Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأحد، 10 مارس 2019

سانحة : قضية الرضع ، غياب دولة

  
سانحة
بقلم عبد اللطيف الفراتي
بعد كارثة مقتل الولدان
بلا دولة ولا بلد
تونس / الصواب/10/03/2019
لاشيء في الدولة يسير وفق الطبيعي ،  رغم أنه  كان معنقدا أن السير الطبيعي للأشياء ، ينحى منحاه ، في أوتوماتيكية تسير عليها الأمور  في خط مستقيم.
حتى جاءت الكارثة ، فمات 11 من الرضع الحديثي الولادة على الأقل ، يبدو أن عددهم أكبر ، هل بسبب الإهمال ، وهل بسبب الانفلات ، وهل بسبب فقدان التراتيبية الإدارية ، التي كانت تخضع كل شيء إلى سير طبيعي كما هي طبيعة الكون.
ما حدث ليس مفاجئا بل أعتقد أنه كان متوقعا ، ويدخل في طبيعة الأشياء مذ فقدت يد الدولة سيطرتها على الأشياء ، مذ كتب مصطفى الفيلالي في العام 2013 في جريدة الصباح هل بقيت في تونس دولة ، مذ اختلط الحابل بالنابل وفقدت التراتيبية الإدارية إمساكها بحقيقة السلطة وترتيبها ، وهو ما سرت عدواه حتى للقطاع الخاص ، مذ تقرر أن يرتفع عدد العاملين في الفوسفاط إلى 5 أضعافه ، وينخفض حجم الإنتاج إلى ثلث مقداره  مصحوبا بإضرابات دورية لا تنتهي ، مذ دخل البعض لمستشفى " جامعي " بصفاقس ، ومكنوا طهار عربي من ختان عدة عشرات " على الطريقة الإسلامية " ولم تحرك الإدارة حتى لا أقول الدولة ساكنا ، مذ بات العون البسيط يفرض أمره على الطبيب الذي قضى 11 سنة في الدراسة على الأقل فضلا عن سنوات التجربة ، مذ شعر الطبيب أنه أصبح كما مهملا فغادر مبضعه وجهاز قياس ضغط الدم ، لينفذ بجلده إلى القطاع الخاص في أحسن الأحوال ، وإلى الخارج في أسوإ الأحوال ، فقفرت مستشفياتنا من علمائها وكبار أطبائها بعد أن كانت فخرا لنا، مذ فرضت النهضة في تحالف موضوعي مع النقابة طرد وزير لأنه لم يترك " الماء يسياب على البطيخ " وحاول أن يعيد الانضباط إلى المستشفى العمومي ، الذي يتعامل مع صحة وأرواح المواطنين ، وبات هو ورديفه من القطاع الخاص ، يستتقطبان المرضى الأجانب ، لارتفاع في مستوى التطبيب في بلادنا ، مذ أطرد وزير الشؤون الدينية شر طردة من منصبه ، وأقيل وزير التربية تحت ضغط حزبي وآخر نقابي  ووضع في " حنك الباب" وتم إسقاط إصلاح ، في بلد اكتشفنا أنه بات عصيا على الإصلاح ، وأن قدرته الاصلاحية في مجال التعليم ،توقفت عند محمود المسعدي في الستينيات ، ومحمد الشرفي في التسعينيات.
وزير الصحة لا أعرفه مطلقا ، وحتى اسمه لم يكن ضمن ذاكرتي عندما تم نطق اسمه أمامي ، ولكني أكتفي بشهادة من أثق منهم من معارفه ممن أشادوا بكفاءته العالية ، وأخلاقه الأعلى ، ووطنيته التي بلا حدود ، لأقول إنه ليس مسؤولا عما ، وقع بل المسؤول هم الذين قادوا البلاد منذ 2011 إلى ما هي عليه اليوم من تسيب ، ومن ارتخاء قرار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق