بكل هدوء
|
يكتبه عبد
اللطيف الفراتي
المسؤولية التاريخية الخطيرة
تونس /
الصواب / 23/09/2013
المأزق
الخانق الذي تعيشه البلاد في هذه الفترة
الخطيرة، من المسؤول عنه، ومن المتسبب فيه.؟ وإلى أين سيؤدي من أهوال ومن آلام.
بعكس ما
يعتقد الكثيرون، فإن للنهضة جانب قد يكون كبيرا من المسؤولية، ولكن الحقيقة
الآن هي أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق شريكيها، التابعين غير المستقلين
بقرارهما أي التكتل والمؤتمر.
و من المنطلق
كان الخطأ الأصلي أو القاعدي، فالنهضة معروفة بتوجهاتها المنافية لطبيعة الحكم
المدني، فهي تنتسب لنمط آخر غريب عن المجتمع التونسي ونهضته الحقيقية منذ ما يقارب
القرنين، ولكن حليفيها المتورطين بسبب طمع في الكراسي ، هما أصحاب المسؤولية
الحقيقية ، فقد سلم الحزبان" العلمانيان حسب ما كانا يعلنان" أنفسهما،
يدين ورجلين في رباط وثيق لحزب حركة النهضة، ولم يساوما كما هو الشأن عادة عند
قيام الائتلافات الحاكمة، لا في المبادئ ولا في ولا خاصة في المناصب، فنالا من
الغنيمة ما لا يعتد به ، فاستأثرت النهضة بالقرار وبالمواقع ، وتم رمي فتات السلطة
والقرار إليهما، فتكالبا عليه دون حتى حد أدنى من شعور بالكرامة، وانحدرا من حزبين
محترمين إلى كيانين متهالكين لعل أبرز ما يميزهما هو غيابهما حتى من القائمة
المتأخرة في سباق سبر الآراء حاليا، وهو ما يبشرهما بسقطة مدوية في أي انتخابات
مقبلة، إلا إذا جاءت النهضة لإسعافهما بما يمكنها، وهي التي تنازل أمرها من
المرتبة الأولى في الانتخابات السابقة سنة 2011 إلى مرتبة ثانية متوقعة في
انتخابات 2014.
وبكل هدوء
للمرء أن يتساءل إن كان الحزبان شاعران بمدى الانحدار المسجل، وإن كان إصرارهما
على الوقوف مع النهضة، يمكن أن يخدمهما.
قطعا لا،
ولكنهما يصران على تأييد غير مبرر، والبقاء في سلطة، لم يجنيا منها سوى العلقم،
والتقهقر، مع حرص وحيد على البقاء لأطول فترة ممكنة.
لعل للمرء أن
يتساءل لماذا هذا الوضع؟
الجواب
ببساطة هو أن جانبا هاما من المواطنين يحملون الحزبين جانبا من مسؤولية تردي أوضاع
البلاد، دون أن يكون بدر منهما رد فعل، مهما كان نوعه، وحتى في فترة الأيام
الأخيرة والبلاد على كف عفريت، والأخذ والرد في أوجه، بشأن احتمالات الموقف ، فإن
مواقف الحزبين المؤيدة لمواقف النهضة بشأن إفشال المبادرة الرباعية، ورفضها وعدم
التعامل معها يجعلهما في موقف ليس ضعيفا فقط، بل يعتبر سببا في ما عساه أن يحدث
خلال الأيام المقبلة، لا من احتمالات احتقان فقط بل احتمالات انفجار، سوف لن تتحمل
تبعاته النهضة وحدها بل أيضا هؤلاء الحلفاء المتهافتين، حيث لا يمكن الحديث عن ائتلاف بل
اندماج إلى حد ذوبان الشخصية، إن كانت هناك من البداية شخصية.مسؤولية المؤتمر
والتكتل عظيمة، وهي مسؤولية سيحاسبهما هما وقياداتهما عليها، عاجلا، ولكن حساب
التاريخ هو الذي سيكون بالنسبة لهما كحزبين وكيانين بمثابة المقصلة.
لقد اشتروا
ماضيهم ونضالهم وسمعتهم بمال قليل زائل، ومناصب قليلة غير دائمة، وتركوا بصمات
سوداء على جبين تاريخهم.
إنهم هم
الذين برروا ما تعيشه تونس اليوم، من خراب ودمار، وفشل وإخفاق، من إرهاب ، ومن
اضطراب ، ومن انحدار في المستوى المعيشي، وبالتالي فإنهم سيدفعون الثمن غاليا على
ما اقترفوه.
fouratiab@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق