الموقف السياسي
|
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
الشاهد جاهز للمنصب
منذ أكثر من ثلاثة أشهر
والصيد مدفوع إلى باب الخروج حتى قبل
الأوان
تونس / الصواب / 2è/08/
دفعوه للخروج حتى قبل الموعد ، قبل أن
يتم تنصيب الحكومة ، فقد آخر صلاحياته كرئيس لحكومة تسيير الأعمال هو ووزيره
للشباب والرياضة بدون وجه حق ، فلقد كان مفترضا أن يكون الحبيب الصيد في موقعه حتى
تسليم السلطات يوم الإثنين وبالتلي يكون
ضمن الذين يسلمون الكأس للترجي الرياضي ، ولكن الإرادة الرئاسية استعجلت الأمر ،
فيما الصيد هو رئيس الحكومة الشرعي حتى تسليم مهامه للحكومة الجديدة ، المقرر ليوم
الاثنين ، وتأدية اليمين لا تعطي الشاهد شرعية الحكم قبل أن يستلم رسميا من سلفه
مفاتيح السلطة ،
ولكن لا علينا ، فنحن لسنا أمام أول
خرق فاضح ، وسنستمر ، كما كان الأمر في عهد بورقيبة وكذلك عهد بن علي ، ألم يكن كل
واحد منهما هو المعلم والقدوة.
لا علينا أيضا ، نحن اليوم أمام حكومة جديدة تم تشبيبها
إلى حد ، وتأنيثها إلى حد ، وتنويعها إلى حد بما في ذلك تطعيمها بدساترة وتجمعيين
من مستويات متوسطة ، في انتظار رؤية الأقطاب السابقين ينتشرون ( ولا للإقصاء وما
فيه حد خير من حد ),
حكومة تتميز بعدة خصائص :
أولها أنها حكومة متعملقة عددا ،
برئيس حكومة وأربعين عضوا ، بينما شاع وتم تأكيد أنها ستكون قليلة العدد.
ثانيها أن رئيسها يتمتع بقدرة اتصالية
عالية ، يحسن فن الخطابة ويتمتع بكاريزما كان يفتقدها سلفه ، وهو قادر على
الانتقال بيسر من لهجة الحديث المنطقي إلى الخطاب الحماسي الذي يلهب الحاضرين
وعبرهم المواطنين , وهذه القدرة يدفعها تحضير جيد ، ربما استمر أسابيع ، على طريقة
التحرك الاتصالي العصري ، بفصاحة واثقة ، وحركات مدروسة.
ثالثها تشخيص جيد وصريح لواقع الحال
"الكارثي " وما يتطلبه من تضحيات .
رابعها فقر مدقع ، في تحميل المسؤولية لسبب هذا الوضع
الكارثي ومن كانوا وراءه منذ 2012 ،
فالنهضة شريكة في الحكم ولا ينبغي إغضابها ، والنداء استلم الحكم وعبث به,
خامسها سكوت عن الأدوات القادرة على الانقاذ من الوضع
المتردي ، بل عدم مصارحة بما سيكون عليه الوضع بعد ثلاثة أو أربعة أشهر.
فقط للمرء أن يذكر بالخطاب المعلن من
أديناور ووزيره للاقتصاد إرهارد غداة
الحرب العالمية الثانية في ألمانيا ، وما
كانت عليه البلاد من خراب ودمار ، استطاع
الرجلان أن يحققا رغمه ما أسمي في حينه المعجزة الألمانية ،
متى تعرف تونس رجالا من ذلك الحجم ،
ولنقل إنهم موجودون على الساحة ، ولكن الحكام لا يريدون اللجوء إليهم ، ليبقى
الأمر في أيدي يرضى ويتفق حولها الشيخان؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق