Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الخميس، 26 مارس 2015

عربيات : الحرب الجديدة في الشرق الأوسط ،، عرب وعرب،، ووراءهم قوى دولية من جهة وإيران من جهة أخرى


عربيات
بقلم عبد اللطيف الفراتي
9 دول عربية تحاول
وقف التمدد الإيراني ..
ولكنها تلعب بالنار
تونس / الصواب /26/03/2015
بعد أن تمددت إيران إلى العراق وسوريا ، ويمكن القول إنها سيطرت عليهما ، عبر شيعة العراق (65 في المائة من السكان ) و العلويين السوريين (6إلى 10 في المائة من السكان) يناصرهم حزب الله اللبناني  الشيعي وقوات خاصة إيرانية ، وبعد أن سيطرت على قاعدة إريترية في القرن الإفريقي مطلة على باب المندب ، امتدت مطامع طهران لتسيطر كذلك على اليمن ، عبر الزيدية من شيعة علي المعتبرة غير متطرفة.
كان الرئيس علي صالح وهو زيدي المذهب هو بيدقها لسنوات طويلة ، ولم تكن في حاجة إلى تحريك بيادق أخرى ، حتى قامت الثورة اليمنية الكاسحة ، في أوائل 2011 ، وجرفت عميلها الرئيس اليمني ، الذي حرك أنصاره وجيشه الذي حرص على تطويقه بالزيديين ، فحصد ما لم تحصده الثورة لا في تونس ولا في مصر بأضعاف مضاعفة، غير أن التيار كان جارفا فاضطر للاستقالة ومغادرة البلاد ، ليعود إليها ويحرك شركاؤه في المذهب  الزيدي الحوثي الذين يشكلون حوالي 20 في المائة من السكان ، فيتمكن بهم وبتسليح إيراني كبير من السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء، وكاد أن يحكم سيطرته على البلاد كلها ، لولا أن الرئيس الشرعي المنتخب والحائز على المساندة الدولية بحكم شرعيته ومشروعيته ، استنجد بأشقائه العرب وبالمجتمع الدولي لإنقاذ اليمن مما كان يراه استيلاء إيرانيا على بلاده ، وعدوانا خارجيا غير مقبول في القانون الدولي.
**
السعودية بالذات ولكن أيضا جاراتها الخليجيات ، ومصر والأردن والسودان  وحتى المغرب البعيدة و باكستان أيضا  ولكن أيضا تركيا ، لم تكن تنظر بعين الرضا للتمدد الإيراني الذي كان يخفي أمرين اثنين لا بد من الإصداع بهما بصراحة وبغير حياء زائف:
1/ أن النظام الإيراني ومنذ قيام ثورة الخميني ، كان يسعى لنشر المذهب الشيعي وبالخصوص الإثني عشري المنتشر في إيران ولكن أيضا في السعودية والكويت والبحرين ولبنان خاصة، مع جر المذاهب الشيعية الأخرى إلى ساحته مثل العلويين في سوريا والزيديين في اليمن، والإسماعيليين في باكستان ( نفس المذهب الفاطمي الذي ساد عندنا قبل أن يرحل إلى مصر وينقرض عندنا).
وفي تونس وفي مصر بالذات قامت دعوة شيعية نشيطة  في السنوات الأخيرة، وأحدثت جمعيات وحسينيات تدعو لأهل البيت.
2/ أن النظام الإيراني لم يكتف بالناحية الدينية المذهبية ، بل أخذ يحيي من مواتها القومية الفارسية الآرية ( مثل أوروبا)، باعتبارها متفوقة وأكثر حضارة من "الأجلاف العرب" والطورانيين والأتراك، إضافة إلى الأجناس السائدة في باكستان و أفغانستان وشبه القارة الهندية.
وبعد غياب طويل رجعت نغمة الدولة الصفوية، التي انتشر المذهب الشيعي في زمنها بعد دخول ملوكها في بوتقة ذلك المذهب.
**
ولعل صدام حسين  كان الأول الذي تفطن للأطماع الإيرانية التي كان يسميها فارسية وصفوية ، ونبه إلى خطرها جيرانه الخليجيين الذين سارعوا في نصرته في حرب الثماني سنوات ضد إيران ، وكانت الكويت بالخصوص ولكن السعوديون وبدرجة أقل الممول الأكبر له في تلك الحرب، التي انتهت بانتصاره العسكري في الحرب ، ولكن بهزيمته الاقتصادية والمالية وانهيار مقومات الدولة، ما دفعه إلى الخطأ  الأكبر ، باجتياح الكويت في سنة 1990 والدخول في حرب غير متكافئة ، أدت  بعد أطوار عديدة إلى هزيمة مدوية في العام 2003  انتهت بسقوطه وتفتت الجيش العراقي، وانهيار التوازن الإقليمي ، وسقوط العراق السد المنيع للبوابة الشرقية للعالم العربي  أمام المد الإيراني، وإعادة توزيع أوراق اللعبة الداخلية العراقية ، الذي أصبح محكوما بالأغلبية الشيعية للسكان الميالة باستمرار للإيرانيين ، خاصة وأن جانبا من الشعب العراقي هو من أصول إيرانية.
**
جاءت الثورة السورية في سنة 2011 في ذيول الثورات التونسية والمصرية واليمنية والليبية ، وكان يمكن لو كان حكام سوريا من الشيعة العلويين يملكون ذرة من الوطنية ، أن تأخذ تلك الثورة مسارها الطبيعي فينسحب الأسد من الحكم ، ويترك للثورة طريقا مفتوحا كما حصل في مصر وتونس اللتين تكافئهما سوريا تطورا وتقدما ، وما كان يحصل ما حصل من تمطي المارد الإرهابي المتأسلم ، ولكن النعرة الطائفية ، والخوف من تبدد الحكم الشيعي العلوي، دفع وما زال يدفع بشار الأسد للتمسك بالسلطة ، حفاظا عليها بيد الشيعة العلوية ، ووفقا للإرادة الإيرانية المباشرة ، وإرادة حزب الله الشيعي اللبناني وتوسيعا للرقعة الشيعية.
من هنا وكما العراق فإن سوريا يمكن القول إنها سقطت هي الأخرى بين براثن الأطماع الإيرانية الفارسية الصفوية والسيطرة الطهرانية.
**
لم تكتف طهران بذلك بل لعل أطماعها امتدت لمنطقة أخرى، تتوفر على أقلية شيعية مهمة نسبيا بحدود 20  في المائة من سكان اليمن ، هي الطائفة الزيدية، التي استولى عليها الحوثيون ، استعدت إيران لذلك منذ سنوات فاتخذت لها قاعدة في أريتريا في القرن الإفريقي وبذلك أصبحت على قدرة لو سيطرت على اليمن أن تخنق مضيق باب المندب  وبالتالي البحر الأحمر وفي نهايته قناة السويس التي تصبح تحت رحمتها، وإذا تسنى لها أن تسعى للسيطرة على الخليج العربي لأمكنها أن تسيطر كذلك على مضيق هرمز ، أكبر طريق للنفط والغاز في العالم.
من هنا تحركت الآلة الإيرانية بقوة في اليمن ، وبفضل ضخ أسلحة كثيرة للحوثيين ومدد  بلا حساب لوجيستكي استخباراتي ، والبعض يقول من الرجال أيضا كما في سوريا ، كادت أن تسيطر على اليمن كذلك.
**
ماذا كان يعني هذا ؟
ببساطة شديدة محاصرة السعودية ودول الخليج  من الشمال والشرق والجنوب الغربي ، وكذلك محاصرة السودان ومصر عبر البحر الأحمر، ووضع قناة السويس تحت السيطرة اعتبارا للمدخل الجنوبي ، الذي يمكنها أن تضع يدها عليه عبر باب المندب ، الذي تطل عليه شرقا عبر قاعدتها في أريتريا، واحتمالا غربا عبر البر اليمني وجزر تابعة له.
**
من هنا فإن سقوط اليمن في يد الحوثيين من الشيعة الزيديين لا يعدو أن يكون خنقا لكل المنطقة العربية الباقية خارج السيطرة في آسيا ، وكذلك حصار السودان ومصر فعليا.
ما هو الهدف النهائي :
هل هو حصار سياسي يستهدف فقط اعتماد قوة ضاغطة؟
أم أبعد من ذلك سيطرة على المقدسات الإسلامية في مكة والمدينة ، ووضعها تحت سيطرة إيرانية ، وحتى نسمي الأشياء بأسمائها  نقول سيطرة شيعية ، استكمالا لاعتبار أن المرجع الأكبر هو علي بن أبي طالب ، "الذي نزعت عنه الخلافة  عنه وعن نسله عن غير وجه حق؟" بالمنطق الشيعي.
و بذلك تكون كل الأماكن المقدسة الإسلامية خارج الأيدي العربية سواء في القدس أولى القبلتين وهي حاليا بيد إسرائيل أو في مكة والمدينة.
**
من هنا فإن الدول العربية التسع بما فيها المغرب،  الذي تنتسب فيه الأسرة الحاكمة إلى العلويين المنحدرين من نسب النبي صلى الله عليه وسلم، ويهمه أمر الأماكن المقدسة.
 ألم يكن ملك المغرب هو رئيس لجنة تحرير القدس.؟
من هنا إذن فإن المسألة إستراتيجية في هذه الحرب الجديدة في المنطقة ، والتي يمكن في نظر الغرب أن يتولاها العرب بأنفسهم ، وبالتالي فإن السعودية والدول التي معها ، تذود عن حياضها ، وهي تدافع عن بقاء السيادة على المدينة ومكة بأيد عربية، كما كانت دوما منذ فترة النبوة.
كما تدافع هي والدول الخليجية الأخرى عن مصالحها باعتبار مداخلها أو مداخل بعضها عبر مضيق هرمز ومضيق باب المندب، إذ يمر منهما القسم الأكبر من صادراتها البترولية.
أما الإخراج القانوني فهو سهل بسيط:
أولا: أن عبد ربه هادي هو الرئيس الشرعي للبلاد، والعالم كله معترف به، وهو الذي وجه نداء استغاثة ، ولا تثريب في الاستجابة إليه، وبالتالي فاستغاثته شرعية، والاستجابة لها لا فقط شرعية بل ومشروعة أيضا.
ثانيا: أن العودة إلى نصوص ميثاق الجامعة العربية، ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، يمكن أن تقوم مبررا إزاء عدوان أجنبي(إيران ) على دولــــــــــــــة عربية تشترك معها بقية الدول في التزامها بتلك النصوص.
ولعل مجلس الأمن يمكن أن يضيف إلى ذلك كله قرارا ضد الحوثيين دون ذكر إيران ويستند إلى البند التاسع من ميثاق الأمم المتحدة.
بقي بعد هذا إن كان بقدرة إيران أن يستمر بقاؤها في العراق وسوريا إذا دارت رياح الوضع ضدها في إيران ، وتركيا العدو التاريخي تطالب اليوم بخروجها من سوريا والعراق وغدا لبنان؟
سؤال، ولكن السؤال الأخطر ، أليس العالم على أبواب حرب عالمية ثالثة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق