Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأحد، 6 أبريل 2014

بسانحة: بورقيبة شمعة لن تنطفئ

سانحة
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
بورقيبة العظيم يعود .. بقوة
تونس/ الصواب /6/4/2014
تحدى بورقيبة الأسطورة ، كل محاولات وضعه في سجن  النسيان.
بورقيبة هذا الطود الشامخ في تاريخ البلاد السخي بالرجال والنساء، لم يستطع أحد أن يطوي ذكره، أو أن يدخله عالم النسيان.
رغم محاولات يائسة لم ينس التونسيون بورقيبة، بل كان وفاؤهم له في عظمة ما تركه لهم الرجل من بصمات على جبين تاريخهم.
تاريخ لن ينسى الرجل ولن يغمطه حقه من التقدير الدائم.
وسواء محاولات الرئيس السابق بن علي، أو لاحقا النهضة أو جزء من النهضة والكواكب المنطفئة التي تدور في فلكها، فلقد أبرزت هبة شعبية كبرى، أن الرجل لم يمت ، وأنه يمثل شمعة ، ليس فقط لم تنطقئ وإنما شمعة مضيئة وستبقى مضيئة أبد الدهر شأن الرجال العظام، القلائل عبر التاريخ، التاريخ الإنساني قاطبة.
رجل ملأ حياة بلاده بفعله وتأثيره على مدى قرن من الزمن (1900 –التاريخ الفعلي والحقيقي لمولده – 2000 موعد مغادرته الدنيا تاركا وراءه إرثا، لم يتسن لرجل أن ترك مثيلا له في تاريخ البلاد، الممتد على مدى ثلاثة آلاف سنة أو تزيد.
وإذا لم يكن من سبب حقيقي ومقبول ، لوضع بورقيبة في سجنه الأخير على رأي مسرحية رجاء فرحات ، على مدى 13 عاما خلال شيخوخة طالت ، من قبل بن علي، فإن حقد الغنوشي وجماعته على الرجل يبقى  مفهوما ولكن غير مقبول ولا مبرر بمقاييس السياسة، وبمقاييس الأخلاق ومعاملة الموتى.
ورغم 26 أو 27 سنة من محاولات الطمس، فإن بورقيبة الذي لم يغادر بصورته ولا بفعله الأعماق لدى هذا الشعب، المخلص الوفي ، فإن شخصية الرجل انطلقت من قمقمها ، قوية متمردة على ما أريد له من أن يدخل طيات النسيان، فكان الإحياء الشعبي ليوم مماته في غاية التلقائية والروعة ، ليس فقط في المنستير التي حج إليها لا فقط أنصاره، وليس فقط من زامنوه، بل شباب وحتى أطفال، نكرة أسماؤهم، ولم يعيشوا زمن بورقيبة اعترافا له بالجميل، وتخليدا لذكره، وفي كل يد العلم الأحمر والأبيض الذي لم يكن بورقيبة يترك فرصة دون أن يقبله، بوصفه رمز الدولة التونسية، التي استعاد لها الوجود، وفرض لها السيادة، وحررها، وحرر أبناءها من ربقة الجهل والغرق في أعماق التخلف.
ذاك هو بورقيبة الذي لم يتنكر له شعبه العظيم ، فاحتفى بذكرى وفاته وسيحتفي أحب من أحب وكره من كره، بمناسبتين أخريين هما يوم مولده – رسميا 3 أوت – ويوم التحام انتصار الشعب بانتصاره في 1 جوان.
مات بورقيبة قبل 14 سنة ، ولكن ذكره بقي حيا ، وسيبقى حيا في قلب هذا الشعب، وهو وإن لم يخل حكمه من هنات، فإن الناس لن ينسوا أنه وعلى مدى 27 سنة ، غير كما لم يغير أحد من قبله، ولن يأتي من يغير أحد بعده حياة هذه البلاد، بالعمق الذي فعله، ترك آثارا عميقة، سيزيدها الزمان عمقا.
ملاحظتان فقط:
-        ألم يأت الوقت لإعادة تمثال بورقيبة راكبا صهوة الجواد إلى مكانه في الشارع الذي يحمل اسمه، بدل تلك الساعة القبيحة المنظر التي فرضت على أذواقنا فرضا منذ 26 سنة؟
-        ألم يحن الوقت لاستعادة وجود ذلك المقرئ الذي يجلس طيلة النهار أمام قبره ، لتلاوة القرآن ترحما على روحه، بعد إلغاء قيل لنا في المنستير  قبل أيام إنه جاء بقرار من النهضة بعد استلامها للحكم.؟
-        fouratiab@gmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق