قرأت لكم
|
|
خلال هذا الأسبوع صدر حديث في جريدة الصباح للأستــــــــــاذ الدكتور عبد
الجليل التميمي رئيس مبرة التميمي للثقافة والبحوث والتاريخ والتوثيق ، يكتب بماء
الذهب، لما احتواه من مواقف متسمة بالرصانة ، وبعد النظر، والبصيرة النافذة، رأينا
بعد استرخاصه وموافقته على النشر في مدونة "الصواب" أن نورده بحذافيره
تعميما للفائدة، وتمكينا للسادة الزائرين ممن لم يطلعوا عليه منشورا في الجريدة،
فرصة قراءته.
وفي ما يلي المقال:
د. عبد الجليل التميمي لـ "الصباح"
الطبقة
السياسية خانت الثورة وشبابها ومبادئها
النبيلة
تونس-الصباح
(الجمعة 22 نوفمبر 2013)
أجرت الحوار
: منال حرزي
بدقة المؤرخ و تمعن الباحث والمفكر أتى عبد الجليل التميمي في
حديث مطول خص به "الصباح" على مكامن الداء في الأزمة السياسية الراهنة
التي صعب فعلا الخروج منها مقدما بعض الحلول لتجاوزها.
وانساب الحديث تلقائيا آتيا في البداية على الحوار
الوطني الذي اعتبره التميمي تنقصه النزعة الوطنية للدفاع عن الثورة
مشيرا إلى انه لا يثق في تداعياته إيجابا وعلى هذا الأساس فان
البلاد أمام هذا الوضع تنزلق من حالة سيئة إلى حالة أسوا.
واعتبر التميمي أن الخروج من عنق الزجاجة رهين أولا
تكوين مجلس حكماء يضم على أقصى تقدير 6 أفراد يديرون المرحلة القادمة
إلى غاية إجراء الانتخابات القادمة. وثانيا تعيين شخصية اقتصادية على رأس
الحكومة القادمة علما أن الرجل يعتبر أن الأنسب اليوم هو مصطفى كمال النابلي
على رأس الحكومة الجديدة لاعتبارات عديدة....
الحديث تعرض أيضا إلى ما وصفه التميمي"
بتغول" النهضة مشيرا إلى أنها لم تنجح في تسييرها دواليب الحكم .وخاطب
المؤرخ عبر هذا اللقاء صقور النهضة الذي اتهمهم بأنهم من زجوا بالغنوشي إلى هذه
المآزق قائلا "لم تدركوا نبل وسمو وقيمة هذه الثورة التي انطلقت من الحوض
المنجمي لا من السجن" ...
ولد التميمي بالقيروان وتحصل على البروفي الصادقي ثم
التحق بالشعبة العصرية الزيتونية ليتحصل بعد ذلك على الإجازة في العراق, ومنها
توجه إلى تركيا لتعلم اللغلة التركية وكان أول باحث عربي يطلع على الوثائق
العثمانية ثم تحول بعد ذلك إلى لندن ومنها إلى فرنسا ليحرز سنة 1972 على دكتوراه
الدولة في التاريخ الحديث وكانت أول دكتوراه دولة في التاريخ الحديث من جامعة آكس
أون بروفنس مارس 1972.
اشتغل بمؤسسة الأرشيف العام للحكومة التونسية لم التحق
للتدريس بالآداب والعلوم الإنسانية بتونس منذ 1972, وكان من الذين عملوا على تعريب
تدريس مادة التاريخ بالجامعة التونسية وفي عام 1982 عين مديرا للمعهد الأعلى
للتوثيق وبقي على رأسه إلى نوفمبر 1987.
شارك في بعث الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي
للأرشيف عام 1974، وهو من مؤسسي اللجنة العربية للدراسات العثمانية واللجنة
العالمية للدراسات الموريسكية الأندلسية، كما ساهم في إنشاء الاتحاد العربي
للمكتبات والمعلومات في مدينة القيروان في جانفي 1986.
وفيما يلي نص الحديث:
يبدو أن الحوار الوطني مازال في
عمره الكثير بالنظر الى ان الفرقاء السياسيين بعيدون كل االبعد على التوافق ماهي
قراءتك للمشهد الراهن إلى أين تسير الأمور؟
أنا أقول أن المشرفين على الحوار تنقصهم النزعة
الوطنية للدفاع عن الثورة وليس هنالك ما يجمعهم لا من حيث الحس الوطني ولا من حيث
قيمة الثورة العبقرية كما اعتقد ان ما يفرقهم هو القاسم المشترك بينهم وهذا شيء
مؤسف. كما لا أتصور أنهم سيتفقون قريبا.
لماذا؟
لتقاطع التوجهات فيما بينهم ولهيمنة فريق منهم على
الاخرين وهنا اقصد حركة النهضة التي اثبتت انها قوة فاعلة وحاسمة وبيدها خيوط
الوفاق من عدمه ومن يقول عكس ذلك فان الوضع امامنا والحوادث امامنا وبذلك فنحن
نهدر الوقت دون أي جدوى.
وسط حمى التعيينات وارتفاع
الأسعار وتدني الطبقة الوطني تنكب الانظار على الحوار الوطن وتاريخ استئنافه
أترى انه قرار صائب المواصلة في المراهنة على الحوار رغم فشله
في مرحلة اولى للخروج من الازمة الراهنة؟
أنا قلت لا اثق في تداعيات هذا الحوار ايجابا
وبالتالي انا اشك في انهم سيصلون الى منطق ايجابي واستشراف ذكي لهذا الحوار.امام
هذا ، فوضع بلادنا ينزلق من حالة سيئة إلى حالة اسوأ.
نعلم الوضع الكارثي لاقتصاد بلادنا كما نعلم
غلاء الاسعار المشط والغير مقبول اطلاقا وهذا ما سيضعف الطبقة الوسطى لشعبنا والتي
اصبحت تعيش من نوع لآخر أزمات متتالية فيما القضايا الجوهرية لثورتنا ولشعبنا
مهمشة تماما.
كنت قد طرحت مبادرة للخروج من
الأزمة الراهنة ماهي ؟ لما لم تحظ بالقبول؟
أولا أنا اتاسف للقيادات السياسية جميعهم انكبوا على
اقتراح فلان وفلان اخر على رأس الحكومة وهذا منطق الفشل بعينه. احترم جدا
احمد المستيري واعتبره رجل ذو نضال مميز ومشرف لبلادنا لكن أن تتمسك به النهضة
أمام ضخامة ودقة وخطورة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فهذا هو
عين الفشل بذاته.
اعتقد أننا نحتاج إلى رؤية وجدلية أخرى للخروج
من الأزمة الراهنة.
كيف ذلك؟
أنا اقترحت منذ أشهر كشخص مصطفى كمال النابلي لتولي
منصب رئاسة الحكومة على اعتبار انه يتمتع بسمعة دولية وهو رجل الثقة ورجل الحياد
وهو استقلالي في احذ المواقف .ولكنني أتأسف جدا لموقف المنصف المرزوقي الذي شدد
على إقالته وهذا غير مقبول إطلاقا كما أتأسف ايضا من المعارضة التي لم تتمسك
بالنابلي باعتباره مرجعية اقتصادية أولى في البلاد واسمه يجلجل ويكسب الثقة الى
درجة ان البنك العالمي كان يرى انه لوعين كرئيس وزراء فان الوضع سيختلف
تماما. ومع هذا كان بالإمكان إيجاد بديل آخر . أنا اقترحت مجلس حكماء متكون من 6
أفراد هم الذين يديرون البلاد بعيدا عن التحزب السياسي الى الانتخابات القادمة.
ويكون من اللائق هنا ترشيح احمد المستيري ومصطفى الفيلالي وشخصيات
اخرى لها بعد وطني ورؤية استقلالية إلى جانب بعض الشخصيات الذين تمتعوا بتجربة
وزارية في الماضي ولم يخدموا احد. هدفهم الاساسي بناء تونس وساهموا في ذلك ولو
وفقنا في تشكيل هذا المجلس اعتقد أن المعارضة ستقبل بهذه الجدلية الجديدة لإنقاذ
تونس. اقترح أيضا حمادي الجبالي يمثل النهضة كعنصر متوازن ورجل دولة باتم
معنى الكلمة لاسيما انه هو من كان وراء إطلاق فكرة مجلس حكماء بدعم من رشيد عمار .
ويكون هذا المجلس هدفه الاساسي عدم التفويت في
استقلالية تونس والحفاظ على علاقاتها المتميزة بالجزائر وبليبيا لان مصير تونس
مرتبط أساسا بهما.ولا اكتم سرا هنا أن قلت بان مصطفى كمال النابلي يتمتع بثقة
مطلقة لدى الدوائر البنكية المغاربية. لا اقلل من باقي الشخصيات ولكني افضل في هذا
المناخ الدقيق النابلي .
لو انتبهت المعارضة وتخلت عن عنجهيتها
الإيديولوجية المشطة لساهمت في انقاذ تونس لوصلنا إلى حل. أقولها بكل
أمانة كنت في بروكسال الأسبوع الماضي وتحدثت مع بعض برلمانيين هم يستغربون كيف أن
التونسيين غابت عنهم صفة النضج السياسي لإنقاذ البلاد هم كانوا يثقون في تونس
برجالاتها بدبلوماسييها وبمفكريها ولكن.اليوم أصبحت الصورة بائسة حقا لتونس
في الخارج.وأنا اتالم لهذه الصورة في الخارج.
اصدر مؤخرا نخبة من المثقفين
والمفكرين التونسيين رسالة الى الرأي العام بشان تعطل الحوار الوطنتي .. لم نجد
اسمك من بين الموقعين لماذا؟
نحن اصدرنا 5 بيانات وتعدد هذه المجموعات من سوء الحظ
لا يوحدها.
في حال تعنت الأطراف المتفاوضة
ورفضهم التنحي عن سدة الحكم أي سيناريو ستشهده البلاد؟
أنا لا أحب أن أعرج إلى السيناريو الأسود . وأريد من
خلال هذا الحديث أن أخاطب صقور النهضة حتى يكون هدفها الأول والأخير مصلحة تونس
وليس مصلحة النهضة.
صقور النهضة هم من زجوا بالغنوشي إلى هذه المازق وأنا
أقول لهم اذا لم تدركوا نبل وسمو وقيمة هذه الثورة التي انطلقت من الحوض
المنجمي لا من السجن انطلقت من الشعب من مظاهرات النساء في الحوض المنجمي
الذين هيكلوا هذه الثورة .ضروري أن نموقع دور الحوض المنجمي ونساءه في هذه الثورة
في حين أن قيادات النهضة كانت في الغرب وفي السجون. والدليل على ذلك أنا لم أقرا
وثيقة لمفكري النهضة حول الثورة إلى حد اليوم أين هي كتبهم وشروحاتهم
ودفاعاتهم. انا انوه هنا إلى النهضاوي رياض الشعيبي كمفكر ممتاز
وعندما قدم استقالته تفاجات ومعنى ذلك أن النهضة تعيش مأزقا فكريا وسياسيا
خطيرا جدا .من موقعي كمؤرخ استخلصت الكثير من الحقائق لكن من سوء الحظ صقور النهضة
لا يقرؤون ولا يعرفون تاريخ النضال لا يعرفون التاريخ المشرف لبناة الدولة
التونسية.
ناتي الى الدور الذي يلعبه
الاتحاد العام التونسي للشغل لحل الأزمة الا ترى انه قد ان الاوان كي يفي الأمين
العام للاتحاد العام التونسي للشغل بتعهداته تجاه الشعب؟
أقولها باخلاص تمنيت لو بقي الاتحاد مؤسسة نقابية
مائة بالمائة وأنا أرى انزلاقها للعب دور سياسي هذا لا يتماشى مع نقاوة وتفكير
فرحات حشاد واحمد بن صالح وحبيب عاشور ..الخ . يجب أن يبقى المرجعية النقابية
الأولى دون منازع . أن يؤثر الاتحاد في صيرورة الوفاق نعم لكن لا أن يتزعم
ذلك.أخاطب القيادة الذكية للاتحاد ان تكتفي بدورها النقابي والوفاقي وان لا يؤلها
دورها كما هو الحال اليوم.
ليس من مصلحتنا أن يتحول الاتحاد إلى منظمة
سياسية بامتياز: من سيدافع عن البعد النقابي للشعب إذا بات دوره تعيين فلان وابن
الأبعاد النقابية البحتة من سيدافع عنها : لا احد.
لكن الأمين العام للاتحاد العام
التونسي للشغل دخل اللعبة السياسية بماذا تتوجه إليه؟
حسين العباسي هو رجل نقابي بامتياز والهيئة التي معه
أيضا لها تجربة عميقة لكن أنا أناشده أن يحافظ على الطابع النقابي للمؤسسة ولا
ينزلق وراء الأبعاد السياسية لأنني لا أثق في جميع الأحزاب.جميعهم وبدون استثناء
لأنها ضيعت علينا سمعة وإشعاع ونبل الثورة الرائدة .
ذكرت صحيفة الحياة الجزائرية أن
بوتفليقة يسعى إلى بلورة قمة بين الغنوشي والسبسي ما تعليقك عن وساطة الجار
الكبير في تجاوز الأزمة؟
اعتقد ان موقف الجزائر يجب أن يكون محايدا وكنت قد
طلبت من الرئيس بوتفليقة ان لا يستقبل احد لا الغنوشي ولا قائد السبسي هذه معركة
تونسية تونسية وتأسف لأنه استقبل هذا وذاك .واستقباله لهما خارج ارض تونس،
هذا مس تماما بنقاوة العلاقات التونسية الجزائرية . انا اعتقد أن الجزائر تستطيع
أن تلعب دورا دون استقبال أي زعيم من خلال تحييد الحدود مثلا ومواجهة
المسلحين ...الخ
ما موقفك فيما يتعلق بالتدخل
الأجنبي لحل الأزمة السياسية؟
أنا أقول للتونسيين لو تمكنا من نشر0 250 من
رسائل ويكيليكس حول تونس وهو بحدود 2500 رسالة، ولو استطعنا أن نخرج كتابا حول ذلك
ليتبين ان مصيرية تونس تتوقف على ما تخططه أمريكا وما تريد أن تعرفه عن تونس .هم
يعرفون كل شيء وبالتالي يجب التعامل معها بحذر .هذه قوة عظمى وقوة ضاربة عالمية
لها كل الإمكانيات ولا يمكن ان يقع مجابهتها بطريقة سافرة كما حصل في هجوم السفارة
الأمريكية بتونس قبل عدة شهور, لكن أن نجد معها لغة الحوار ومصلحة عامة للبلدين
فنعم. وعلينا ان ندرك ان أمريكا لا ترى في هذه الجدلية الا مصلحتها هي دون
غيرها على الإطلاق . اما فرنسا فهي الأخرى قوة سياسية واقتصادية ضاربة
علاقاتنا معها تعود الى اكثر من قرن واقتصادنا مرتبط بأوروبا ولكن لا يجب تغييب ان
فرنسا لديها مصالحها أيضا.انا اؤمن على التونسيين ان يدافعوا عهلى مصالح بلادهم
كما تدافع فرنسا وأمريكا على مصالحها.
يفترض أن المجلس الوطني التأسيسي استأنف
أعماله للتسريع في إنهاء المرحلة الانتقالية لكنه اليوم ينظر في مشاريع قد تجاوزها
الزمن على غرار قانون الأوقاف الاترى ان ذلك مجرد تكتيك من نواب
الشعب لربح الوقت ام انه ذلك يخفي في طياته كما يشير البعض مخططا لضرب مدنية
الدولة؟
يبدو لي أولا أن المواقف متضاربة بشأنه الى ابعد
الحدود فالخادمي ينادي بتعميم الاحباس والديماسي يعتبره خطرا على مدنية
البلاد. ليعلم الرأي العام التونسي أن اكبر الجامعات في العالم الآن ليس لها
دعم من الدولة بل هي تعيش من الهبات التي يمنحها الأثرياء. لدى تفعيل الأوقاف لا
بد من قوانين فاعلة تحدد المصادر وتضبط الميزانيات وكيفية صرفها ..الاوقاف تستطيع
لو حسن تنظيمها لاستطاعت أن تؤسس وتبرمج وتقننن إنشاء مؤسسات بحث علمي
الخاصة في البحث العلمي. هم اختلطت عليهم المفاهيم بشان هذا القانون أنا شخصيا
أنادي بتقنين وتوظيف الأوقاف للصالح العام وليس كما يدعي وزير الشؤون الدينية
حاليا.
برأيك من الأنسب اليوم على
قيادة المرحلة القادمة بين جلول عياد ومصطفى كمال النابلي ويبدو من خلال تصريحاتك
السابقة انك تدعم هذا الأخير لكن ألا تعتقد أن المرشح قد حسم أمره في
الخفاء ؟
اشك في ذلك . سمعت بعض تصريحات صقور النهضة يرفضون
النابلي دون أن يقدموا حجة قاطعة على ذلك هذا هو عين الفشل. ادرسوا موقعة
النابلي على الصعيد البنك الدولي وتجربته وخبرته اقتراحاته وامنحوه مهلة من
الزمن إلى الانتخابات القادمة .أؤكد من جديد لا يوجد الان على المسرح
السياسي التونسي شخصية قادرة أن تؤدي خطة وزير أول قدر النابلي.
ماذا لو تم ترشيح اسمك لتقلد
منصب رفيع في الحكومة المقبلة ؟ هل ستقبل؟
لا اعتقد أن ما اقوم به في هذه المؤسسة اجل وأدق من
أن اخذ منصبا وزاريا الان ورفضت سابقا منصب وزير الثقافة لان حزبي هو حزب
تونس، لست نهضاويا ولم أكن نهضاويا ولن اكون ومع ذلك احترم كل التيارات. أنا
رجل له 50 سنة في العمل العلمي اعرف قيمة الإبداع المعرفي والتحريم والتحليل
يتنافى تماما مع قناعاتي ومن هذا المبدأ رفضت والحمد لله أنني لم اقبل هذا المنصب.
أترى أن النهضة اليوم في موقف
ضعف؟
النهضة تغولت وتغولت عن عمد لان الاطراف المقابلة
ليست لها قوة مجابهة كما ينبغي اصبحت تتصرف في البلاد كما يحلو لها من حيث
التعيينات في غياب الموقف الصارم من طرف الترويكا. أتأسف لان بن جعفر والمرزوقي لم
يكونا حاسمين في مواقفهما للحد من السلطة المهيمنة للنهضة. موقفهم مسيء
للثورة ولم يدركا البعد الحقيقي لهذا الزلزال الذي حصل في بلادنا.(زلزال الثورة).
كيف تقيم حكمهم؟
لم ينجحوا.خاب الأمل في النهضة عن طريق السلوكيات
المهيمنة وكان يجب أن يتعاونوا مع الطبقة المثقفة : هم احتقروا الجامعيين
والطبقة المثقفة الفاعلية في البلاد !
ولكن احتقارهم للطبقة المثقفة
مرده رغبة في تغيير النمط الاجتماعي للبلاد؟
أنا اتمنى على النهضة ان لا تعمل على اسلمة المجتمع
التونسي هذه الاسلمة ستضر بالنضال الفكري لبلادنا منذ 3 آلاف سنة من غير المعقول
نحن فتحنا قلوبنا للحضارات جميعا ولكن لم نهيمن.هم فاقدي الحس للتراث الفكري
والنضالي لتونس. وهم أساؤوا للنهضة أنفسهم.
الوضع الاقتصادي أكثر من كارثي فضلا
عن أن ميزانية 2014 تداعياتها كارثية على الطبقة الوسطى ما الحل لإنقاذ ما
يمكن إنقاذه في الجانب الاقتصادي؟
مصطفى كمال النابلي وجلول عياد ومنصور معلى ومنصف شيخ
روحو والشاذلي العياري وضعوا خطة طريق اقتصادية .لابد من استفاقة النهضة ان
تطلب خبراء اقتصاديين أمناء وتطبيق ما اقترحته الأسماء السالفة . رئيس
الوزراء يجب ان يكون اقتصاديا بامتياز.
-الايام القادمة بالتاكيد ستكون صعبة ماهي
توقعاتك؟
أتمنى أن يبرز أولا النضج التونسي من خلال تعيين رئيس
حكومة يكون رجل اقتصاد ليس بالضرورة النابلي وانما المهم رجل اقتصاد . إذا لم
نتوفق في ذلك فالسيناريو سيئ : تجاذبات , اغتيالات الارهاب سيتعمق.
تفجيرات ...لا بد من شخصية قوية تتولى زمام الامور عدا ذلك لا ارى الا السيناريو
الاسود..
في الأخير أين نحن من استحقاقات
الثورة ؟
-
صفر ، كل الطبقات
السياسية خانت الثورة وشباب الثورة ومبادئ الثورة النبيلة. كلهم خانوا ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق