بكل هدوء
|
بقلم عبد اللطيف الفراتي
حتى لا يكون رضا شرف الديــــــن
شاهد زور كما كان يوسف الشاهد
تونس / الصواب /18/03/2019
لعل المثل
الذي ضربه العرب القدامى على سنمار ، لا يصح على أحد كما يصح على يوسف الشاهد ،
بسرعة ، سنمار هو مهندس عصره بنى لأحد
الملوك قصرا لا مثيل له ، وفي يوم التدشين طاف بالملك في القصر ، وعندما وصل
للشرفة العليا شكره الملك وشد على يده ، وأمر برميه من عل ، وهو ما حصل واستدار
الملك لبطانته قائلا : أمرت بقتله حتى لا يبني قصرا بهذه الضخامة والفخامة لأي غيري.
كان ذلك هو
جزاء يوسف الشاهد ، الذي هيأ بغير حق ، نداء تونس لحافظ قائد السبسي ، في مؤتمر
يقول كل الندائيين أنه كان على المقاس ، فكان جزاؤه رئاسة الحكومة ، ولكن سرعان ما
غضب الملك لأنه على ما يبدو ، لم يكن مطيعا لابنه، فتم السعي لإقصائه ، ولكنه لم
يكن مثل سنمار ولا مثل الحبيب الصيد ، فاستعصى ، وتمسك بما يخوله له الدستور.
رجل آخر ،
أرادوا له أن يكون مثل الشاهد ، طبعا بثمن لم يقع الافصاح عنه ، وكان مقررا له
تنظيم مؤتمر على المقاس يخرج منه ابن أبيه ،ظافرا ، ولا يهم الحزب ولا تهم الدولة
، ولا تهم البلاد أو الوطن.
ولكن رضا شرف
الدين والفريق المكلف بإعداد المؤتمر ، استعصى ، ولم يسر نحو تنظيم مؤتمر على
المقاس ، وعندما وصل للمحظور ، أي لطلب قائمات المنخرطين في الحزب ، من أجل تنظيم
المؤتمرات ، منعت عنه وعن فريقه ، في محاولة لا لتنظيم مؤتمر ديمقراطي بل مؤتمر ،
يقولب وفق الإرادة السامية ، لرئيس الدولة ، وابنه المبجل ، الذي أريد له أن يركب
لا على ظهر الندائيين فقط ، بل وأيضا على ظهور التونسيين جميعا.
رضا شرف
الدين كرجل شريف ، قال إنه كلف بتنظيم مؤتمر ديمقراطي تسود ردهاته النزاهة ،
فاعتبر أن تلك مهمته ، وعندما حيل بينه وبينها أطبق الباب، فلم يغره لا طمع ولا
جاه ولا منصب ولا مال ، وقال مع السلامة.
وإذ تتواصل
الاعدادات "للمؤتمر" كما يريده الابن المدلل وبطانته المقربة ، فلا أحد
ما زال يؤمن أن هناك حزبا اسمه " نداء تونس " وسيرى الناس مدى سقطته في
الانتخابات المقبلة.
تبقى أن
مسؤولية الباجي قائد السبسي ، أكثر من ابنه ، الذي طلب لعبة فإعطي إياها ، ولو على
حساب مصير شعب ، فانتصار النهضة ولو النسبي سيجعلها في وارد تحقيق ، ما تطمح إليه
من نمط مجتمعي ، غريب عن ذلك النمط الذي بدأ السعي نحوه منذ1837 مع الملك المصلح أحمد باي ، ومر عبر قبادو وخيرالدين والجنرال
حسين والطهطاوي وقاسم أمين إلى الثعالبي والحداد وبورقيبة وكل المصلحين الذين
عرفتهم البلاد.
ولكن دون ذلك
ما يذكر بصائفة 2013 ، ويوم 13 أوت منه ، فالنور لن يقهره الظلام مهما كان حالكا، وإن كان الصراع سيكون شديدا، من أجل الإشعاع الساطع.
fouratiab@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق