Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

سانحة : أحداث باريس: من يدفع الثمن ؟

سانحة
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
الضحايا
تونس / الصواب / 24/11/2015
سقط في باريس قبل أسبوع 130 قتيلا ، فيما مائة  من البشر ومن كل الأجناس بين الحياة والموت.
سقط مثلهم أو أكثر عددا في فلسطين المحتلة ، وسقط مثلهم أو أكثر في سوريا والعراق ولبنان ، ويسقط كل يوم عشرات في مختلف أنحاء العالم.
كل هؤلاء يسقطون كل يوم تحت ضربات إرهاب ، يعلن عن نفسه أو لا يعلن ، وهو إرهاب صهيوني يمر " تحت حس مس "، أو إرهاب داعشي وقاعدي أو من أفعال النصرة أو كتائب عقبة أو المرابطون ، ولكن تقييمه ليس متماثلا ، فهو في حالة إسرائيل "دفاع عن  النفس " ، وفي حالات أخرى هو إرهاب ينبغي حربه والقضاء عليه.
والإرهاب إرهاب مهما كان مأتاه أو كانت نتائجه.
ولكن وفي كل الأحيان فإن ضحاياه يشار إليهم بالأصبع السبابة وفي إصرار.
وفي كل الأحوال فإن المتضررين منه ، هم العرب والإسلام.
وإذا لم يكونوا  بمليارهم ونصفا بين القتلى والجرحى ، فإنهم السبب المعلن والمقرر.
وعدا اتهام دينهم بأنه هو أصل الداء، فإن أصواتا  ترتفع للمطالبة بطردهم من بلاد، جانب كبير منهم هي بلادهم  ووطنهم ، بحكم ما حصلوا عليه من جنسية ، البعض منذ نصف قرن أو أكثر.
و لا  يكفي  للبعض من الفرنسيين والأوروبيين الآن ،  أنهم بالملايين ويمثلون في بعض البلدان 10 في المائة من مجموع السكان ، وأنهم مندمجون تماما في المجتمعات التي هاجروا إليها فتبنتهم و تبنوها ، فترتفع أصوات إن لم يكن لدعوتهم للرحيل والعودة من حيث أتوا ، فعلى الأقل ، لإعادة قراءة في كتابهم المقدس ، إن لم يكن في إعادة كتابته.
ولعل الضحايا  الحقيقيين  اليوم وعلى الأمد القصير وربما الأطول هم العرب والمسلمون ، سواء كانوا في بلادهم وفي أرض العروبة والإسلام ، أو حيث يقيمون مما يراد أن يفرض عليهم من أنها بلاد الغربة ، والبعض منهم هي وطنهم ولا بديل عنه.
و النتيجة .. النتيجة هي أن الإرهاب الأعمى والأرعن ، ينتج ضحايا ، هم من العرب والمسلمين أولا ،  وهم الذين يجهدون أنفسهم اليوم في البرهنة على أنهم ليسوا إرهابيين ، وأن دينهم ليس دين إرهاب ، وأنهم ينخرطون في المنظومة الكونية لحقوق الإنسان بكل سخائها الفكري ، وكما جاءت به مبادئ عصر الأنوار ، وفلاسفة القرون السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر ، والمواثيق الكونية العالمية .
الضحايا اليوم ، نحن كلنا  أينما كنا وفي أي مصر نقيم ، وخاصة منا أولئك المهاجرين في الغربة ، وليس فقط العشرات أو المئات من ماتوا  أو جرحوا في أتون "حرب " كما وصفت   لم يختر  العرب ولا  المسلمون أن  يخوضوها ، وفرضت عليهم من قبل رهوط لا تنتمي واقعا لا للعروبة ولا الإسلام ، ولا تدين لا بمبادئ العروبة ولا الإسلام ، وتتصرف من موقع الجهل والضغينة ، وتعيش خارج إطار الزمن ، ولكن ضحاياه هم كل العرب وكل المسلمين ، لأن تلك الجرائم التي ارتكبوها تحسب على العرب والمسلمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق