Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

سانحة : نوبل التونسية

سانحة
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
على هامش أول جائزة نوبل التونسية
من الصعب الوصول إلى القمة
لكن الأصعب البقاء على ذروتها
تونس / الصواب / 09/10/2015
لكم يشعر المرء بالفخر ، وبلاده ..ووطنه ، يتم تكريمه بأعلى درجة باعثة على شعور طاغ بذلك الفخر الذي ما بعده إحساس بالسمو والعلو ، لا فرديا ولا حتى وطنيا.
ليس بسيطا أن ينال بلد صغير في حجمه ، في عدد سكانه ، في قوته المادية والاقتصادية جائزة نوبل  ، وزيادة على كل شيء جائزة نوبل للسلام.
هذا البلد الذي يتسلق خارطة إفريقيا ، ويركن في زاوية ظليلة منها في مفترق طرق تاريخي واستراتيجي لعب أدوار أولى عبر التاريخ  ، قام على مدى الدهور على السلام بكل مظاهره، وإذ نال أكبر جائزة في العالم  ، فهو إنجاز تاريخي ، ولو  بعد مائة و15 سنة على إحداث الجائزة  ، ولكن على مسافة ليست بالبعيدة عن أشقائنا من العرب .
 ومن بين 24 دولة عربية فإن تونس هي خامس   بلد ينال هذه الجائزة وهي لبنان و مصر وفلسطين واليمن،  وينالها في مجال جائزة السلام التي تعتبر أعلى قيمة معنوية ، وذلك بعد أنور السادات المصري  وياسر عرفات  الفلسطيني ومحمد البرادعي المصري وتوكل اليمنية الرباعي التونسي (عبد الستار موسى  وحسين العباسي ووداد بوشماوي ومحمد فاضل محفوظ)، أما بقية جوائز نوبل فكانت من نصيب نجيب محفوظ في الأدب وهو مصري ، وإلياس جيمس خوري لبناني أمريكي وأحمد زويل مصري وكلاهما في الكيمياء ، وبيتر مدور لبناني بريطاني  في الطب وهو أول عربي ينال جائزة نوبل في سنة 1960.
واليوم فإن تونس دخلت نادي كبار الدول من حيث اعتبارها  وهيبتها وما نسميه قدرها ( بسكون الدال ) ، وهي مرتبة وإن كانت تأخرت باعتبار ما نعتقده عبقرية بلادنا ، فإنه وإن لم يكن سهلا الحصول على هذا التقدير الدولي ، فإن الأصعب من ذلك هو أن نبقى في مستواه ، ونحافظ على لمعانه بل ونبني عليه ونراكم.
لنثبت للعالم أننا لم نل هذه الجائز صدفة ، بل بالجهد والعمل وروح التوافق ، وهي قيم لا ينبغي أن تغيب عنها أو نضل طريقها.
فشكرا للأربعة الكبار الذين أهدوا تونس جائزتها الأولى ، وشكرا للطبقة السياسية التونسية التي كانت من الوعي لتمنحهم فرصة النجاح وعليها أن تكون دائما في ذلك المستوى من النضج ، وهو ما تحوم حوله اليم شكوك كبيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق