الموقف السياسي
|
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
من سيكون الرئيس؟
تونس /
الصواب /25/11/2014
بعد خصومة
أرقام ، وبعد أن ظهر أن عمليات سبر الآراء في تونس ، لا ترقى لمثيلتها في الدول
العريقة في الديمقراطية ، وأن نتائجها ليست على قدر من المصداقية يؤهلها لأن تكون
معبرا فعليا ـ دعنا نقول دقيقا ـ عن حقيقة المعادلة في السباق نحو الرئاسة .
وفي ما يلي
نقدم للقارئ جدول مقارنة بين نتائج استطلاعات الرأي والنتائج الفعلية للدورة
الأولى من الانتخابات الرئاسية ( بالنسبة
المائوية):
الاسم
|
سيغما
|
إيمرود
|
3c
|
النتائج الفعلية
|
الباجي قائد السبسي
|
42.7
|
44.2
|
47.8
|
39.46
|
منصف المرزوقي
|
32.6
|
31.2
|
26.9
|
33.43
|
حمة الهمامي
|
9.5
|
10.9
|
10.2
|
7.082
|
الهاشمي الحامدي
|
3.9
|
2.1
|
3.5
|
5.75
|
سليم الرياحي
|
6.7
|
6.7
|
5.4
|
5.55
|
كمال مرجان
|
0.46
|
0.46
|
|
1.27
|
أحمد نجيب الشابي
|
|
|
|
1.04
|
الصافي سعيد
|
|
|
|
0.90
|
منذر الزنايدي
|
|
|
|
0.74
|
مصطفى بن جعفر
|
|
|
|
0.67
|
كلثوم كنو
|
|
|
|
0.56
|
محمد فريخة
|
|
|
|
0.54
|
عبد الرزاق كيلاني
|
|
|
|
0.31
|
مصطفى كمال نابلي
|
|
|
|
0.21
|
العربي نصرة
|
|
|
|
0.20
|
عبد القادر اللباوي
|
|
|
|
0.20
|
حمودة بن سلامة
|
|
|
|
0.18
|
محمد الحامدي
|
|
|
|
0.17
|
سالم الشائبي
|
|
|
|
0.16
|
محرز بوصيان
|
|
|
|
0.16
|
علي الشورابي
|
|
|
|
0.14
|
مختار الماجري
|
|
|
|
0.13
|
سمير العبدلي
|
|
|
|
0.15
|
عبد الرؤوف عيادي
|
|
|
|
0.11
|
عبد الرحيم زواري
|
|
|
|
0.08
|
نور الدين حشاد
|
|
|
|
0.07
|
ياسين شنوفي
|
|
|
|
0.10
|
** ثلاث ملاحظات سنتوقف عندها :
أولها : أن خمسة فقط سيحافظون على منحة
الترشح البالغة أكثر من 70 ألف دينار أما البقية أي 22 فإنهم مطالبون بإرجاع ما
نالهم من تلك المنحة.
ثانيهما : أن الخمسة الأوائل أي السبسي
والمرزوقي والهمامي والحامدي والرياحي
يشكلون وحدهم أصحاب 91.62 في المائة من
مجموع الأصوات أي إن 22 مترشحا لم يحوزوا إلا على 8.38 في المائة من مجموع
المصوتين.
ثالثا : إن الأولين أي السبسي والمرزوقي حصلا
على 72.89 في المائة من مجموع الأصوات المصرح بها.
**
ولكن السؤال الكبير الآن هو من الذي سيرسم
المستقبل ، أي من سينال مقعد الرئاسة ، من بين
رجلين هما السبسي والمرزوقي.
هل يمكن أن نستقرئ النتيجة المقبلة من سباق
الرئاسة؟
عندما كانت النتائج التي أعلنتها مؤسسات سبر
الآراء وفي صيغتها الدنيا المعلنة من طرف سيغما ، تمكن الباجي قائد السبسي من 42.7
في المائة من الأصوات ، المرزوقي 32.6 في المائة ، لم يكن هناك من شك في نجاح
الباجي قائد السبسي ، فقد كان السبسي يحتاج فقط إلى قرابة 7 نقط فقط للحصول على المنصب ، بينما كان المرزوقي يحتاج
على الأقل إلى 17 نقطة للوصول إلى 50 في المائة.
أما وقد أبرزت النتائج التي تسمى بالأولية ، أن الفارق
بين الرجلين لا يفوق إلا 6 نقط ، فقد بات واضحا أن المرزوقي بقي له حظ ، لنقل إنه
ضعيف ، ولكنه موجود للحصول على المقعد
وتجديد ولاية ثانية له.
الرهان صعب بل صعب جدا ولكنه غير معدوم .
**
حظوظ الباجي قائد السبسي ، وإن كانت تبدو
وافرة فإنها غير حاسمة،
والباجي تفصله على أغلبية 50 في المائة زائد
1 10
نقط و54 ، ويمكن أن تشكل مفاجأة
وإن كانت صعبة التحقيق فإنها غير مستحيلة.
أين سيجد السبسي هذا المدد إذا سلمنا ( وهذا
أمر ليس مفروغا منه ) بأن الـ 39 ونيف في المائة
التي حصل عليها ستبقى في رصيده ، فالباجي قائد السبسي وإن ربح وافدين جدد في الرئاسية ، فإنه خسر في عدد من الولايات بضع
عشرات آلاف من الناخبين الذين صوتوا لنداء تونس في الانتخابات التشريعية. فضلا على
أن لا أحد يملك أصوات الآخرين حزبا أو شخصا ، وأن الفرد في الخلوة مهما كانت
التوصيات من أعلى فإنه يبقى منفردا بضميره و قناعاته ( باستثناء الاسلاميين الذين
دلت التجربة على أنهم يتمتعون بانضباط يكاد يكون عسكريا قائما على الطاعة ، لأولي
الأمر.)
أمله أي السبسي أن يجدها ( أي الأصوات الغائبة ) عند الجبهة الشعبية وعند الوطني الحر ( مجموع 12.62
في المائة ) ولو جاء كل منظوريهم للتصويت له ، لكان مشكله قد حل ،
ولكنه بالتأكيد سيدخل في شد وجذب صعب مع كلا الحزبين ، مع الجبهة على البرامج ،ومع
الوطني الحر على المناصب ، ورغم ذلك فإنه حتى إن أرضى الطرفين ، وهما الآخران
متناقضان في تصوراتهما ، فإنه لن ينال منهما مجتمعين أكثر من 7 في المائة في أحسن
الأحوال ، فجزء من الجبهة وإن كانت كلها ترفض تماما مساندة المرزوقي ، سيعمد إلى
الامتناع عن التصويت ، تعبيرا عن عدم الرضا عن السبسي والمرزوقي في آن واحد.
من هنا فإن السبسي ينبغي له أن يعول على
مخزون آخر من الأصوات بدأت تتحدد معالم صورته ، عبر عدد من اللبراليين والنساء
والدساترة ورافضي المرزوقي مهما كان الثمن.
يبقى كل ذلك واردا ولكن غير مؤكد ومن الناحية
الحسابية البحتة فإن الباجي قادر على تجميع 10 نقط ونيف تمكنه من النجاح.
**
عند الحديث عن منصف المرزوقي ينبغي أن يقع
قلب المعادلة ، وطرح السؤال : من هم الذين لن يصوتوا للسبسي ويضيفون أصواتهم
للمرزوقي؟
الذين لن يصوتوا للسبسي هناك احتمال بأنهم لن يصوتوا للمرزوقي الذي
يحتاج إلى مدد بـ 17 في المائة تقريبا من الأصوات.
المرزوقي غالبا سيحافظ بالكامل على الذين
صوتوا له في الدورة الأولى، فأنصاره لن يخذلوه ، ومدد النهضة (سواء بإرادة القيادة أو بدونه ) والذي يمثل
حسب استطلاعات تفصيلية للرأي 71 في المائة
ممن صوتوا له في الدورة الأولى ، سوف يعود إليه .
ولكن من الذين سوف لن يصوتوا للمرزوقي ؟
في تقديرنا أن الجبهة الشعبية لن تصوت
للمرزوقي وبأكملها ، وهي قد تندفع أو يندفع بعضها للامتناع عن التصويت ، هذه 7 في
المائة لن تنضاف إليه، أيضا فإن الوطني الحر الحزب الذي لم يكن أحد قبل شهر يتشرف
بأن يمد يده إليه ، لن يقف مع المرزوقي ، هؤلاء 12 في المائة ، أيضا الذين صوتوا لمترشحين
آخرين ولا يمكن أن نراهم في صف المرزوقي ، هم كمال مرجان ومنذر الزنايدي ومصطفى
كمال النابلي والعربي نصرة وعبد الرحيم الزواري ونور الدين حشاد ، وهؤلاء يمثلون
حوالي 3 في المائة أي مجموع 15 في المائة لا يمكن أن يصوتوا للمرزوقي.
وبالمقابل فالمحتمل أن يصوت لفائدة المرزوقي
أو يدعو مصوتيه للتصويت للمرزوقي ، محمد الهاشمي الحامدي ونجيب الشابي ومحمد
الفريخة وعبدالرزاق الكيلاني وحمودة بن سلامة ومحمد الحامدي وعبد الرؤوف العيادي
أي حوالي 9 في المائة ، في ما بقية باقية لا يعرف لها موقف أمثال كنو واللباوي
والشائبي وبوصيان والشورابي والماجري والشنوفي والعبدلي ، وبعضهم لا يرغب في أن
تختلط أصوات منظوريهم بأصوات النهضة. كل هؤلاء لا يكادون يصلون إلى 2 في المائة،
أو على الأصح من صوتوا لهم.
**
من هنا يمكن للمرء أن يستنتج أن المهمة بالنسبة للرئيس المؤقت تكاد تكون
مستحيلة ، غير أن ذلك لا ينفي عنها احتمالات المفاجأة في حالات معينة:
** إذا ارتفعت نسبة المشاركة وهبت ريحها
لفائدة الرئيس المرزوقي
** إذا تغيب الكثيرون من أنصار الباجي قائد
السبسي ولا ينبغي نسيان أن البلاد تكون في فترة عطلة مدرسية ، مع ما يفرض ذلك من
انتقالات الأولياء.
** إذا حصلت مفاجآت سياسية من شأنها أن تخدم
الرئيس المرزوقي.
في ما عدا ذلك فإن هذه الانتخابات تبدو سائرة
إلى نتيجة حتمية لا مفر منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق