة لتسجيل نقط حاسمة، ومن الغباوة أن لا ينتهز السياسي الفرص السانحة، ومن هنا جاءت الإضافة إلى الفصل السادس في الدستور بشأن تحجير التكفير، وهو أمر كان يمكن أن يتم تضمينه في القانون الجنائي، ولكنه يكون أكثر وقعا بدستره، وإن كان يحتاج عمليا لإعطائه صبغة النفاذ لنص قانوني مفرد، هو الذي يحدد المجال بدقة، ويعدد أنواع العقوبة ودرجاتها وتدرجها.

ولقد أَحرجت النهضة، وقبلت صاغرة بفقرة من فصل لم يكن لأحد ينتظرها لولا "زلة اللسان" التي ارتكبها الحبيب اللوز وما أكثر زلات لسانه التي شملت أفرادا وقطاعات ومنها قطاع الإعلام ،  وجاءت هذه الزيادة في الفصل 6  بعد أن كانت تمت المصادقة عليه وانتهى أمره، وكان لا بد من فتوى قانونية تم العثور عليها في الفصل 93 من القانون الداخلي للمجلس التأسيسي لإعادة درسه.

ورغم ذلك فإن النهضة لا تريد أن تتخلص من رجل زج بها في عدة مآزق لأحد سببين :

-        إما أن يكون اللوز يقول عاليا ما تفكر فيه النهضة سرا.

-        أو أن النهضة لا تريد أن تتخلص من جناحها الأكثر راديكالية لأسباب انتخابية.

-        fouratiab@gmail.com