Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

السبت، 27 أغسطس 2016

الموقف السياسي : المعلن بعد نيل الثقة ، فقر مدقع في الاعلان عن حلول الأزمة

الموقف السياسي
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
الشاهد جاهز للمنصب
منذ أكثر من ثلاثة أشهر
والصيد مدفوع إلى باب الخروج حتى قبل الأوان   
تونس / الصواب / 2è/08/
دفعوه للخروج حتى قبل الموعد ، قبل أن يتم تنصيب الحكومة ، فقد آخر صلاحياته كرئيس لحكومة تسيير الأعمال هو ووزيره للشباب والرياضة بدون وجه حق ، فلقد كان مفترضا أن يكون الحبيب الصيد في موقعه حتى تسليم السلطات يوم الإثنين  وبالتلي يكون ضمن الذين يسلمون الكأس للترجي الرياضي ، ولكن الإرادة الرئاسية استعجلت الأمر ، فيما الصيد هو رئيس الحكومة الشرعي حتى تسليم مهامه للحكومة الجديدة ، المقرر ليوم الاثنين ، وتأدية اليمين لا تعطي الشاهد شرعية الحكم قبل أن يستلم رسميا من سلفه مفاتيح السلطة ،
ولكن لا علينا ، فنحن لسنا أمام أول خرق فاضح ، وسنستمر ، كما كان الأمر في عهد بورقيبة وكذلك عهد بن علي ، ألم يكن كل واحد منهما هو المعلم والقدوة.
لا علينا  أيضا ، نحن اليوم أمام حكومة جديدة تم تشبيبها إلى حد ، وتأنيثها إلى حد ، وتنويعها إلى حد بما في ذلك تطعيمها بدساترة وتجمعيين من مستويات متوسطة ، في انتظار رؤية الأقطاب السابقين ينتشرون ( ولا للإقصاء وما فيه حد خير من حد ),
حكومة تتميز بعدة خصائص :
أولها أنها حكومة متعملقة عددا ، برئيس حكومة وأربعين عضوا ، بينما شاع وتم تأكيد أنها ستكون قليلة العدد.
ثانيها أن رئيسها يتمتع بقدرة اتصالية عالية ، يحسن فن الخطابة ويتمتع بكاريزما كان يفتقدها سلفه ، وهو قادر على الانتقال بيسر من لهجة الحديث المنطقي إلى الخطاب الحماسي الذي يلهب الحاضرين وعبرهم المواطنين , وهذه القدرة يدفعها تحضير جيد ، ربما استمر أسابيع ، على طريقة التحرك الاتصالي العصري ، بفصاحة واثقة ، وحركات مدروسة.
ثالثها تشخيص جيد وصريح لواقع الحال "الكارثي " وما يتطلبه من تضحيات .
رابعها  فقر مدقع ، في تحميل المسؤولية لسبب هذا الوضع الكارثي ومن كانوا وراءه منذ 2012  ، فالنهضة شريكة في الحكم ولا ينبغي إغضابها ، والنداء استلم الحكم وعبث به,
خامسها  سكوت عن الأدوات القادرة على الانقاذ من الوضع المتردي ، بل عدم مصارحة بما سيكون عليه الوضع بعد ثلاثة أو أربعة أشهر.
فقط للمرء أن يذكر بالخطاب المعلن من أديناور ووزيره للاقتصاد  إرهارد غداة الحرب العالمية الثانية  في ألمانيا ، وما كانت عليه  البلاد من خراب ودمار ، استطاع الرجلان أن يحققا رغمه ما أسمي في حينه المعجزة الألمانية ،
متى تعرف تونس رجالا من ذلك الحجم ، ولنقل إنهم موجودون على الساحة ، ولكن الحكام لا يريدون اللجوء إليهم ، ليبقى الأمر في أيدي يرضى ويتفق حولها الشيخان؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق