Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الثلاثاء، 2 أبريل 2019

بكل هدوء : بعد إست(قالة ) رئيسها هل الجزائر في مهب الريح ؟

بكل هدوء

يكتبه عبد اللطيف الفراتي
ثورة بعد الثورة
تونس / الصواب/04/04/2019
ثماني سنوات بعد ما أسمي بالربيع العربي ، وبدون تحريض خارجي مثلما حصل من قبل ، ولكن باعتماد الوسائط الاجتماعية ، نجحت ثورة فريدة في الجزائر ، تفردت بها باعتبار سلميتها ، سواء من جهة المتظاهرين أو من جهة السلطة التي لم تلجأ لعنف يقال إنه شرعي .
خلال أسابيع عدة خرج الجزائريون للشارع ، بداية للمناداة بعدم القبول بالترشيح الخامس للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، ثم للدعوة لرحيل كل " الطغمة " الحاكمة ، وتحرير الشعب الجزائري.
وكما هي العادة ، فإنه لم يعد للقيادة برئاسة عاجزة ، إلا أحد حلين إما الرحيل ، أو المواجهة.
وطبعا وباعتماد التجارب السابقة في انتفاضات الربيع العربي ، فإن حكام الجزائر كانوا يعرفون مسبقا أن المواجهة لا تفيد ، ولذلك شرعوا في تقديم التنازلات ، وتشير كل الدلائل دائما في التجارب السابقة ، أن التنازل الأول يقود حتما للتنازل الأخير، أي ترك الساطة ، هذا ما حصل في إيران وفي تونس وفي مصر أساسا أي في بلدان تتمتع بهيكلة دولة مركزية،  لا تحكمها قبائل أو طائفة أقلية.
ومن هنا كان مصير بوتفليقة مكتوبا في الصحف الأولى ، والاستقالة المتأخرة تؤكد ذلك وكانت في الحسبان ، ولكن يبقى السؤال مطروحا هل إن مجموعته المتناحرة ، والتي بدأ اقتتالها  بمجرد رفع يده عنها ، ستبقى أو ستبقى شظايا منها ، أخواه اللذان كانا يمسكان بجزء من السلطة ، والجنرالات  في أعلى المراتب الذين يملكون جزء آخر ، أو لوبيات الفساد التي كان يرعاها ويبسط عليها برنسه. ويعطيها مناعة ما بعدها مناعة .
أمران اثنان يجب أن يتوقف عندهما المرء :
أولهما هل إنها استقالة نابعة من قرار حر ، ولو  تحت ضغط الشارع اقتنع بها المستقيل ، الذي كان يرغب  في البقاء حتى الوفاة ، كما حصل لسلفه بومدين ، أو بوضياف المغتال.
ثانيهما : هل هو انقلاب في شكل استجابة لثورة الشارع في اتجاه مسايرتها والالتفاف عليه لاحقا.
إشاعات تناقلتها مصادر لا يمكن لأحد أن يثق بها  مساء أمس تقول إن الشقيق سعيد والمخلص بين المخلصين الجنرال قايد صالح  وزير الدفاع وقائد عام الجيش هما وأتباعهما وراء القضبان ، وباقة من كبار المتنفذين من رجال الأعمال ،  هل يعني ذلك نهاية نظام ؟
ذهب بوتفليقة ، هل ذهب معه نظامه ؟
أم ذهب وبقي نظامه ولا هي ثورة ولا هم يحزنون.
دستوريا في الجزائر التي وقع التلاعب بدستورها كما حصل زمن بن علي بالدستور التونسي  ، فإن رئيس البرلمان هو القيم على السلطة لمدة معلومة ، يتم بعدها انتخاب رئيس جديد؟
أم إن الثورة إذا كانت هناك ثورة ، ستكتسح كل شيء وتفرض مسارا جديدا ،
سؤال آخر يحير الجيران  والاقليم وحتى العالم ، فالجزائر ، ليست كما بسيطا ، واستقرارها يهم كل الناس ؟
سؤال ثالث هل إن ثورة شعبية ، عارمة ، ستستولي عليها جهات إسلاموية ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق