سانحة
|
يكتبها عبد اللطيف
الفراتي
فرض عين ..
لا فرض كفاية
تونس/
13/09/2013
كيف يبيت
وزير العدل الليلة في فراشه هانئا، وشخص مظلوم يبيت في السجن.
كيف يبيت
رئيس الجمهورية في فراشه هانئا هذه الليلة ، ورجل يبحث عن الحقيقة ويعلنها يبيت في
السجن .
كيف يبيت
رئيس المجلس التأسيسي هانئا ويكحل النوم عينيه، وزياد الهاني يبيت في غير بيته
بقرار ظالم ، دليل ذلك قرار الاستئناف الذي يتسم بالتخبط ، وإن كان معروفا أن
القرار الاستئنافي ، لن يطبق حالا ما يؤدي إلى بقاء زياد الهاني في السجن لثلاثة
ليال حتى الإثنين ، ربما جاء ذلك ضمن الخطة.
كيف يبيت علي
العريض وهو الذي جرب السجن وعاشه طولا وعرضا، وينام ملء جفنيه وشخص مظلوم ينام ـ
إن استطاع أن ينام ـ في السجن.
والبحيري هذا
الرجل الذي وإن كان لم يعرف السجن، فإنه خبره عبر أصدقائه.
هؤلاء كلهم
هل يعرفون مقولة بن خلدون بشأن العدل والعمران.
و لكن هل
يعرفون كلهم أن العدل ليس قضية شخص وليس مسؤولية فرد ، بل هو قضية
نظام وأنه فرض عين لا فرض كفاية، بمعنى أن كل واحد منهم ، مطالب بالوقوف عند حدود
العدل، هم وغيرهم كثيرون، وأن مبيت زياد، وغير زياد وخاصة سامي الفهري لمدة تزيد
عن 370 يوما في السجن، هو مسؤولية في
رقبتهم،مسؤولية فردية لكل واحد منهم سيحاسبون عليها دنيا وآخرة، مسؤولية محاطة بالظلم والقهر، وأكثر من ذلك
متجهة لضرب المسار الديمقراطي، والقضاء على الثورة التي كانت حرية الصحافة
والتعبير، عنوانا بالبنط العريض لها.
هي ثلاث ليال
يقضيها زياد في السجن، بدون وجه حق، هي مئات الليالي قضاها سامي الفهري في السجن
بكل الظلم المركز في هذا العالم، هي كل الليالي التي قضاها رجال وسيدات، اعتمادا
على قرار سياسي.
وكل تلك
المجموعة وكل الذين انخرطوا في "إنجازها" يعرفون أنهم يعملون ضد
الديمقراطية، وإن حرية التعبير وحرية الصحافة هي أول شروط قيام نظام ديمقراطي، حتى
قبل الانتخابات الشفافة النزيهة، وحتى قبل التداول على السلطة.
إن المرزوقي
وبن جعفر والعريض وبن عمو والبحيري ، وأقولها مهما كان المصير ، ليسوا سوى قتلة
أمل الشعب في إقامة نظام ديمقراطي. عبر محاصرة الكلمة الحرة.
أليس كذلك
أيها الساكتون على المظالم، بعد أن كنا اعتقدنا ذات يوم في 14 كانون الثاني يناير
أن عهد الظلم وتدجين القضاء قد ولى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق