Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأربعاء، 23 مايو 2018

عالميات : المظلمة الكبرى وتداعياتها على الغرب والعالم

عالميات

يكتبها عبد اللطيف الفراتي
لا هوادة .. ولا اطمئنان  ،،
 لمن أسسوا للجريمة ؟؟
تونس / الصواب /22/05/2018
عندما أعلن عن القضاء على داعش والقاعدة وأنصار الشريعة في العراق وفي سوريا أو كاد ، ساد شيء من الاطمئنان في الغرب  إلى أن خطر " الإرهاب " قد ولى ، وانتشر شيء من الاطمئنان في العواصم الغربية بالخصوص ، بعد سلسلة من العمليات التي تسببت في مقتل المئات ، فقد اعتبرت الدول الغربية  حتى وقت قريب ، أنها آمنة داخل حدودها لا يهددها مهدد ، وإن بقي الهاجس كامنا بعد 11 سبتمبر 2001 وهجوم المركز التجاري في نيويورك ، والذي لم يقع لليوم الإفصاح  عن عدد ضحاياه وإن كان التقدير أنهم لا يقلون عن 3 آلاف ، ثم جاء الباتكلان في باريس وهجوم الشاحنة في نيس والهجوم المماثل في ألمانيا ، وغيرها من العمليات الإرهابية  في لندن والولايات المتحدة وعدة بلدان أخرى ، آخرتها في باريس ، حصلت فعلا أو أنها كانت بصدد التخطيط.
وفيما عدا الأعمال الإرهابية في عدة مناطق في العالم العربي وإفريقيا وآسيا بعضها يكاد يكون يوميا ، ولكن خاصيتها دورية منتظمة أو أقل انتظاما.
ولعل الغرب الذي كان يعتقد أنه يعيش آمنا داخل حدوده ، أخذ يساوره الشك ، وبدأ ينتابه الخوف ، وإذا كانت حوادث المرور تحصد عددا من الأرواح أكثر عددا ، فإن العمليات الإرهابية ، أنتجت نوعا جديدا من الخشية ، وأخذ الفرد يسأل نفسه سواء كان من أجهزة الأمن أو من المواطنين وهو يغادر بيته في الصباح ، إن كان سيعود له مساء ، وإن عاد إن وجد به زوجة وأولادا أم لا؟
خاصية الإرهاب ، أنه لن يتم القضاء عليه لا في يوم ولا شهر ولا سنة ، ولا حتى عقد أو أكثر ، وأخذ الغربيون قبل غيرهم ، يوطنون أنفسهم على أن أمرا ما يقض مضاجعهم ، وأنهم يعيشون معه والهلع يأكل منهم ، ويحيل حياتهم إلى جحيم دائم.
سؤال لا يبدو أن الغرب لم يسأله في هذا الخضم : ما هو سبب ما يتهدد حياتهم  واطمئنانهم ؟
وهل من سبيل لعودة الأمن والسلام إلى ديارهم ، وقد ظنوا أن انقضاء الحرب العالمية الثانية  ، بعشرات ملايين القتلى هي آخر الأحزان.
السبب يكمن في أنه في ذات يوم في سويسرا في مؤتمر انعقد تحت رئاسة الصحفي الموتور تيدور هرتزل سنة 1889  ، وتم فيه الإختيار على أن تكون فلسطين وطنا قوميا لليهود ،  بعد أن ساد الشك هل يكون هذا " الوطن " في أوغندا  أو في الأرجنتين .
في ذات يوم أيضا بذل فيه يوم 17 نوفمبر 1917 وزير خــــــــــــارجية بريطانيا " بلفور" وعده ، بتمكين اليهود من " وطن " قومي في فلسطين .
في ذات يوم من سنة 1920 وضعت فيه عصبة الأمم فلسطين وديعة لدى بريطانيا في ما سمي بالانتداب ، كما لو أن رؤوس الخرفان وضعت وديعة لدى قطيع من الذئاب.
في ذات يوم قررت فيه الجمعية العامة سنة 1947 تقسيم فلسطين ، وإعطاء ما لا تملك لمن لا حق له أن يملك ، وتمكين اليهود الذين شجعت بريطانيا على هجرتهم الكثيفة إلى فلسطين ، ثم تسليحهم وتدريبهم ، ليعلنوا دولتهم في 14 ماي 1948 فتسارع لبريطانيا وروسيا وأمريكا وتركيا  وغيرها للاعتراف بها.
في ذات أيام انهزم  فيها العرب أمام الجحافل الصهيونية في 1948 وفي 1956 وفي 1967، واستبيحت مقدساتهم .
كلهم وآخرهم المهتز نفسيا ، ترومب ، لم يقرؤا حسابا لردة فعل ما بين 1.6 مليار و2 مليار من المسلمين ، إجترح فيهم القلب ، وانجرحت فيهم النفس ، وتم الشعور لديهم بأن العالم يكرههم وهم يمثلون بين ربع وثلث سكانه ، وأنه يستهدفهم ، فلجئوا للسلاح الوحيد المتاح لديهم ، أو لجأ بعضهم ، أي " الإرهاب " كرد فعل عن المسئولين عن مصيبتهم وهوانهم ونكبتهم  ، واغتصاب أرضهم ، وتدنيس مقدساتهم .
من هنا فإن ما يسمى الإرهاب ، سيبقى حاضرا يهدد ويتهدد بقض المضاجع ، ومنع الراحة  ، وطرح سؤال حارق ، ماذا فعلنا لنستحق كل هذا الواقع على رؤوسنا ، وهل من نهاية له  وعودة الحق لأصحابه ، ولكن الجواب الواضح على لسان قادة أوروبا :" إن الخطر الصفر ، لم يعد واردا ، وإن كل يوم سيفرض قسطه من العمليات التي لا يعرف أحد كيف يتم تجنبها ".
متى يتفطن الغرب  والمجتمع الدولي قاطبة ، الذي ارتكب أكبر مظلمة في التاريخ المعاصر ، أنه لن ينال سلاما ولا أمنا ، ما دام يغمض عينيه عن الجريمة التي ارتكبها ، وكيف له أن يصلح تبعاتها.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق