Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

بكل هدوء : الرهان في الانتخابات هو نمط المجتمع ، مقال تم نشره يوم 4 أوت في المدونة

الموقف السياسي
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
الرهان : نمط المجتمع
تونس / الصواب /04/08/2014
بدأت الحملة الإنتخابية تحتدم ، ويشتد سعيرها، وبدأت بعض الأحزاب في تسريب رؤساء قائماتها  للإنتخابات التشريعية، فيما طالت قائمة المرشحين للرئاسيات ، وفاقت الثلاثين اسما.
ورغم إفراغ المنصب الرئاسي من صلاحيات فعلية، في نظام أقره الدستور الجديد، واعتبر مزدوجا، لكنه للواقع يضع غالب المشمولات بين يدي رئيس الحكومة، إلا البعض مما لا يبدو أن يد رئيس الجمهورية فيها ليست مطلقة ، فإن السباق الرئاسي في انتخابات ستجري بعد التشريعيات ، هو الحائز على قصب السبق وذلك لاعتبارين اثنين:
أولهما لما رسخ في الوعي الجماعي من أن رئاسة الجمهورية  هي قطب الرحى في سلطة القرار بعد 50 سنة من حكم رئاسي إن لم نقل رئاسوي إلى حد الكاريكاتور.
وثانيهما أن الشعور العام رغم أهمية الانتخابات التشريعية يميل إلى اختصار مركز القرار بيد رئيس الجمهورية.
وسواء كان الأمر متعلقا بالإنتخابات التشريعية أو بالإنتخابات الرئاسية  فإنه لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان أن طبيعة الرهان في هذه المرحلة تتمثل في أمر أساسي رئيسي ، يسبق كل غيره من المظاهر ، وهو طبيعة نمط المجتمع، وهل نريده أن يكون متفتحا مسايرا لعصره، أو ماضويا ـ إن صحت الماضوية ـ في بلد له أن يفخر بأنه أول من منع الرق، وأول من أصدر دستورا وأول من حرر المرأة، وأول من فتح أبواب العلم للجميع ونشره على أوسع نطاق .
ذلك هو الرهان الحقيقي، الذي لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان، لأننا في مفترق طرق بين مستقبل، يحاول اللحاق بالحضارة الكونية ، ومستقبل مظلم بعيد عن كونية المعاملات وحريتها .
ولقد سبق لنا ، أن دافعنا وبشراسة على حق الإسلاميين في التنظيم، وما الحديث الصحفي الذي نشرناه في جريدة الصباح في 17 جويلية 1988  مع الأستاذ راشد الغنوشي بعد مخاض طويل ( والذي استشهد به زعيم النهضة أكثر من مرة حتى بعد 14 جانفي )، وبتواطيء بيني شخصيا وبين الأستاذ منصر الرويسي الذي كان أيامها مستشارا سياسيا للرئيس الأسبق بن علي إلا دليل على ذلك.
وما المقال الافتتاحي الذي نشرته شخصيا في جريدة الصباح أيضا في شهر أفريل 1989( بموافقة مدير الصحيفة أيامها الأستاذ الكبير الحبيب شيخ روحه وهيئة التحرير وكنت وقتها رئيس التحرير ) والذي دعوت فيه إلى اختيار نموذج المجتمع المدني لا المجتمع الديني  بقطع النظر عن أي حزب ، أيام كانت مترشحة  قائمات "مستقلة" يدعمها الاتجاه الإسلامي  تحمل اللون البنفسجي ، إلا دليل آخر وبعد 25 سنة على  ثبات في الموقف وتشبث بالمبدأ القائم على أن الأصلح للبلاد والعباد ، نمط مجتمعي منفتح قائم على هوية راسخة ، ولكن مفتوحة لا متزمتة عفا عليها الزمن.
ولعله تأتي الفرصة قريبا لنشر المقالين على أعمدة هذه المدونة "الصواب".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق