Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

سانحة : عودة للتخلف وإغراق فيه

سانحة
يكتبها عبد اللطيف الفراتي                                                         
لن أكف ؟
تونس / الصواب / 21/09/2015
كان هذا العنوان قد استعملته في كلمته الوحيدة بمناسبة سانحة كتبتها بمناسبة عيد الفطر، وأعود فأنشر بمناسبة عيد الاضحى  سانحة مماثلة ، يحوم موضوعها ، حول فضيحة العرب والمسلمين بشأن تعيين أعيادهم ومواعيدها وتنظيم حياتهم الفوضوية .
والاستنتاج الأول والرئيسي أننا اليوم نجد أنفسنا خارج التاريخ، وخارج دائرة الحضارة.
وليس في ذلك استثناء.
لقد حاول بورقيبة أن يعيد أمة العرب وشتات المسلمين إلى دائرة التاريخ وعالم الحضارة ، فالتصق بالعصر ومكتسباته العلمية المؤكدة، ولكن برحيله سارعنا وبخطى عملاقة للجري للوراء.
بورقيبة أدرك وأدرك معه الكثيرون ، أن العلوم الصحيحة قطعت أشواطا كبيرة ، وأن على العرب والمسلمين أن يضعوا أنفسهم في إطارها، ولذلك أقدم وفي شجاعة نادرة على  ربط حياتنا بالحقائق العلمية التي لا يأتيها الشك لا من أمام ولا من خلف، فقرر  ـ وكان قراره صائبا بلا أدنى شك كالحقائق العلمية الصلدة ـ أن يكون موعد أعيادنا  محددا مسبقا ، لا بالصدفة ، ولكن بالعودة لما وفرته العلوم من إمكانيات ليس من شك في دقتها.
ومن هنا  انتظمت حياتنا في نظام محدد، فبتنا نعرف مواعيد أعيادنا كما نعرف قبل أشهر وحتى سنوات مواعيد صلاتنا ، فنعتمدها دون أن يخامرنا شك في صحتها ، والصلاة عماد الدين.
وما إن غابت إطلالة بورقيبة ، حتى عادت بلادنا تعاني الجهل وما زالت ، فعدنا القهقرى ، بخطى واسعة ، وارتأى " أولو الأمر " منا العودة للرؤيا ، واعتمدت قرارات أجنبية ، لا تتسم بأي منطق ، وتقودها أحيانا اعتبارات سياسية في بلادها نتبعها مغمضي العيون.
فقط وحتى لا أطيل ليست ولادة القمر ولا احتمالات رؤيته رؤية العين ورؤية العلم هي الممكنة في هذا العصر ، بل إن تسيير الصواريخ والأقمار الصناعية والمركبات المأهولة وغير المأهولة والتي تبلغ قصدها باللحظة والثانية والواحد من الألف من الثانية بعد سفرات تمتد سنوات   الممكن والمنجز فعلا.
وبعد هذا يقال لنا إننا أمة تريد أن تلحق بركب الحضارة، إنها أمة تتخلف وتزداد تخلفا يوما بعد يوم ، إلا من رحم ربك  من أبنائها من الذين فتح العلم عيونهم و بصيرتهم.


                                                           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق