بكل هدوء
|
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
التعليم في الطريق الصحيح ؟
الزمن المدرسي ثورة في الطريق
تونس / الصواب / 21/09/2015
هل إن التعليم الابتدائي والثانوي يسير على الطريق الصحيح ؟
وهل إن الوزير بصدد إعداد العدة لاستعادة التعليم لصحته يعني لمستواه العالي
والمتميز الذي عرف به ، قبل أن يطرأ عليه دمار سنوات 1995/2015 الذي يعتبر من وجهة
نظر الاخصائيين أكبر دمار أصاب البلاد
في عهد الرئيس الأسبق بن علي.
ومن الناحية الشكلية ولكن المؤثرة في
الناحية المضمونية ، فإنه سيصار على ما يبدو إلى تطوير الزمن المدرسي ، أي التوزيع
الزمني للفترة الدراسية ، بالصورة الأنجع والأكثر تلاؤما مع مستوى تعليمي راقي ،
وإذا صدقنا وزير التربية ، ويبدو أنه عازم على إدخال إصلاحات جذرية فإن الفترة
الدراسية التي تتخللها فترات تعطل طويلة ، معتمدة على نظام فرنسي أكل عليه الدهر
وشرب ، بالاستناد إلى الثلاثيات ، وتعداد عمليات التقييم (الامتحانات ) على حساب
فترات التعلم والتحصيل المعرفي ، فيما كل الأنظمة التعليمية المتقدمة هي تلك المرتبطة
بالنظام النصف سنوي ، مع تعطيلات متعددة ودورية لاسترجاع الأنفاس ، كل ذلك مع ربط
الفترة الدراسية الأسبوعية بالسائد في البلاد حديثا أي أسبوع الخمسة أيام ، بما
يلائم بين الزمن المدرسي والزمن التشغيلي في الوظيفة العمومية وحتى في جانب مهم من
القطاع العام والخاص.
كما الذهاب سريعا إلى الحصة الواحدة
أو شبه الواحدة ، بالحفاظ على المتعلم لفترة وحيدة أو شبه وحيدة يقضيها في المدرسة
، ما يقلل من التنقلات وكلفتها المادية والاجتماعية ، وينهي هذه الظاهرة المتمثلة
في الاحتفاظ بالتلاميذ أحيانا لحدود الساعة السادسة مساء ، أي حتى الفترة الليلية
، للعودة للبيت في حالة من القوة المنهكة ، التي لا تساعد على المذاكرة ، مع ما
يصاحب ذلك من أخطار على الأطفال وحتى على الشبان والشابات خاصة في المناطق
الريفية.
ففي كثير من الأحيان ولبعد المسافات،
يضطر المتعلم للبقاء طيلة اليوم في محيط المدرسة، دون القدرة على العودة للبيت في
ساعة الظهيرة.
ولعل العائق الكبير أمام مثل هذه
الإصلاحات ، هو عدم مسايرة عدد قاعات التدريس ، للفصول الدراسية ، ما اضطر إلى
نظام التناوب على القاعات ، ما أثقل كاهل المعلمين ( أساتذة ومعلمين ومتعلمين) .
غير أن عقلنة التعليم المتوقعة ،
والقائمة على الانتقال وفق النتائج لا الانتقال الآلي أو شبه الآلي ، مع ما يلاحظ
من تقلص تدريجي ديمغرافي في عدد الشبان والأطفال نتيجة ، لنجاح تجربة التنظيم
العائلي في تونس ، كفيلة بالمساعدة على الذهاب في هذا الاتجاه.
ويبدو أن الدراسات تجري على قدم وساق
للتقييم الفعلي للأسطــــــــول المدرسي ( قاعات التدريس)، في الابتدائي والثانوي
بدرجاته المختلفة.
ولعله ينبغي أن تمر ثلاثة أو أربعة
أعوام قبل أن يتم تغيير الزمن المدرسي في اتجاه عقلنته باعتبار الإمكانيات المتاحة
، ولعل السنة الدراسية وربما الجامعية سيتم تمديدها الفعلي لعشرة أشهر من أول
سبتمبر إلى آخر جوان، مع عطلة طويلة نسبيا (20 يوما في نصف السنة ) وعطل بمدة
أسبوع كل شهرين ، مع عقلنة عمليات التقييم واعتماد الأنجح من أساليبها عالميا ويبدو
أن للأردن تجربة ناجحة في هذا المجال.
كما إن الامتحانات الوطنية لا يمكن أن
تتخذ ذريعة أو مبررا لإنهاء السنة الدراسية ، والتوقيف الفعلي للدروس منذ شهر
جوان.
فكل يوم يمكن أن يزيد في الرصيد
المعرفي، وبالتالي يرفع من مستوى المتعلم، وبالتالي التعليم عموما.
وعلى أهمية ذلك كله ، ودوره في توفير
الإطار الملائم لتعليم ذي جدوى ، فإنه سيبقى
المضمون التعليمي ، هو الركيزة الأساسية لإعادة مستوى تعليم هذه البلاد،
إلى المستوى المرموق الذي كان عليه، وذلك أمر آخر سنتعرض إليه في مقال مقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق