Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

الموقف السياسي : الهاوية ووصلنا إلى حافتها

الموقف السياسي
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
الكارثة في الطريق إذا لم يقع تدارك الأمر؟؟
تونس/ الصواب/11/12/2013
بدون تهويل، وبكامل الهدوء، يمكن القول إن الكارثة وافدة إن لم يقع تدارك الأمر وبسرعة ، هذا إن لم تكن وفدت واستقرت بعد.
 التوصيف الواقعي للحال اليوم والعام الحالي على أهبة الرحيل:
** فراغ في السلطة والحكم
** تفكك اجتماعي ومجتمعي
** اغتصاب للحكم بعد السقوط المدوي لمنظومة انتخابات 23 أكتوبر
** عجز جماعي عن مجابهة متطلبات الحالة سياسيا واقتصاديا وعلى كل المستويات
** فقدان للشرعية الانتخابية وحتى تهديد بفقدان كل الشرعيات الأخرى المحتملة.
** مناخ ثقيل غير سليم
** يأس مجتمعي طفح به الكيل
ومع هذا حكم نهضاوي ( منفرد متفرد)، ممسك ببقايا سلطة مهترئة، يحاول أن يرمي بها إلى الآخرين ، ولكنه لا يجرؤ على ذلك ، خوفا من أن لا تعود إليه، وخوفا من عواقب تسليم بلا ضمانات.
**عجز من المعارضات على مواجهة الواقع، والتعامل معه بشجاعة.
تونس اليوم يمكن القول إنها تسير بلا هدى، وبلا حكومة فعلية، فقد سقط الحكم منذ 25 جويلية الماضي  مع الرصاصات التي قتلت محمد البراهمي، واستكمل الحكم سقوطه المدوي بعد وعد رئيس الحكومة الاستقالة ، والبلاد اليوم في مواجهة حكومة بلا سلطة فعلية ولا قدرة، ومعارضة غير قادرة ولا حتى راغبة في لملمة هذه الأوضاع.
فشل في فشل، وتعلق بأهداب حوار، لا تقوم أي دلائل على أي رغبة في إنجاحه.
يوم السبت المقبل نحن أمام اثنين من السيناريوهات:
** سيناريو أول وأقرب للواقع، بعدم التوصل إلى العثور على العصفور النادر الذي سيتولى تشكيل الحكومة الجديدة.
رئيس الحكومة علي العريض قال إنه وبعد الساعة منتصف النهار ستأتي الساعة الواحدة، وبعد يوم 14 جانفي سيأتي يوم 15 جانفي.
هذا القول لا يدل على أن صاحبه يتمتع لا فقط ببصيرة ولكن حتى ببصر ولا  حتى قصير.
ولأنه يلازم مكتبه الذي يخيل له أنه يحكم البلاد منه ( مجرد تخيل) فهو لا يرى مقدار الإحباط السائد.
سيناريو يلاحظ كل ذي عينين أنه سيقود إلى فتح بوابة شديدة الاتساع على المجهول.
سيناريو ثاني ولو كان بعيد الاحتمال بالتوفق إلى العثور على رئيس للحكومة، يقبل بتأدية مهمة مستحيلة على مستويين:
-        كم ينبغي له من الوقت لتشكيل حكومة يتفق بشأن أعضائها المجتمع السياسي الغارق للأذقان في المناورات، والغير الشاعر  بما تتخبط فيه البلاد.
-        كيف سيواجه وضعا كارثيا بحق ،
// سمعة داخلية وخارجية في الحضيض وما هو تحت الحضيض
// وضع اقتصادي تحت الصفر أنتجته سنتان من التصريف الأخرق الأرعن للشأن العمومي
// خزائن دولة قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس ، كم من الوقت سيمر قبل أن تعجز السلطة عن دفع الرواتب ومستحقات المؤسسات التي تشتغل لفائدتها.
والإشفاق كل الإشفاق على المسكين الذي سيتولى هذه المهمة ومن معه لرئاسة الحكومة، فالواقع في تدهور، وكل المؤشرات في اللون الحمر، وحتى الفنادق التي كانت تعمل بجزء من طاقتها بعضها أغلق أبوابه بعد التصريح الأخير غير المسؤول لوزير الداخلية حول احتمالات عمليات إرهابية  في المناطق السياحية في موسم أعياد آخر السنة.
** وإذا بقيت حكومة علي العريض، ماذا ستفعل بالتركة التي صنعتها هي وسابقتها وتركتها لنفسها، كيف ستواجه الواقع، على الأقل حكومة جديدة يمكن أن تتفصى من المسؤولية وتقول إنها ورثت تركة ثقيلة، ويمكن حتى أن تدفع لقليل من الأمل داخليا وخارجيا، أما حكومة النهضة( لا يمكن أن نتحدث عن حكومة ترويكا فأين هي) فلا مهرب لها.
و في هذه الحالة ماذا يمكن أن ينقذ البلاد من انفجار يمكن أن يأتي في أي  وقت، فيذهب بالأخضر واليابس.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق