Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأحد، 13 نوفمبر 2016

بكل هدوء : أمريكا : كيف يفوز المنهزم ويخسر صاحب أكبر عدد من الأصوات ؟

بكل هدوء
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
لماذا نجح دونالد ترومب
 رغم أن تصويت الناخبين لم يكن لصالحه  ؟ !
الصواب / 12/11/2016
مازال العالم حائرا ، إزاء هذا الوافد الزائر الجديد ترومب ، الذي لم يتوقع الكثيرون بروزه كرئيس للولايات المتحدة ، وأحد المعلقين ربما  في القناة الخامسة الفرنسية ، قال عنه  إنه هو نفسه ليس مصدقا وصوله إلى منصب لم يتوقعه ، وقال عن مقابلته مع باراك حسين أوباما إنه بدا أمامه ليس كرئيس مقبل بل كتلميذ.
وله أن لا يصدق ، ففي تصويت الناخبين الأمريكيين  ومن مصادر عدة ومتطابقة ( في انتظار نشر  النتائج الرسمية) نالت هيلاري كلينتون 59 مليونا و 814  ألف و18 صوتا  بنسبة  47.70 في المائة ، فيما نال الرئيس المنتخب دونالد ترومب 59 مليونا و611 ألف و678 صوتا بنسبة 47.50 في المائة أي بفارق 202340  لفائدة وزيرة الخارجية السابقة ، ولعل وجه الغرابة أن يفوز الخاسر وتخسر الفائزة .
تلك هي طبيعة الانتخابات الرئاسية الأمريكية غير المباشرة ، وهذه خامس مرة وفق المعلومات المتاحة عبر الانترنت التي يفوز فيها رئيس لم يجمع العدد الأكبر من أصوات الناخبين  (وجاء في مرتبة ثانية) ، ولكن فاز بالعدد الأكبر من أصوات كبار الناخبين المنبثقين عن الناخبين ، ولكن بشروط خاصة ، وتلك هي الطريقة التي تفتقت عنها قريحة الآباء المؤسسين على اعتبار الحفاظ على توازن هش بين الولايات ( التي هي في حقيقتها دول قائمة الذات وغيورة على استقلال قرارها).
ومن هنا فإن الاثنتين وخمسين ولاية ( دولة لكل منها علمها) ، لا تنتخب رئيس الولايات المتحدة ، ولكن تنتخب ممثلين عنها بحسب عدد السكان (بين 3 و55  ) ، يشكلون المجمع الانتخابي الذي ينتخب الرئيس ، والأغلبية في كل ولاية ترسل للمجمع الانتخابي الرئاسي ، كل الناخبين الكبار عنها على أساس تصويت نهائي منهم كلهم  لفائدة صاحب الأغلبية في الولاية ، وهذا صحيح بالنسبة لخمسين ولاية ، والأمر مختلف بالنسبة لولايتين اثنتين.
ومن هنا تأتي احتمالات قليلة جدا ولكن ممكنة بأن لا يتوافق التصويت الشعبي أي الصادر من الناخبين العاديين و تصويت الناخبين الكبار.
وهذا ما حصل في انتخابات 8 نوفمبر 2016 ، وإذ اتخذنا أمثلة حية وواقعية ، فإن ذلك سيتطلب منا عدة صفحات للشرح.
غير أن الغير معروف هو أن المرشحين الأكبر السيدة كلينتون والسيد ترومب ليسا المترشحين الوحيدين فإذا كانا مع بعضهما حصلا على عدد من الأصوات يناهز 119 مليونا و425 ألاف و696 أصوات ، فإن 26 مرشحا آخر قد جمعوا جميعا 6 ملايين و73 ألفا و622 صوتا أي مجتمعين 4.80 في المائة.
وقد لفت نظرنا مرشحة امرأة تحمل اسم الأميرة خديجة جاكوب فامبرو ، وهو اسم قد يحيل إما على اصل عربي أو مسلم ، غير أن بشرتها السمراء قد تفيد بأنها من أصول إفريقية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق