Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

الموقف السياسي : التعديل الوزاري ما بعد التحالف بين النداء والنهضة

الموقف السياسي
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
على هامش تشكيل الحكومة الجديدة
أنت أخطأت التقييم
ونحن أخطأنا العنوان
تونس / الصواب / 06/09/2016
العنوان الرئيسي لهذا المقال ، هو ما خطه الصديق  العزيز ماهر المذيوب النائب البرلماني المنسوب للنهضة ، والذي يؤكد لكل من يريد  أن يسمع أنه ليس نهضويا وإنما ترشح على قائمات النهضة ، في دفعة أولى من المحبين أو المؤيدين 67 من الأشخاص في تقديري كلهم نهضاويون اعترفوا بذلك الانتساب أو لم يعترفوا ، في مقدمتهم  الصديق الآخر رضوان المصمودي.
لم يكن ماهر المذيوب وحده الذي سارع برد الفعل ، بل كان كذلك محمد بن سالم وزير الفلاحة الأسبق والقيادي هذه المرة في حزب النهضة ، ردود الفعل هذه وغيرها بعد نشر صحيفة " الصحافة "  الحكومية لتصريح مطول أجراه الزميل الهاشمي نويرة   للرئيس "الباجي قائد السبسي " لعل الجملة الخطيرة التي استرعت الانتباه فيه : " لقد أردنا جلب النهضة إلى خانة "المدنية" لكن يبدو أننا أخطأنا التقدير.. ".
ويبدو من الأطراف لا من الجسم النهضاوي ذاته أن المتوقع هو ما كتبه أيضا : وداعا أيها الربيع .. لايخيفنا الخريف .. لا تقلق نحن ننتعش في الشتاء "
لحد ما بعد ظهر أمس لم نلاحظ صدور رد فعل رسمي من النهضة ، على ما قاله رئيس الجمهورية ، بينما اتجهت الأنظار بأكثر أو أقل لهفة انتظارا للتعديل الوزاري ، الذي سيظهر أنه تشكيل وزاري جديد .
غير أن أفق مستقبل العلاقة بين النهضة ، وأحزاب المجتمع المدني ستسوء ، وأن المستقبل يبدو ملبدا بالغيوم ."
هل هي القطيعة ، أم إنها عثرة من عثرات الطريق ، في العلاقة غير الطبيعية التي اضطرت لها النهضة ، حينا واضطر لها الباجي قائد السبسي أحيانا ـ بين حزب مدني ، وحزب يبقى دينيا في العمق  ، رغم ما ينادي به من أنه تحول إلى حزب مدني ، بحكم ما ابتلعه من ثعابين في نص دستور مدني في شكله ومضمونه رغم ما جاء في توطئته وفي فصله الأول.
**
بعد التصريح الحدث الذي اختار له ـ ليس صدفة ـ صحيفة مملوكة للدولة ، اتجهت توقعات من مراقبين سياسيين إلى احتمال انسحاب النهضة من التشكيلة الحكومية الجديدة ، غير أن شيئا من ذلك لم يقع بل إن الحكومة الجديدة فما عرفته يتجاوز أن يكون تحويرا بسيطا كما كانت تتمنى النهضة إن لم تكن تشترط، في انتظار انتخابات بلدية كانت معينة لـ 17 ديسمبر المقبل ، كانت تتوقع أن تنتصر فيها واستعدت لها أكبر استعداد ، يحصل بعدها تعديل تكون فيه في مركز قوة ، يمكنها معه أن تفرض إرادتها.
لكن تكتيك الأستاذ راشد الغنوشي ، قابله دهاء الباجي قائد السبسي ، وللواقع فإن المواجهة بينهما كانت معلومة ومنتظرة ، منذ أن أقدم رئيس الجمهورية على مبادرات 13 أوت الماضي بشأن الارث وزواج المسلمة بغير المسلم ، ورد عليه رئيس النهضة بإعادة طرح مسألة الأوقاف أو كما هو متعارف عليها في تونس الأحباس  ، ثم إعلان رئيس كتلة النهضة في البرلمان إن صح أو لم يصح بشأن إلغاء مجانية التعليم  باعتبار أن ميزانية الدولة لم تعد قادرة على تحمل تلك النفقات ، وهو أمر حتى إن لم يعلنه أو تراجع عنه فإنه يصيب حزبه في مقتل وسيبقى منه أثر بمثابة الجرح العميق لأن كل التونسيين ارتفعوا في المصعد الاجتماعي على كاهل مجانية التعليم وتعميمه.
**
بعد أن قام الشاهد بتحييد نجل رئيس الجمهورية   حافظ قائد السبسي ووضعه في صفه ، وكسب أحزاب المجتمع  المدني ، أقدم مطمئنا على تشكيل  جديد للحكومة ( لا تحوير محدود ) سيمرره عن طريق مجلس النواب  ، وخص النهضة بثلاثة مناصب وزارية ، ولكن من الصف الثاني أو الثالث ، بحيث لا يمكنها أن لا تصوت الثقة للحكومة الجديدة . فقد فقدت النهضة وزارة الصناعة والتجارة وهي وزارة حساسة من حيث طبيعة التوريد وما حصل بشأنه من جدل ، والتكوين المهني والتشغيل والتهمة النهضة عن حق أو باطل بأنه قطاع تستغله النهضة لمنتسبيها.
لكنها أي النهضة حصلت على وزارة التنمية والاستثمار والتعاون الدولي وهي وزارة  حساسة ومهمة.
لم  يستجب لا الباجي ولا الشاهد لرجاء النهضة ، أولا بالاقتصار على تحوير محدود  وتعويض الوزراء المنسحبين في ثلاث وزارات فقط ، وثانيا بصرف وزير العدل غازي الجريبي ، الذي يبدو وفقا لمقالات صحيفة أن قطر لا تريده ، فيما إن مرشحي النهضة لوزارة الداخلية لم ينالوا لا رضا الغنوشي ولا النهضة ، بل تم تعيين العميد  لطفي ابراهم ابراهم  وهو حسب وصف البعض غير مضمون، كما إن النهضة قد تكون تتمنى أن يعين في التعليم محمد القوماني  وهو من قياديي الحزب  لضمان المستقبل عن طريق تربية الناشئة .
وإذ أبقي وزيران من الحكومة السابقة للنهضة هما زياد العذاري للتخطيط والاستثمار  والتعاون الدولي  وعماد الحمامي  في وزارة الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة ( لمن ذهبت المؤسسات الكبرى هل ألحقت بوزارة الطاقة والمناجم التي  أسندت مع المناجم والطاقة إلى خالد قدور) فيما الوزير النهضاوي الثالث هو توفيق الراجحي الوزير لدى رئيس الحكومة للإصلاحات الكبرى ، فيما تعززت صفوف نداء تونس وآفاق تونس ودخل اثنين من كتاب الدولة ينتميان إلى حزب المشروع .
وقد دقت النهضة بالاشتراك مع نداء تونس إسفينا في جانب الرئيس السابق منصف المرزوقي بإرجاع عبد الكريم الزبيدي إلى وزارة الدفاع بعد الاتهامات التي وصفت بالمجانية التي وجهها ضده رئيس الجمهورية السابق ، والتي نفاها الزبيدي وهدد بكشف الوثائق التي تثبت عكسها
وفي ما يلي التركيبة الحكومية مع وضع نجمة  أو نقطة كبيرة أمام الوزراء وكتاب الدولة الجدد ونجمتان أمام الوزراء الذين استلموا حقائب غير الحقائب التي كانوا فيها في الحكومة السابقة :
·       وزير الداخلية: لطفي براهم
·       وزير الدفاع:عبد الكريم الزبيدي
·       وزير المالية : رضا شلغوم
وزير العدل: غازي الجريبي
وزير الخارجية:خميس الجهيناوي
** وزير الإشتثمار والتعاون الدولي:زياد العذاري
·       وزير التربية:حاتم بن سالم
·       وزير الصحة:سليم شاكر
·       وزير التشغيل والتكوين المهني:فوزي عبد الرحمان
·       وزير النقل:رضوان عيارة
وزير أملاك الدولة:مبروك كورشيد
**وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة:عماد الحمامي
·       وزير التجارة: عمر الباهي
وزيرة المرأة: نزيهة العبيدي
وزير الشرون المحلية والبيئة: رياض الموخر
وزير الشؤون الدينية: أحمد عظوم
وزير الشوؤن الإجتماعية: محمد الطرابلسي
وزيرة الشباب والرياضة: ماجدولين الشارني
·       وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة: خالد قدور
وزير التجهيز: محمد صالح العرفاوي
وزير الفلاحة: سمير الطيب
   وزيرة السياحة : سلمى اللومي
وزير الشؤون الثقافية: محمد زين العابدين
·       وزير التكنولوجيا والإقتصاد الرقمي :أنور معروفي
·       الوزير لدى رئيس الحكومة مكلف بمتابعة الاصلاحات الكبرى: توفيق الراجحي
·       كاتب دولة لدى وزير الشؤون الخارجية مكلف بالدبلوماسية الاقتصادية: حاتم شهر الدين الفرجاني
·       كاتب دولة لدى وزير الصناعة: سليم الفرياني
·       كاتب دولة لدى وزير التجارة مكلف بالتجارة الخارجية: هشام بن أحمد
*    كاتبة الدولة لدى وزير الصحة: سنية بالشيخ
*  كاتبة الدولة لدى وزير النقل: سارة رجب
* كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الاجتماعية مكلف بالهجرة والتونسيين بالخارج : عادل الجربوعي
* كاتب دولة لدى وزيرة الشباب والرياضة مكلف بالشباب: عبد القدوس السعداوي
وبذلك يكون غادر الحكومة 5 وزراء وكاتبة دولة وهم :
-        فرحات الدشراوي  وزي الدفاع الذي ترشحه الأخبار لمنصب دولي مرموق
-        فاضل عبد الكافي وزير التنمية ووزير المالية المستقيل
-        الهادي المجدوب وزير الداخلية الذي عبر عن رغبته في ترك الوزارة اعتبارا على ما يبدو لكثرة الضغوط المسلطة عليه
-        هالة شيخ روحه وزيرة المناجم والطاقة
-        سميرة مرعي وزيرة الصحة
-        أنيس غديرة وزير النقل الذي تكاثر حول أدائه الجدل
-        فاتن قلال كاتبة الدولة المكلفة بالشباب
**
الأمر يحتاج إلى تحاليل أخرى سيكون لنا عودة أليها تشمل أبعادا سياسية أخرى .
 كما تشمل العودة القوية لعدد من الوزراء لما قبل 14 جانفي 2011.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق