Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأحد، 22 سبتمبر 2013

سانحة - قضية وجود

سانحة
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
قضية وجود؟
تونس/ الصواب/ 21/09/2013
كان الاعتقاد السائد في تونس، هو أن إخوان تونس ( النهضة) هم أكثر ذكاء، وأقرب للواقع من أشباههم في العالمين العربي والإسلامي ، ويقوم هذا الاعتقاد على فكرة راسخة، بأن سكان المغرب العربي الذين ابتلوا بالاستعمار الفرنسي، اعتبروا دائما أكثر عقلانية، والتصاقا بمنطق الأشياء.
إلا أن الأيام بصدد تقديم الدليل وراء الدليل ، على أن إخوان تونس، كما هو شأن إخوان مصر، يتميزون بنوع من العناد، والابتعاد عن التحليل المنطقي، و عدم الوصول للاستنتاجات المنطقية مثل غيرهم من المشارقة.
فقد كان المتوقع أن لا يسقط إخوان تونس في نفس الأخطاء التي سقط فيها إخوان مصر، وانتهت لا فقط لاستبعادهم من الحكم،ولكن وبالخصوص التنكيل بهم، وهو أمر مستهجن وغير مقبول ، ويؤمل أن لا يصل إلى تونس رغم جهودهم الواعية وغير الواعية للوصول له.
ولكنهم أظهروا على مدى الأسابيع الأخيرة وخاصة في اليومين الأخيرين، ليس فقط أنهم لم يستفيدوا من الدرس، ولكنهم أمعنوا في سلوك طريقه، وأنهم بدوا أبعد أن يكونوا طلاب وفاق ، واستعداد ليكونوا على نفس الموجة ،مع الذين يختلفون معهم، اعتمادا على شرعية  انتخابية مفقودة، كم تمسك بها الرئيس السابق محمد مرسي فكررها عشرات المرات في خطابه"الوداعي"، ولكنها لم تفده شيئا، لأنها شرعية  تفتت تحت أخطاء قاتلة، كانت  أضعف  من أن تستطيع الصمود أمام الشرعية الثورية،وحتى التمردية، كما نظر (بتشديد الظاء) لها قادة الثورة الفرنسية وأوردها العهد الدولي لحقوق الإنسان في ديباجته.
ولعل الخطأ الأصلي للإخوان التونسيين، أنهم ظنوا أن ما يحصل هذه الأيام هو تحدي وجود فيما هو تحدي إرادات، كما يحصل في الحكم في الدول الديمقراطية، غير أن الإخوان خلطوا على ما يبدو بين الديمقراطية، والتمسك بالحكم على أسس غير مستقيمة، من اعتبار"الشرعية الانتخابية" هي قاعدة السلطة، فيما هي وكل نظريات العلوم السياسية تلح على غير ذلك أو ليس كل ذلك، من وجوب توافقات، وتشريك للقوى الحية في المجتمع، واللجوء للطبقات المثقفة، لا تهميشها، أو ملاحقتها بالسجون و التضييقات.
لذلك فإن هاجس الإخوان اليوم في تونس، هو المحافظة على السلطة بكل الوسائل مهما كانت، خوفا من أن تفلت منها، والسعي إلى أن تكون تلك المحافظة مستمرة متواصلة دائمة، على أساس أنها أي النهضة تعيش قضية وجود ، ومن هنا فهي أي الجماعة  رغم وعود رئيسهم ومرشدهم، تعتقد بأن في الحوار الوطني فخاخا، ينبغي تجنبها، غير أن ذلك يمثل الحسابات الخاطئة، وهو ما ستبرزه لها الأيام، وتبرز معه أنها تقود البلاد إلى ما تحمد عقباه، والله لطيف بالعباد والبلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق