Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

يكل هدوء : بعد المحاكمة

بكل هدوء

يكتبها عبد اللطيف الفراتي
تعقيبا على المحاكمة
الخبراء ، والعدالة
الصواب /15/11//2016
قبل بضع سنوات  وقبل 2010/2011 حاضرت الدكتورة سكينة بوراوي  في افتتاح السنة الجامعية حول ، دور الخبرة في القرار القضائي.
فالقاضي الذي يكتفي غالبا بالتكوين القانوني ، يحتاج إلى خبراء ينيرون له الطريق ، لاتخاذ قراره أي لإصدار حكمه ، الذي يسعى أن يكون متسما بالعدل وحتى الإنصاف.
في هذا الإطار يجب أن توضع مسألة محاكمة " قتلة " لطفي نقض ، مع تساؤل مشروع ، هل مات موتا طبيعيا بداء القلب  كما انتهت إليه المحكمة ، أم إنه دفع للموت ، تيجة عدوان بشري نال منه وقاده إلى الوفاة ، كما يبدو من خلال الوثائق المتاحة بين أيدينا ؟.
من هنا أثرنا قضية الخبراء الذين يستعين بهم القاضي كل يوم ، للفصل في ما يعرض عليه من قضايا.
وقضية نقض لم تخرج عن هذا المسار، فقد كان هناك نتيجة اختبارين اثنين أمام
 المحكمة.
وباعتبار أن القضاة ( في هذه المحكمة ) ليسوا من أهل الاختصاص في الطب ، فقد كان لزاما عليهم أن يستعينوا برجال الاختصاص ، ويأخذوا برأيهم فيستمدون حكمهم من معنى ومنطوق هذه الفتوى العلمية .
غير أن المحكمة  في سوسة وجدت نفسها أمام اثنين من الفتاوي العلمية الطبية يبدو أنها متناقضة ، فالأولى انتهت إلى أن الرجل مات  بالسكتة القلبية ، وذلك بالملاحظة المرئية ، أما الثانية فانتهت إلى أن الوفاة سبقتها أعمال عنف تركت آثارها في 57 إصابة في جسم القتيل ، وأن السكتة القلبية قد تكون  حصلت بعد أن أنهك الجسم ما أنهكه من اعتداء.
ماذا يفعل المرء أمام موقفين متناقضين، وما عسى القاضي أن يقرر متجها نحو إصدار حكم يرضي ضميره، والخبرة الطبية محيرة لانعدام تناسق مواقفها ؟  
في مثل هذه الحالة فإن الخبرة التي سيعتمدها المرء ولا أقول المحكمة المعنية ، تنبثق من عنصرين اثنين :
أولهما عدد الأطباء الواقع اللجوء إليهم .
وثانيا مدى اختصاصهم في مادة الاختلاف.
وفي الحالتين فإننا نجد أن الموقف الذي جاء من المستشفى الجامعي بصفاقس يتسم بصدقية أكبر ، سواء باعتبار عدد الأطباء الموقعين أو وخاصة  دقة اختصاصهم ،  وارتفاع مستواهم العلمي ،  بحيث إن ثلاثتهم يعتبرون أساتذة في الطب ، ولعلهم كلهم أو بعضهم إخصائيون في الطب الشرعي.  
من هنا وباعتبار أن الخبراء هم المصدر الحقيقي للقرار، الذي يتبناه عادة القضاة، فإن الحكم الصادر انتابه خطأ كبير من وجهة نظرنا ، ربما يتم إصلاحه في مرحلة الاستئناف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق