Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأربعاء، 7 يناير 2015

سانحة : الإرهاب يقتحم أوروبا فترتعش له الفرائص

سانحة
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
الإرهاب .. تهديد لا يعرف حدود
تونس / الصواب  /08/01/2015
..وضرب الإرهاب في عمق أوروبا ، لم يعترف بحدود ،، ولا بدول ، ولا بتقدم ورقي ،، ولا بتخلف وتقهقر.
ضرب بقوة ، وضرب فرنسا في مقتل ، في مجال حرية الرأي والتعبير ، الحرية الأكبر في أي نظام ديمقراطي ، حرية تأتي  حتى قبل الانتخابات الحرة  بالاقتراع العام والنزيهة والشفافة،  ولا يسبقها في الحقوق الكونية إلا الحق في الحياة.
وبقطع النظر عن مدى تقييم منطلقات حرية التعبير ، فللمرء أن ينظر إليها دائما من وجهة نظر الذين تمارس عندهم والحدود التي يضعونها لها.
إذن ضرب الإرهاب بقوة، واستطاع أن يهز ، لا فقط المجتمع الفرنسي ، بل أيضا المجتمع الأوروبي والمجتمع الغربي ، وكل العالم، فاهتزت له المحافل كما لم تهتز منذ سنة 2001 في الولايات المتحدة.
وما برز هو أنه لا يوجد بلد في العالم في مأمن.
ولعل الدرس الواجب الوقوف عنده، هو أن الإرهاب ليس ظاهرة محصورة داخل قطر أو منطقة، بل هو وباء يمكن أن يتسرب حتى إلى الذين يعتقدون أنفسهم في حصانة منه.
والمرء إذ لا يتمنى أن يمسك الإرهاب بتلابيب دول أخرى في أوروبا ، فإنه لا  يمتنع عن التفكير في أنه يمكن أن يتمدد ويتمدد ، ويضرب بمفاجأة وغدر في أي مكان آخر ممن يظنون  سكانه أنفسهم في مأمن.
من هنا لا بد للمرء أن ينتظر هبة قوية وشاملة ضد الإرهاب، لا في دول أوروبا رغم ما يبدو لها من أنها تملك حصونا عالية ضده ، بل في البلدان الحاضنة في الشرق الأوسط وشمال إفريفيا وإفريقيا السوداء ، ما يفترض مواجهة دولية ، بالإمكانيات التي تقدر عليه ، وليست بلدان مثل تونس أو الجزائر أو ليبيا قادرة عليه وحدها ، وبإمكانياتها مهما عظمت ، بل بتعاون دولي متعدد الأطراف والجوانب لا مندوحة عنه.
إن ترك بلدان معينة في مواجهة منفردة مع الإرهاب ، ما هو إلا إتباع مثل النعامة التي تدفن رأسها تحت الأرض  معتقدة بذلك أنها تضمن سلامتها، إن السلامة من الإرهاب لا يمكن أن تقوم إلا بتحرك دولي مشترك ، وبالإمكانيات الكبيرة التي تتطلبها مواجهة هذه الآفة الوباء، وإلا فإن عواصم أوروبية أخرى ستكون معرضة وربما بوتيرة أكبر لدماره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق