النشيد
الرسمي التونسي .. حماة الحمى ..
بين أصوله
المصرية .. وروحه التونسية
تونس / ليدرز
العربية / 18/04/2016
لقد استفزني
أن يكون وزيرا تونسيا ،، وقد سئل عن كاتب أو ناظم النشيد الرسمي التونسي "
حماة الحمى " أن أجاب بأنه أبو القاسم الشابي.
كان الاعتقاد
سائدا عندي بأن التونسيين يعرفون أصول نشيدهم الوطني ، الذي هو أحد رموز الدولة ،
تماما مثل العلم ، وتماما مثل شعار البلاد ، أو الطغراء كما تسمى رسميا ، والذي
أدخلت عليه تغييرات عديدة منذ ما بعد الاستقلال.
وقد توليت
شخصيا القيام باستفتاء واستطلاع للرأي بصورة عشوائية غير علمية ، ولكنها توحي
بإعطاء صورة عن مدى معرفة التونسيين بنشيدهم الرسمي.
وقد فوجئت
باكتشاف مدى الجهل المتفشي في هذه الناحية ، وبعد سبر آراء شمل 50 شخصا توسعت
وسألت 50 آخرين فكانت النتيجة أسوأ من الأولى ، وقد أجابني 81 شخصا بأن حماة الحمى
هو من شعر أبو القاسم الشابي ، وكان بينهم جامعيون وموظفون بعضهم سامين ، وأناس
عاديون بين رجال ونساء ، وقد فوجئت بأن 14 فقط كانوا يعرفون الإجابة الصحيحة و5 لم
يجيبوا لقولهم بأنهم لا يعرفون ، وحتى الذين أجابوا الجواب الصحيح فإن 12 منهم لم
يسمعوا قط بالنشيد على صورته الأصلية ، كما لحنه زكرياء أحمد وغنته المجموعة في
مصر في عام 1936، والتغييرات التي أدخلت عليه بعد الثورة سنة 1952 .
مع العلم وأن
النص الأصلي يعود إلى العام 1936 من نظم الأديب والشاعر مصطفى صادق الرافعي أحد
جهابذة العلم في مصر ، وقد عرف خاصة بكتابه :الاعجاز في القرآن"،وقد دخل بهذا
القصيد في مسابقة كتابة النشيد الرسمي الذي أراد الملك فاروق أن يعوض به النشيد
القائم آنذاك ، وكان كتب سنة 1923 ، وهو لنقس مصطفى صادق الرافعي ، غير أن الحظ لم
يوات في سنة 1936 الشاعر ، وجاء قصيده في المرتبة الثانية ، ولذلك اعتمد كأغنية
وطنية تولى تلحينها أحد كبار الموسيقيين في مصر في تلك الفترة "زكرياء أحمد
" وهذا اللحن مما يسمونه اللحن الملحمي
الحماسي بعكس النشيد كما يغنى في تونس .
وفي ما يلي
النص الأصلي المصري وأمامه النص المعتمد في تونس:
|
الكلمات كما نظمها مصطفى صادق الرافعي
|
النشيد كما يتم غناؤه في تونس
|
|
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في العروق الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
لتدوي السماوات في رعدها
لترمي الصواعق نيرانها
إلى عز مصر إلى مجدها
رجال البلاد وفتيانها
فلا عاش من ليس من جندها
ولا عاش في مصر من خانها
نموت ونحيا على عهدها
حياة الكرام وموت الكرام
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في العروق الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
بلادي احكمي واملكي واسعدي
فلا عاش من لم يعش سيدا
بحر دمي وبما في يدي
أنا لبلادي وجيشي فداء (1)
لك المجد يا مصر فاستمجدي
بعزة شعبك طول المدى
ونحن أسود الوغى فاشهدي
وثوب أسودك يوم الصبا
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في العروق الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
ورثنا سواعد باني الهرم
صخورا صخورا كهذا البناء
سواعد يعتز فيها العلم
نباهي به ويباهي بنا
وفيها كفاء العلى والهمم
وفيها ضمان لنيل المنى
وفيها لأعداء مصر النقم
وفيها لمن سالمونا السلام
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في العروق الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
...................
...................
...................
...................
|
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في عروقنا الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
لتدوي السماوات في رعدها
لترمي الصواعق نيرانها
إلى عز تونس إلى مجدها
رجال البلاد وشبانها
فلا عاش في تونس من خانها
ولا عاش من ليس من جندها
نموت ونحيا على عهدها
حياة الكرام وموت العظام
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في عروقنا الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
.................
.................
.................
.................
.................
.................+
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في عروقنا الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
ورثنا السواعد بين الأمم
صخورا صخورا كهذا البناء
سواعد يهتز فوقها العلم
نباهي به ويباهي بنا
وفيها كفا للعلى والهمم
وفيها ضمان لنيل المنى
وفيها لأعداء تونس نقم
وفيها لمن سالمونا السلام
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في عروقنا الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل(2) أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر (3)
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في عروقنا الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
|
(1) في القصيدة الأصلية للرافعي "أنا لبلادي وعرشي فداء " ولكن وبعد
الثورة في 1952 استبدلت لفظة عرشي بلفظة جيشي ، وهي لا تستقيم حيث إن الجيوش هي
فداء للأوطان والشعوب وليست الأوطان والشعوب فداء للجيوش
(2) في الأصل
كما كتبها أبو القاسم الشابي "ولا بد للظلم أن ينجلي " ولكن
الرئيس بورقيبة وخلال انعقاد اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الدستوري في ربيع
1968 استوقف المنشدين ليقـــول : " لقد انتهى الظلم واستبدل لفظة الظلم
بالليل " دون أن يدري أن المعنى واحد.
(3) هذه الأبيات الأربعة أضيفت للنشيد الرسمي
التونسي مما أعطاه مسحة تونسية وهي من قصيدة إرادة الحياة ومن ديوان إرادة الحياة لأبي القاسم الشابي .
+ الجزء المحذوف تونسيا
من حماة الحمى التونسية :
بلادي احكمي
واملكي واسعدي
فلا عاش من
لم يعش سيدا
بحر دمي وبما
في يدي
أنا لبلادي
وحزبي فداء
لك المجد
يا تونس فاستمجدي
بعزة شعبك
طول المدى
ونحن أسود
الوغى فاشهدي
وثوب أسودك يوم الصبا
**
يقال أن من أدخل نشيد حماة الحمى إلى تونس هو المنجي
سليم ، ويذكر صالح المهدي أن اللحن
المتداول حاليا هو من وضع أحمد خير الدين
، وكلا القولين مشكوك فيه ، وما أعرفه شخصيا هو أني استمعت لأول مرة إلى حماة
الحمى في احتفالات عيد العروبة في صفاقس في سنة 1947 بالذات يوم 2 مارس الذي يصادف
الذكرى الثانية لتأسيس الجامعة العربية ، وهي احتفالات نظمتها الجامعة الدستورية آنذاك ، واستقطبت أعداد كبيرة في نهج العدول في
المدينة العتيقة بصفاقس وبالذات بالساحة
التي تتوسطه، وكنا ثلاثتنا المتلازمين شقيقي المرحوم محمد الفراتي مدير إذاعة
صفاقس الأسبق ومصطفى المصمودي كاتب الدولة الأسبق للإعلام وأنا ، وقد
أنشدت حماة الحى ، كما أنشدت أنشودة موطني وهي من نظم الشاعر الأردني إبراهيم
طوقان واستمر إنشادها بعد الاستقلال وخاصة
في الأوساط الكشفية ، كما أني أذكر شخصيا أن الأبيات الأربعة من قصيدة ّإرادة الحياة
لأبي القاسم الشابي أضيفت بعد الاستقلال.
غير أن تونس ليست الدولة العربية الوحيدة التي اعتمدت
نشيدا رسميا مستوردا من بلد عربي ، وإذا كان النشيد الرسمي التونسي الحالي في
غالبه من نظم المصري مصطفى صادق الرافعي ،
وإن كان لحنه التونسي مجهول المصدر من
وجهة نظري ، فإن النشيد الرسمي الجزائري " قسما بالنازلات الماحقات " وإن كان من نظم مفدي زكرياء وهو جزائري
فإن لحنه من وضع الموسيقار المصري ، محمد
فوزي ، فيما إن ليبيا تداولت عليها ثلاثة أناشيد مصرية وتونسية الأصل ففي العهد الملكي اعتمد نشيد " يا بلادي
يا بلادي " ، الذي وضع كلماته الشاعر
التونسي البشير العريبـــــــــي ( نائب
في البرلمان التونسي لاحقا) وتولى تلحينه محمد عبد الوهاب ، وهو النشيد المعتمد
حاليا بعد تخليصه من كل الإشارات للملكية الليبية التي كان يحفل بها ، وفي زمن
العقيد القذافي تم الاستغناء عن ذلك النشيد واعتمد الأغنية الوطنية " وطني
الأكبر " كلمات المصري عبد الغني السيد ، وتلحين محمد عبد الوهاب ، ثم بعد
الخصومة مع العالم العربي والتوجه نحو إفريقيا تم اعتماد نشيد "الله أكبر
" وهو مصري من أناشيد المقاومة خلال العدوان الثلاثي سنة 1956 ، ولكننا لم
نعثر لا على اسم كاتب كلماته ولا من قام بتلحينه .
أما مؤلف غالب النشيد الوطني التونسي مصطفى صادق الرافعي
، وهو نشيد دخل به مسابقة سنة 1936 بدون نجاح ، فقد كان كتب كلمات النشيد الوطني
المصري للفترة بين 1923 و1936 ، وكان من تلحين الموسيقار صفر علي.
وتعتمد مصر حاليا نشيد ثورة 1919 التي أفضت لاستقلال مصر
هو بعنوان بلدي يا بلدي وقد وضع لحنه
الفنان العظيم سيد درويش.
**
وكانت تونس قد عرفت سلاما ملكيا بموسيقى فقط حسب
الاعتقاد السائد غير أن هناك من بقول بأن
كلماته الأصلية كانت باللغة التركية وأضيفت إليها لاحقا كلمات باللغة العربية ،
وبعد الاحتلال الفرنسي سنة 1881 أضيفت
للسلام الملكي كلمات باللغة الفرنسية لكن
لم يصلنا من ذلك شيء إلا السلام الملكي موسيقيا ، واستمر العمل به من سنة 1846 حتى
سنة قيام الجمهورية عام 1957 ، بعدها اعتمد نشيد حماة الحمى بالطريقة التونسية حتى العام 1958 عندما أجريت مسابقة لكتابة
وتلحين نشيد وطني تونسي وهي مسابقة انتهت
بفوز الشاعر جلال الدين النقاش والموسيقار صالح المهدي وكان بعنوان ألا خلدي .
وجاء في كلمات هذا النشيد الذي استمر العمل به حتى العام
1987 عندما تم انقلاب 7 نوفمبر على الرئيس الحبيب بورقيبة:
ألا خلدي يا دمانا الغوالي
جهاد الوطن
لتحرير خضرائنا لا نبالي
بأقسى المحن
جهاد تحلى بنصر مبين
على الغاصبين
على الحاسدين
طغاة الزمن
نخوض اللهيب
بروح الحبيب
زعيم الوطن
**
ارى الحكم للشعب فابنوا لنا
من المجد أعلى صروح تشاد
أجيبوا أجيبوا لأوطاننا
نداء الأخوة والاتحاد
وذودوا العدى عن حمى أرضنا
وكونوا أسودا ليوم الجلاد
**
ألا خلدي يا دمانا الغوالي
جهاد الوطن
لتحرير خضرائنا لا نبالي
بأقسى المحن
جهاد تحلى بنصر مبين
على الغاصبين
على الحاسدين
طغاة الزمن
نخوض اللهيب
بروح الحبيب
زعيم الوطن
**
ورثنا الجلاد و مجد النضال
وفي أرضنا مصرع الغاصبين
وصالت أساطيلنا في النزال
تموج بأبطالنا الفاتحين
لواء الكفاح بهذا الشمال
رفعناه يوم الفدى باليمين
**
ألا خلدي يا دمانا الغوالي
جهاد الوطن
لتحرير خضرائنا لا نبالي
بأقسى المحن
جهاد تحلى بنصر مبين
على الغاصبين
على الحاسدين
طغاة الزمن
نخوض اللهيب
بروح الحبيب
زعيم الوطن
**
شباب العلى عزنا بالحمى
وعز الحمى بالشباب العتيد
لنا همة طالت الأنجما
تعيد المعالي وتبني الجديد
فحيوا اللوا خافقا في السما
بعز وفخر ونصر مجيد
**
ألا خلدي يا دمانا الغوالي
جهاد الوطن
لتحرير خضرائنا لا نبالي
بأقسى المحن
جهاد تحلى بنصر مبين
على الغاصبين
على الحاسدين
طغاة الزمن
نخوض اللهيب
بروح الحبيب
زعيم الوطن
النشيد
الرسمي التونسي .. حماة الحمى ..
بين أصوله
المصرية .. وروحه التونسية
تونس / ليدرز
العربية / 18/04/2016
لقد استفزني
أن يكون وزيرا تونسيا ،، وقد سئل عن كاتب أو ناظم النشيد الرسمي التونسي "
حماة الحمى " أن أجاب بأنه أبو القاسم الشابي.
كان الاعتقاد
سائدا عندي بأن التونسيين يعرفون أصول نشيدهم الوطني ، الذي هو أحد رموز الدولة ،
تماما مثل العلم ، وتماما مثل شعار البلاد ، أو الطغراء كما تسمى رسميا ، والذي
أدخلت عليه تغييرات عديدة منذ ما بعد الاستقلال.
وقد توليت
شخصيا القيام باستفتاء واستطلاع للرأي بصورة عشوائية غير علمية ، ولكنها توحي
بإعطاء صورة عن مدى معرفة التونسيين بنشيدهم الرسمي.
وقد فوجئت
باكتشاف مدى الجهل المتفشي في هذه الناحية ، وبعد سبر آراء شمل 50 شخصا توسعت
وسألت 50 آخرين فكانت النتيجة أسوأ من الأولى ، وقد أجابني 81 شخصا بأن حماة الحمى
هو من شعر أبو القاسم الشابي ، وكان بينهم جامعيون وموظفون بعضهم سامين ، وأناس
عاديون بين رجال ونساء ، وقد فوجئت بأن 14 فقط كانوا يعرفون الإجابة الصحيحة و5 لم
يجيبوا لقولهم بأنهم لا يعرفون ، وحتى الذين أجابوا الجواب الصحيح فإن 12 منهم لم
يسمعوا قط بالنشيد على صورته الأصلية ، كما لحنه زكرياء أحمد وغنته المجموعة في
مصر في عام 1936، والتغييرات التي أدخلت عليه بعد الثورة سنة 1952 .
مع العلم وأن
النص الأصلي يعود إلى العام 1936 من نظم الأديب والشاعر مصطفى صادق الرافعي أحد
جهابذة العلم في مصر ، وقد عرف خاصة بكتابه :الاعجاز في القرآن"،وقد دخل بهذا
القصيد في مسابقة كتابة النشيد الرسمي الذي أراد الملك فاروق أن يعوض به النشيد
القائم آنذاك ، وكان كتب سنة 1923 ، وهو لنقس مصطفى صادق الرافعي ، غير أن الحظ لم
يوات في سنة 1936 الشاعر ، وجاء قصيده في المرتبة الثانية ، ولذلك اعتمد كأغنية
وطنية تولى تلحينها أحد كبار الموسيقيين في مصر في تلك الفترة "زكرياء أحمد
" وهذا اللحن مما يسمونه اللحن الملحمي
الحماسي بعكس النشيد كما يغنى في تونس .
وفي ما يلي
النص الأصلي المصري وأمامه النص المعتمد في تونس:
|
الكلمات كما نظمها مصطفى صادق الرافعي
|
النشيد كما يتم غناؤه في تونس
|
|
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في العروق الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
لتدوي السماوات في رعدها
لترمي الصواعق نيرانها
إلى عز مصر إلى مجدها
رجال البلاد وفتيانها
فلا عاش من ليس من جندها
ولا عاش في مصر من خانها
نموت ونحيا على عهدها
حياة الكرام وموت الكرام
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في العروق الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
بلادي احكمي واملكي واسعدي
فلا عاش من لم يعش سيدا
بحر دمي وبما في يدي
أنا لبلادي وجيشي فداء (1)
لك المجد يا مصر فاستمجدي
بعزة شعبك طول المدى
ونحن أسود الوغى فاشهدي
وثوب أسودك يوم الصبا
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في العروق الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
ورثنا سواعد باني الهرم
صخورا صخورا كهذا البناء
سواعد يعتز فيها العلم
نباهي به ويباهي بنا
وفيها كفاء العلى والهمم
وفيها ضمان لنيل المنى
وفيها لأعداء مصر النقم
وفيها لمن سالمونا السلام
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في العروق الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
...................
...................
...................
...................
|
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في عروقنا الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
لتدوي السماوات في رعدها
لترمي الصواعق نيرانها
إلى عز تونس إلى مجدها
رجال البلاد وشبانها
فلا عاش في تونس من خانها
ولا عاش من ليس من جندها
نموت ونحيا على عهدها
حياة الكرام وموت العظام
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في عروقنا الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
.................
.................
.................
.................
.................
.................+
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في عروقنا الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
ورثنا السواعد بين الأمم
صخورا صخورا كهذا البناء
سواعد يهتز فوقها العلم
نباهي به ويباهي بنا
وفيها كفا للعلى والهمم
وفيها ضمان لنيل المنى
وفيها لأعداء تونس نقم
وفيها لمن سالمونا السلام
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في عروقنا الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
**
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل(2) أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر (3)
**
حماة الحمى يا حماة الحمى
حماة الحمى يا حماة الحمى
هلموا هلموا لمجد الزمن
لقد صرخت في عروقنا الدماء
نموت نموت ويحي الوطن
|
(1) في القصيدة الأصلية للرافعي "أنا لبلادي وعرشي فداء " ولكن وبعد
الثورة في 1952 استبدلت لفظة عرشي بلفظة جيشي ، وهي لا تستقيم حيث إن الجيوش هي
فداء للأوطان والشعوب وليست الأوطان والشعوب فداء للجيوش
(2) في الأصل
كما كتبها أبو القاسم الشابي "ولا بد للظلم أن ينجلي " ولكن
الرئيس بورقيبة وخلال انعقاد اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الدستوري في ربيع
1968 استوقف المنشدين ليقـــول : " لقد انتهى الظلم واستبدل لفظة الظلم
بالليل " دون أن يدري أن المعنى واحد.
(3) هذه الأبيات الأربعة أضيفت للنشيد الرسمي
التونسي مما أعطاه مسحة تونسية وهي من قصيدة إرادة الحياة ومن ديوان إرادة الحياة لأبي القاسم الشابي .
+ الجزء المحذوف تونسيا
من حماة الحمى التونسية :
بلادي احكمي
واملكي واسعدي
فلا عاش من
لم يعش سيدا
بحر دمي وبما
في يدي
أنا لبلادي
وحزبي فداء
لك المجد
يا تونس فاستمجدي
بعزة شعبك
طول المدى
ونحن أسود
الوغى فاشهدي
وثوب أسودك يوم الصبا
**
يقال أن من أدخل نشيد حماة الحمى إلى تونس هو المنجي
سليم ، ويذكر صالح المهدي أن اللحن
المتداول حاليا هو من وضع أحمد خير الدين
، وكلا القولين مشكوك فيه ، وما أعرفه شخصيا هو أني استمعت لأول مرة إلى حماة
الحمى في احتفالات عيد العروبة في صفاقس في سنة 1947 بالذات يوم 2 مارس الذي يصادف
الذكرى الثانية لتأسيس الجامعة العربية ، وهي احتفالات نظمتها الجامعة الدستورية آنذاك ، واستقطبت أعداد كبيرة في نهج العدول في
المدينة العتيقة بصفاقس وبالذات بالساحة
التي تتوسطه، وكنا ثلاثتنا المتلازمين شقيقي المرحوم محمد الفراتي مدير إذاعة
صفاقس الأسبق ومصطفى المصمودي كاتب الدولة الأسبق للإعلام وأنا ، وقد
أنشدت حماة الحى ، كما أنشدت أنشودة موطني وهي من نظم الشاعر الأردني إبراهيم
طوقان واستمر إنشادها بعد الاستقلال وخاصة
في الأوساط الكشفية ، كما أني أذكر شخصيا أن الأبيات الأربعة من قصيدة ّإرادة الحياة
لأبي القاسم الشابي أضيفت بعد الاستقلال.
غير أن تونس ليست الدولة العربية الوحيدة التي اعتمدت
نشيدا رسميا مستوردا من بلد عربي ، وإذا كان النشيد الرسمي التونسي الحالي في
غالبه من نظم المصري مصطفى صادق الرافعي ،
وإن كان لحنه التونسي مجهول المصدر من
وجهة نظري ، فإن النشيد الرسمي الجزائري " قسما بالنازلات الماحقات " وإن كان من نظم مفدي زكرياء وهو جزائري
فإن لحنه من وضع الموسيقار المصري ، محمد
فوزي ، فيما إن ليبيا تداولت عليها ثلاثة أناشيد مصرية وتونسية الأصل ففي العهد الملكي اعتمد نشيد " يا بلادي
يا بلادي " ، الذي وضع كلماته الشاعر
التونسي البشير العريبـــــــــي ( نائب
في البرلمان التونسي لاحقا) وتولى تلحينه محمد عبد الوهاب ، وهو النشيد المعتمد
حاليا بعد تخليصه من كل الإشارات للملكية الليبية التي كان يحفل بها ، وفي زمن
العقيد القذافي تم الاستغناء عن ذلك النشيد واعتمد الأغنية الوطنية " وطني
الأكبر " كلمات المصري عبد الغني السيد ، وتلحين محمد عبد الوهاب ، ثم بعد
الخصومة مع العالم العربي والتوجه نحو إفريقيا تم اعتماد نشيد "الله أكبر
" وهو مصري من أناشيد المقاومة خلال العدوان الثلاثي سنة 1956 ، ولكننا لم
نعثر لا على اسم كاتب كلماته ولا من قام بتلحينه .
أما مؤلف غالب النشيد الوطني التونسي مصطفى صادق الرافعي
، وهو نشيد دخل به مسابقة سنة 1936 بدون نجاح ، فقد كان كتب كلمات النشيد الوطني
المصري للفترة بين 1923 و1936 ، وكان من تلحين الموسيقار صفر علي.
وتعتمد مصر حاليا نشيد ثورة 1919 التي أفضت لاستقلال مصر
هو بعنوان بلدي يا بلدي وقد وضع لحنه
الفنان العظيم سيد درويش.
**
وكانت تونس قد عرفت سلاما ملكيا بموسيقى فقط حسب
الاعتقاد السائد غير أن هناك من بقول بأن
كلماته الأصلية كانت باللغة التركية وأضيفت إليها لاحقا كلمات باللغة العربية ،
وبعد الاحتلال الفرنسي سنة 1881 أضيفت
للسلام الملكي كلمات باللغة الفرنسية لكن
لم يصلنا من ذلك شيء إلا السلام الملكي موسيقيا ، واستمر العمل به من سنة 1846 حتى
سنة قيام الجمهورية عام 1957 ، بعدها اعتمد نشيد حماة الحمى بالطريقة التونسية حتى العام 1958 عندما أجريت مسابقة لكتابة
وتلحين نشيد وطني تونسي وهي مسابقة انتهت
بفوز الشاعر جلال الدين النقاش والموسيقار صالح المهدي وكان بعنوان ألا خلدي .
وجاء في كلمات هذا النشيد الذي استمر العمل به حتى العام
1987 عندما تم انقلاب 7 نوفمبر على الرئيس الحبيب بورقيبة:
ألا خلدي يا دمانا الغوالي
جهاد الوطن
لتحرير خضرائنا لا نبالي
بأقسى المحن
جهاد تحلى بنصر مبين
على الغاصبين
على الحاسدين
طغاة الزمن
نخوض اللهيب
بروح الحبيب
زعيم الوطن
**
ارى الحكم للشعب فابنوا لنا
من المجد أعلى صروح تشاد
أجيبوا أجيبوا لأوطاننا
نداء الأخوة والاتحاد
وذودوا العدى عن حمى أرضنا
وكونوا أسودا ليوم الجلاد
**
ألا خلدي يا دمانا الغوالي
جهاد الوطن
لتحرير خضرائنا لا نبالي
بأقسى المحن
جهاد تحلى بنصر مبين
على الغاصبين
على الحاسدين
طغاة الزمن
نخوض اللهيب
بروح الحبيب
زعيم الوطن
**
ورثنا الجلاد و مجد النضال
وفي أرضنا مصرع الغاصبين
وصالت أساطيلنا في النزال
تموج بأبطالنا الفاتحين
لواء الكفاح بهذا الشمال
رفعناه يوم الفدى باليمين
**
ألا خلدي يا دمانا الغوالي
جهاد الوطن
لتحرير خضرائنا لا نبالي
بأقسى المحن
جهاد تحلى بنصر مبين
على الغاصبين
على الحاسدين
طغاة الزمن
نخوض اللهيب
بروح الحبيب
زعيم الوطن
**
شباب العلى عزنا بالحمى
وعز الحمى بالشباب العتيد
لنا همة طالت الأنجما
تعيد المعالي وتبني الجديد
فحيوا اللوا خافقا في السما
بعز وفخر ونصر مجيد
**
ألا خلدي يا دمانا الغوالي
جهاد الوطن
لتحرير خضرائنا لا نبالي
بأقسى المحن
جهاد تحلى بنصر مبين
على الغاصبين
على الحاسدين
طغاة الزمن
نخوض اللهيب
بروح الحبيب
زعيم الوطن
ا
ا
