بكل هدوء
|
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
بعد موقف
رئيس الدولة :
نحو المجهول ،
بوزير أول هش
و رئيس رئاسوي
تونس / الصواب/ في 24/01/2020
منذ أن تجنب رئيس الجمهورية استقبال
ممثلي الأحزاب ، لمشاوراته من أجل اختيار رئيس الحكومة "الأقدر" ،
والاكتفاء بالاختيار بالمراسلة في طريقة غريبة للتشاور السياسي، منذ ذلك
الحين أخذت تتضح الصورة ، وهي أنه لا
يقبل باستقبال منافسه في الدورة الثانية الرئاسية الانتخابية في القصر الرئاسي ،
ثم جاء اختيار المكلف بتشكيل الحكومة ،
ليؤكد ذلك باعتبار أن الرجل المعين لم ينل سوى 0.34 في المائة في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية
، ثم إن حزبه لم يحصل ولو على مقعد واحد في البرلمان ، وفي ترتيب الترشيحات
الحزبية لمنصب رئيس الحكومة فإن السيد
الفخفاخ لم يكن في مركز متقدم بين ترشيحات الأحزاب، من هنا فقد ساد الشك في الأسباب
الخفية لاختيار رئيس الدولة له ، أخذت هذه
الأسباب تتضح وتحول الشك إلى يقين ، فالفخفاخ يلمح إلى أن هناك من لا يكون في
قائمة الذين يستقبلهم من قادة الأحزاب ، ويضيف في جواب على سؤال أن ذلك لا يعتبر
إقصاء لأحد ، وهو بالتالي فإن الأمر يعني أننا إزاء نظام رئاسي وما السيد الفخفاخ إلا وزيرا أول، يحاول رئيس
الجمهورية أن يفرضه في تناقض كامل مع نص وحتى روح الدستور.
السؤال بعد هذا ما هي التداعيات للتداخل بين الرئاسة الرئاسوية
، وحكومة لا تبدو قوية باعتبار هشاشة رئيسها ( أو الوزير الأول) الغير متحكم في خيوط اللعبة والخاضع للأهواء.
فيما المفروض أن تلك الخيوط بيده ، وهو يستمد شرعيته لا من البرلمان بل من رئيس
الدولة.
الحكومة ستجد غالبا الـ109 أصوات
الكافية للمرور ، وربما حتى 120 أو 130 صوتا ، ولكن بأي سلطة فعلية ، ولكن ماذا بعد ذلك ؟
ما هو موقف الأحزاب التي يقال إنها
التزمت لنبيل القروي أي النهضة وتحيا تونس ، وهو التزام تأكد بتصريح الأستاذ راشد
الغنوشي ضمنيا ، وتحيا تونس بأكثر من الضمني ، وربما أحزاب أخرى صغيرة ، ولكنها مجتمعة
مؤثرة ،
ما هو المدى الزمني لحكومة "برئاسة"
الفخفاخ ستصطدم بأكثر من جهة ، وما هي
قدرتها الفعلية لتمرير إصلاحات لا بد أن تكون موجعة ، وفي حاجة إلى أغلبية معززة ،
وخاصة الوصول إلى قرارات ضرورية لقيام المحكمة الدستورية والهيئات الدستورية
الأخرى أو تجديدها ، بما يفترض الحصول على
145 صوتا في البرلمان .
لعل رئيس الدولة قد دخل "برئيس " حكومة في بيت الطاعة عالم
المستحيلات ، في الوقت الذي لم يعد فيه قلب تونس مرفوضا من أحد غيره ، لشعور سائد بأن المرحلة تحتاج التكاتف ، من أجل مواجهة فترة صعبة جدا في الأفق ؟؟؟
أم إن الهدف هو خلق اهتزازات في
الساحة ، تسمح للرئيس بتنفيذ ما يجول في
رأسه بشأن تصور مؤسسات الدولة .
الأكيد أن الخمس سنوات المقبلة لن
تكون سنوات طمأنينة للتونسيين بل ربما العكس سنوات اهتزازات زلزالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق