Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

السبت، 15 فبراير 2014

سانحة : شارع بورقيبة... شارع بورقيبة... شارع بورقيبة

سانحة
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
شارع الحبيب بورقيبة ..
سيبقى شارع الحبيب بورقيبة
تونس / الصواب /15/02/2014
خلال مناقشة فصول الدستور،  تحدثت  النائبة المحترمة يمينة الزغلامي فيما تحدثت عن الشارع الرئيسي في تونس، رمز حقبات طويلة من تاريخ تونس المعاصر، وقالت  عنه شارع الثورة ، شارع الحبيب بورقيبة سابقا، واعتقدت أن ذلك يمثل تمنيا من التمنيات التي يحملها بعض التونسيين، ممن اكتووا بنار الأخطاء البورقيبية، وفي أول لقاء لي بها وبين مجموعة من المسئولين، سألتها عن الأمر، فأجابت بأن الشارع قد تغير اسمه.
وطفقت أبحث كما هي عادتي، إذ إن كل خبر في حاجة إلى تأكيد في عرفنا نحن الصحفيين، بدون ذلك لا تتوفر فيه مقومات الخبر، المتسم بالحد الأدنى من المصداقية.
غير أني لم أجد من يؤكد لي ذلك الخبر، ولم أعثر مطلقا على أي كان يستطيع أن يعلمني، متى تقرر هذا التغيير في اسم الشارع الرئيسي في تونس، والحامل لاسم واحد من أعظم الشخصيات التي عرفتها بلادنا على امتداد التاريخ، وهو ليس قصيرا فعمر الدولة التونسية يمتد على ثلاثة آلاف سنة، ويعتبر أحد كبار زعماء العالم في عصره.
ولقد بحثت على الانترنت وكل ما وجدته ، ن هو نعت لاسم الشارع بأنه شارع الثورة، باعتبار أن الثورة قد تجسمت فيه يوم 14 جانفي 2011، دون أن يستتبع ذلك تغيير رسمي في اسمه، إلا أن يكون اتخذ قرار سري لم يقع الإعلان عنه أو نشر أي خبر بصدده.
ومن هنا فهناك عدد من الأسئلة ينبغي أن ترفع بالمناسبة:
1/ هل تم تغيير في اسم شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس.؟
2/إذا كان ذلك حصل فعلا فمتى ، ومن هي الجهة التي اتخذت القرار؟
3/ ماهي الحيثيات التي اعتمدت لهذا التغيير في اسم شارع يحمل في الضمير الجمعي مرحلة في مطلق الأهمية.؟
وفي حالة ما  إذا كان الجواب إيجابيا حول الموضوع، فماذا ينتظر المجتمع المدني للتحرك، في اتجاه رفض  إرادة مسخ تاريخنا الوطني وعلاماته الدالة وطمسها؟
لنقل أننا ومع الكثيرين لم نكن من مريدي بورقيبة ، خلال فترة حكمه التي دامت أكثر من اللزوم ، ومن موقعنا الصحفي فإننا لم نترك فرصة لتبيان التجاوزات، أو للوقوف إلى جانب من تعرضوا للظلم، يشهد على ذلك الزعماء الوطنيون وخاصة منهم السيد أحمد المستيري.
ولكننا نؤكد أن بورقيبة هو رجل طبع مرحلة من مراحل تاريخ تونس، ولا أقل من أن تحمل شوارع رئيسية في مدن بلادنا اسمه، دون أن يتعرض للطمس، وكما سبق للرئيس الأسبق بن علي أن فعل ، عندما نقل تمثاله من الشارع الذي يحمل اسمه إلى حلق الوادي بعد أن بقي مدة في مسلخ تلك الضاحية.
لقد قلنا مرارا وتكرارا أن أحد أسباب تنكر الشعب المصري للإخوان ، تلك الإرادة البارزة لطمس تاريخ مصر، وإرادة قلع تماثيل زعماء مصر من الميادين، وقرار غلق دار الأوبيرا  المصرية، أقدم دار أوبيرا في العالم العربي والإسلامي والتي شهدت عرض أوبيرا عائدة في أول عرض لها في العالم بعيد منتصف القرن التاسع عشر.
فالشعوب قد تغضب في زمن معين، ولكنها لا تقبل التنكر للذين صنعوا تاريخها ، خاصة عندما يكون ملحمة حقيقية، حتى ولو شابته أخطاء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق