قرأت
لكم
|
في خضم ما يجري من حديث عن التشغيل نشر المحامي الأستاذ
عبد السلام القلال والي الكاف الأسبق ، مقالا مهما عن كيفية استنباط مجالات
للاسترزاق تمكن العودة إليها وإيجاد حلول للبطالة المستفحلة .
وقد تم نشر هذا المقال في مجلة ليدرز العربية ، ونحن
نقتطف هذا المقال بعد أن استرخصنا من كاتبه ومن إدارة المجلة كما يقتضي العرف
والأمانة وأخلاقيات المهنة الصحفية .
وفيما يلي المقال :
- 2016.02.18
التشغيـل
القــارّ في الأريــاف والجهات المهمّشة:
حلــــــــــــــــــــــــــــــــــول
من المــــــــــاضــي
ثلاثة مشاريع تفتح آفاقا عريضة لتشغيل
آلاف من سكّان الريف والحدود بصورة قارّة، في ولايات الشمال والوسط، بدأ بعثها في
جهة الكاف في الستّينات، ولم تتواصل وتوقّفت في بدايتها بفعل وقفة التأمّل في
نهاية سنة 1969، ولم تول حكومات ما بعد الثورة الاهتمام بها، رغم الدعوة لدراستها
من جديد والعمل على إنجازها، وكان ذلك على طريق مقال نشرته بجريدة المغرب سنة
2012، وعلى الدولة في هذه الظروف العصيبة، أن تساعد على تحيين دراساتها وبعث هذه
المشاريع في أقرب الآجال، في نطاق هيكل صلب الوزارة لاحتضان هذه المشاريع في
مراحلها الأولى.
إنّها مشاريع مشغلّة، ومُصنّعة ذات مردود
سريع، وقيمة مضافة هامّة، لا تتطلّب استثمارات كبيرة، وتساعد على تثبيت
المواطنين في بيئتهم، والتخفيف من وطأة النزوح إذا لم نقل إيقافه، وتتمثّل هذه
المشاريع في:
أوّلا: تربية الماعز
السويسري La Chamoisée des Alpes
هذا الفصيل من الماعز يعيش في منخفضات
جبال الألب، معروف باسم شاموازي ويعيش في أسفل جبال الألب
La Chamoisée des Alpes وهو غزير الإدرار للحليب، الذي
يكون مادّة أوّليّة لورشات عائليّة لإنتاج الأجبان وهي صناعة ذات قيمة مضافة
هامّة، وقد أصبح هذا النوع من الماعز من أهمّ قطيع العنز في أرياف وسط فرنسا
وجنوبها، وقد وقع البحث على هذا الفصيل لتعويض الماعز المحلّي الذي هو مضرّ
بالأشجار الغابيّة، حيث كان يقتات من أغصانها وجذورها. وقدمنعت تربيته بمقتضى
قانون صدر سنة 1958 بسبب الأضرار الهامّة التي كان يلحقها بالغابات وهكذا حرم
سكّان الغابات من أهمّ مواردهم، إذا يتعيّن إيجاد البديل، فاهتدينا إلى الماعز
السويسري الذي يقتات من المرعى كالضأن والبقر، ويمكن أن يكون مورد عيش لسكّان
الجبال والأرياف.
ثانيــا: تربية الإوز والبطّ
هذه الطيور تستغلّ لإنتاج الكبد المسمّن Le Foie Gras تستعمل لإنتاج للاستهلاك المحلّي والتصدير، وريشها لصناعة
الأغطية، وكبدها المسمّن يسوّق بأثمان مرتفعة بالسوق الداخليّة والسوق الخارجيّة
بالخصوص، كإنتاج عالي الجودة، له قيمة مضافة هامّة، ويشغّل كامل أفراد العائلة
الواحدة نساء ورجالا وأطفالا، وهو مطلوب في الأسواق الخارجيّة.
ثالثــا: تربية الفيزون
وهو حيوان يربّى لإنتاج فرو جلده، والفرو
هو إنتاج مطلوب في السوق الخارجيّة، ويمكن تصديره كمادّة خام، أو تصديره بعد
تصنيعه كملابس واقية من البرد.
انطلق المشروعان الأوّلان في نهاية سنة 1968 في ولاية الكاف وبقي الثالث في مستوى الدراسات، وتمّ حينها جلب قطيع من الماعز من سويسرا، وقطيع من الإوزّ من جنوب فرنسا، وتمّ الاتفاق مع مركز Artiguere المختصّ في تربية الإوزّ في جنوب فرنسا ليتولّى مساعدتنا على حذق هذه الصناعة اليدويّة، لكن للأسف لم تتواصل العناية بهذه المشاريع ومتابعتها فاندثرت بعد مغادرتي للولاية، وهي اليوم صالحة أكثر من أي وقت مضى لانتشال العديد من العائلات من البطالة والتهميش والفقر.
انطلق المشروعان الأوّلان في نهاية سنة 1968 في ولاية الكاف وبقي الثالث في مستوى الدراسات، وتمّ حينها جلب قطيع من الماعز من سويسرا، وقطيع من الإوزّ من جنوب فرنسا، وتمّ الاتفاق مع مركز Artiguere المختصّ في تربية الإوزّ في جنوب فرنسا ليتولّى مساعدتنا على حذق هذه الصناعة اليدويّة، لكن للأسف لم تتواصل العناية بهذه المشاريع ومتابعتها فاندثرت بعد مغادرتي للولاية، وهي اليوم صالحة أكثر من أي وقت مضى لانتشال العديد من العائلات من البطالة والتهميش والفقر.
عبد السلام القلاّل
والي الكاف في عشريّة الستّينات
والي الكاف في عشريّة الستّينات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق