Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الثلاثاء، 5 أبريل 2016

سانحة : عندما ينشق الكأس

سانحة
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
زلزال هز العالم
تونس  الصواب / 05/04/2016
لم يهنأ محسن مرزوق كثيرا بنتائج استفتاء للرأي تولته مؤسسة إيمرود الجادة    لسبر الآراء  ، ونشرته جريدة الصباح التي  ليست أقل جدية ومصداقية بين الصحف والمؤسسات الإعلامية التونسية ـ لم يهنأ طويلا ـ بنتائج عملية قياس للرأي وضعته في المرتبة الثانية ، بين المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، بعد الباجي قائد السبسي وليس بعيدا عنه ، ووضعت حزبه " المشروع " في مرتبة ثالثة بعد نداء تونس (أول )  والنهضة ( ثانية )  ولو بعيدا عنهما .
فقد قطعت فرحته وفرحة أنصاره أخبار واردة  من وراء البحار تفيد في إطار فضيحة دولية، بأنه يتمتع بحساب " أوف شور" في بانما الملاذ الآمن لكل من يتحيلون على بلدانهم ، مفلتين من أداء الضرائب المحمولة عليهم ، أو أنه طلب معلومات بشأن ذلك.
وإذ كذب تكذيبا قاطعا أن تكون له علاقة بباناما ، وبحساباتها المشبوهة، فإن الصفعة كانت قوية جدا ، سواء ثبت أو لم يثبت تورطه ، وهو ما سيفتح عليه وعلى غيره  أبواب جهنم ، ومهما كانت نتائج التحقيقات  القضائية ، وسواء انتهت إلى تبرئته أو إلى إدانته ، فإنه سيبقى شيء في نفوس الناس لن يكون من السهل  عليهم محو آثاره ، لا بالنسبة له شخصيا أو لكل الأسماء الواردة .
كل هذا في انتظار ما تم فتحه من تحقيقات القضاء  تحقيقات ستشمل ولا شك كل الأسماء.
وإذ ليس من عادتنا أن نعتمد ما يرد في الفايس بوك ، فإنه لا يفوتنا أن نؤكد وأن الرئيس السابق الدكتور منصف المرزوقي ، قد جاء ما ينفي عنه التهمة من قبل الجهات نفسها التي تقف وراء نشر المعطيات من باناما ، كما إن محسن مرزوق أدلى بمعلومات تفيد بأنه لم يكن له أبدا أي اتصال بمكتب المحاماة الذي يفتح حسابات لتبييض الأموال في باناما ، وأنه سيتقدم بشكاوى قضائية ضد كل من انتحلوا ومن كرروا الاتهامات الموجهة له ، معتبرا أن ذلك يدخل في إطار الخصومة السياسية .
فيما إن منصف شيخ روحه ذكر عن طريق ابنه طارق شيخ روحه ، أن التهمة الموجهة له تتعلق في الواقع  بمؤجره الأسبق السعودي صالح كامل رئيس مجلس إدارة بيت التمويل السعودي.
ومهما كان من أمر، فإنه لا بد من الوقوف عند ثلاثة استنتاجات من الضروري إيرادها ، خدمة للموضوعية والأمانة والأخلاق:
أولها ، أن ما ورد يبقى في أحسن الأحوال شبهة ـ إما أن تتأكد أو ينفيها القضاء، وبالتالي لا يمكن البناء عليها  في هذه المرحلة.
ثانيها ، أن أي نيل من الشخصيات لمجرد شبهة ، وخاصة عندما يهم الأمر شخصيات اعتبارية ، تولت أعلى المناصب في الدولة ، وبالتالي تتمتع برمزية خاصة ، مثل فؤاد المبزع أو منصف المرزوقي أو حتى الباجي قائد السبسي المذكور شقيقه، هو أمر لا يصح ، وكل اتهام غير مثبت قضائيا  بحكم بات  هو في النهاية أمر مرفوض ، وفيه تجاوز لأخلاقيات المهنة الصحفية بكل نبل أدائها.
ثالثها أنه ومهما كانت نتائج المواقف التي سيصدرها القضاء فإنه سيبقى في النفس، وخاصة النفوس شيء، بل وسيكون لذلك تأثير سياسي    مؤكد ، فالكأس الذي انشق لن يعود كما كان.
fouratiab@gmail.com
Haut du formulaire



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق