Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

من الذاكرة : تونس في المقدمة، وحتى علميا

من الذاكرة
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
الرجل الإنسان
تونس / الصواب /13/11/2013
كنت ممزقا بين انتظار نتيجة الكورونارو أي  الصورة القلبية بكاميرا تسافر عبر الشريان حتى القلب كنت مشفقا منها ولنقل حتى خائفا، وبين وساطة دعيت إليها أيامها من قبل الرئاسة ومن طرف السيد عبد العزيز بن ضياء بتكليف من الرئيس السابق بعد غضب علي استمر 17 سنة تمت محاربتي خلالها حتى في خبزة أولادي ، وساطة لإيجاد حل لقضية الرابطة التونسية لحقوق الإنسان صحبة الصديق توفيق بودربالة والعميد الأزهر القروي الشابي، في تلك الفترة المدلهمة من شهر نوفمبر2010 .
التقيت البروفيسير ذاكر لهيذب  في المستشفى العسكري الذي كان سيتولى القيام بذلك التدخل الدقيق وفق الأساليب الجديدة التي كانت تعتمد إدخال الكاميرا عبر عصب اليد، لا أسفل عصب الفخذ الذي كان يفرض البقاء في حالة جمود لربع وعشرين ساعة على الأقل، وقد حررت الطريقة الجديدة الخاضع لهذا التدخل الطبي الدقيق من البقاء في الفراش دون حركة.
إلتقيته وكما هي العادة معي ( بسبب ثرثرتي المعروفة) فقد تطرق بنا الحديث مذاهب شتى، فاكتشفت مدى اتساع ثقافته وموسوعيتها، حدثني عن هذا التدخل الطبي وكيفيته، وطمأنني إلى أنه لا يجري تحت التخدير الكامل بل الموضعي، وإلى إنني إن رغبت فسأشاهد على شاشة مثبتة أمامي كل أطوار ذلك التدخل الطبي الذي يدوم بين 20 دقيقة ونصف ساعة.
و للواقع فإني كنت معجبا شديد الإعجاب بقسم القلب وخدماته في المستشفى العسكري تحت إشراف البروفسور الحبيب حوالة الذي بدا خير خلف لخير سلف صديقي محمد قديش أب ذلك القسم.
ما جرني للحديث أني قرأت هذه الأيام ما أقدم عليه الدكتور ذاكر لهيذب، من إجراء عملية تركيب صمام للقلب بدون جراحة، وهي بادرة تعد الأولى من نوعها عربيا وإفريقيا.
ولقد قيل لي دوما أن الجراحة مهما كانت بسيطة، ومهما كانت نسب النجاح العالية فيها فإنها تمثل هزة للجسم.
واقتصاد جراحة لوضع صمام هو عمل ولا شك مقتصد للمال ولصحة المريض ورفاهيته، فالشخص الذي وضع له الصمام ـ أرجو أن تكون ترجمتي وترجمة السيد بيلو والمنهل صحيحة ـ تحرك من فراشه واستعاد نشاطه بعد ساعات، فيما كان الأمر يحتاج إلى أيام قد تصل إلى أسبوع من ملازمة الفراش، واللم.
حيا الله العلم، وحيا الله رجال العلم، وفي مقدمتهم ذاكر لهيذب هذا الرجل الذي عرفته بدماثة أخلاقه، وأيضا رئيس القسم في المستشفى العسكري  الحبيب حوالة وكل مساعديه، وكذلك الرجل الذي وضع أسس هذا القسم محمد قديش.
ثم كم هو جميل أن يكون أحد معارفك، احد الذين تحترمهم وراء كشف علمي عالمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق