سانحة
|
يكتبها عبد
اللطيف الفراتي
جائزة نوبل
تحط الرحال في تونس
دمعة الفرحة
والافتخار
تونس /
الصواب/ 15/12/2015
دمعة الفرحة
والافتخار نزلت على خدي وأنا أشهد ممثلي تونس يستلمون جائزة نوبل في ذلك الموكب
المهيب في العاصمة النرويجية بحضور الملك والملكة ورئيسة الوزراء ، ومئات من
الحضور في تلك الأزياء المراسمية الفخمة في بلد حافظ على طقوس تكاد تكون دينية
لاحتفالاته حتى المدنية.
وكان لا بد
للفائزين الأربعة التونسيين أن يخضعوا لتقاليد معقدة لاحتفالات تسليم جائزة نوبل
للسلام التي جرت العادة أن يتم تسليمها في أوسلو ، بحضور الملك (هارالد الخامس
حاليا ) وزوجته (سونجا حاليا ) ورئيسة
الوزراء ( إيما سولبرج حاليا) ، تماما كما
الحاضرين ، وقد أعطي الحق للفائزين الأربعة باصطحاب 10 من مساعديهم وممن يرون على
حساب الدولة المضيفة ، ولكن أيضا ممن يسعون للحضور بعدد محدود على حسابهم الخاص
بمعرفة الفائزين أنفسهم.
وتعتبر تونس
خامس دولة عربية تنال جائزة نوبل ( بعد لبنان في الطب والكيمياء وهي الأولى التي
افتتحت عربيا شرف نيل الجائزة منذ1949 ) ومصر ( في السلام والأدب والكيمياء)
وفلسطين ( السلام) واليمن ( السلام ) وأخيــــــرا تونس ( السلام )، وعموما فقد تمت دعوة قادة سابقين للمنظمات
الأربعة التي رعت الحوار الوطني ، أي عمادة المحامين والإتحاد العام التونسي للشغل
، والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ، واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات
التقليدية.
وممن حضروا
بوصفهم رؤساء سابقين لمنظمات راعية الحوار عن الرابطة توفيق بودربالة ، الرئيس
السابق والرئيس الشرفي ، ومختار الطريفي الرئيس السابق ، وسعد الدين الزمرلي
الرئيس السابق والرئي الشرفي ، ولوحظ غياب منصف المرزوقي الرئيس بين 1989 و1994
والذي اعتذر عن الحضور وتقول ألسنة السوء أنه كان يعتبر نفسه الأحق بالجائزة وقد تم
ترشيحه لها من جهات معينة في السابق ولكن لجنة الإسناد لم تعتمده.
أما عن اتحاد
الصناعة التجارة فقد لوحظ وجود الهادي الجيلاني الرئيس السابق ، وهو الرئيس الوحيد
السابق للإتحاد الباقي على قيد الحياة أطال الله عمره.
وعن اتحاد
الشغل لوحظ وجود عبد السلام جراد ، ومن الطبيعي أن لا يكون إسماعيل السحباني
الأمين العام الأسبق غائبا ، فقد تولى إنشاء منظمة نقابية أخرى، وحق عليه غضب
القيادة.
ومن المحامين
فإنه لم يلاحظ وجود العميد شوقي الطبيب رغم
أن الحوار الوطني انطلق على يديه ، ولا العميد الأزهر القروي الشابي ولا العميد
البشير الصيد ولا العميد عبد الستار
الكيلاني وفق ما أكده محامون كانوا متواجدين.
ومهما يكن من
أمر فإن بلادنا أصبح لها موقع قدم في مجال جائزة نوبل لعله يكون مفتتحا ، لجوائز
أخرى في مجالات أخرى ، بعد أن فوت علينا
عهد السابع من نوفمبر فرصة الحصول على جائزة نوبل للأدب، التي كان يمكن أن ينالها الدكتور محمد الطالبي ، لو رشحته الحكومة التونسية في حينه ، بعدما
بدا أن حظوظه وافرة ، ولكنها أحجمت على اعتباره معارضا لها.
ولعل الغائب
الحاضر هو الحبيب بورقيبة ، فهو للحقيقة باني الدولة الحديثة ، وهو الذي أورثها
معاني التوافق والتضامن الوطني ، منذ أن استقر له الأمر ، بعد إزاحة منافسه صالح
بن يوسف منذ أواخر سنة 1956 ، في صراع دام لعل للمؤرخين أن ينتهوا إلى أنه كان
صراع مواقع وزعامة أكثر من أي شيء آخر وأنه لم يكن قط صراع أفكار أو توجهات.
fouratiab@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق