الموقف السياسي
|
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
على هامش إضراب الأساتذة
تونس بلد يهوي ،، وبسرعة
تونس / الصواب / 03/03/2015
هل ستقوم لهذه البلاد قائمة ؟ أم إنها
تسير على منحدر حاد؟
سؤال يطرحه المرء، أمام إضراب
الأساتذة، في أيام الأسبوع المغلق، أي في أيام التقييم لا فقط لمستوى منظوريهم،
ولكن وبالأساس لتقييم نتيجة تدريسهم.
دعني أقول ، وأنا تماما مع حق الإضراب
، حق عام ودستوري وغير قابل للنقاش على الأقل في مبدئه، أن هذا الإضراب وبكل قوة
ما في الكلمة ليس أخلاقيا ، وهو يتخذ من التلاميذ من أطفالنا وشبابنا رهائن ،
تفهمت إضرابات الامتناع عن التدريس ، بقطع النظر عن أسبابها ، وتفهمت الوضع المزري
الذي باتت عليه مرتبات المدرسين كما غيرهم من الموظفين ، وحتى المستخدمين في القطاع
الخاص ، تفهمت المعاناة التي يعيشها المواطن التونسي مع غلاء غير مسبوق للمعيشة ،
فالأسعار في تونس ليست أقل منها في دول أوروبا اليوم ولا حتى جوهانسبورغ المشهورة
بأنها أغلى مدن العالم، كل ذلك رغم فروق فضائية في الأجور، ولكني لم أفهم مطلقا أن
تقدم فئة تتولى القيام بعمل يعتبر الأنبل بين المهن، مهنة تمرير المعرفة الإنسانية
المتراكمة على مدى آلاف السنين إلى أجيال غضة ستحمل المشعل، أن تقدم على الإضراب
تجاه امتحانات ليكن واضحا ، أنها بقدر تقدير المكتسبات العلمية للأبناء ، بقدر ما
هي أيضا قياس لمدى النجاح في تمرير تلك المعرفة وترسيخها لدى الأبناء.
95 ألفا من الأساتذة المدرسين وفقا
للإحصائيات المتاحة ، لنفترض أنهم كلهم شاركوا في الإضراب ، إما اقتناعا أو
مجرورين بفعل الانجرار الجماهيري ، أو خوفا من اتهامهم بالتخاذل وحتى الانهزامية ،
ولكن أكثر من مليون تلميذ ، يجدون أنفسهم في التسلل ، من يدري إن كان سيتاح لهم
تقييم آخر أو لا ، وبالتالي يعجزون عن تقييم معارفهم في مرحلة معينة.
ووراء المليون لا أقل من ثلاثة أو
أربعة ملايين يعيشون على وقع هذه الحالة ، متأسفين في أدنى الأحوال ، محملين الأساتذة
المدرسين مسؤولية ، كل هذا الذي يجري ، معتبرين أن كل شيء يهون ولكن مستقبل
أبنائهم وأحفادهم وإخوتهم لا ينبغي أن
يكون في الأرجوحة ، وأن الامتحان هو خط أحمر لا ينبغي تجاوزه.
سيثور علي من يثور ، وستطلق علي وعلى أمثالي( ممن يعتقدون
أنفسهم من الشجعان الذين لا يرهبهم أحد) ستطلق التهم والسهام المسمومة ، وسأوصف وغيري بأسوإ الأوصاف ، ولكني وأنا الذي جربت في وقت من الأوقات الحرب حتى على رزقي ورزق أبنائي كما آخرين ، لست من الذين يتخلفون عن قول ما أراه حقا ،
مهما كانت التهم التي ستكال إلي ، فلقد تعودت ، ولن أنثني.
فقط أعتقد وأصدع، بأن الحكومة تشجعت
هذه المرة، ولم تقبل بالخنوع، كما كان الأمر على مدى أربع سنوات ماضية، وهذه علامة
جيدة تحسب لها.
أمل حقيقي بعد اليوم قد يؤشر لعدم
انهيار بدأ به المقال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق