سانحة
|
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
الصباح ..الأم الحنون
تونس / 1/02/2016
65 عاما يوما بيوم مرت على تأسيس
جريدة وطنية أسهمت في كل معارك التحرير والكفاح الوطني وبناء الدولة ، وكسبت ثقة
المواطن وتفاعلت مع مطامحه وآماله ، وكانت عبارة عن ناطق بلسانه.
واليوم وبعد 6 سنوات مريرة مرت ، خرجت
الجريدة عن نطاق أبنائها ، والعائلة المؤسسة ، وكل الذين بذلوا الجهد ليلا ونهارا
من أجل أن تكون منارة مضيئة ، بحسب ما تمكن منه ظروف كانت صعبة ، وصلت بها لأن
تكون مصادرة ، تحت رحمة السلطة ، التي لم تعرف كيف تتصرف فيها .
فهي ليست مؤسسة اقتصادية ، وهي ليست
بلا تاريخ ولا أصالة ، وهي كانت على مدى
السنوات ملتصقة بشعبها.
لكن السلطة ارتأت في سنة 1993 وما
بالعهد من قدم أن تحاسبها على خطها
التحريري الذي لم يكن يرضيها ، ولا يتفق مع هواها ، فانتقمت منها بحجب الإعلان
الحكومي عنها وكانت الأكثر توزيعا ، وفي ذلك الزمن كان حجب الإعلان العمومي إشارة
انطلاق أيضا لاحتجاب الإعلان الخاص ، خوفا من المؤسسات الخاصة من انتقام الدولة ، وفي ذلك الزمن أيضا تقرر
وقف دفق الاشتراكات التي تتمتع بها مصالح الحكومة لربط كوادرها مع الأحداث في البلاد والخارج ، كما كان وما
يزال الشأن في تونس وفي غيرها من البلاد.
نجحت السلطة في خنق الجريدة الشعبية
الأكبر ، وحاولت بجهد جهيد في تغيير خطها التحريري المنطلق ، بعد مواقف كثيرة
وقفتها كان آخرها وأبلغها ، ما عمدت إليه بعكس الصحف القائمة من نشر ما أمكن نشره
من وقائع محاكمة الإسلاميين في ذلك الحين
،مما لم يكن ليروق حكومة قررت إسكات الأصوات الحرة.
واليوم والحكومة تفكر في مصير هذه
المؤسسة الصحفية العريقة التي لعبت أدوار متميزة ، ألم يحن الحين لإعادتها إلى
أصحابها علهم يعودون بها إلى ما كانت عليه من حرية نسبية ، وتشريك صحفييها
وأعوانها في رأسمالها كما هو شأن الصحف الكبرى في العالم على شاكلة صحيفة لوموند الفرنسية تتفق وسياسة اجتماعية تقدمية لفائدة العاملين
فيها كما تتفق مع التصرف المجدي اقتصاديا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق