سانحة
|
يكتبها عبد
اللطيف الفراتي
اندلاع الحرب
العالمية الثالثة
تونس / الصواب/
22/03/2016
كان الحديث
حتى الآن يهم ما أسمي بالحرب على الإرهاب.
كان ذلك
بمناسبة أحداث جانفي و نوفمبر في باريس 2015، وأيضا بمناسبة الهجوم الأخير على بن قردان
الذي استهدف إقامة إمارة داعشية على جزء من الأرض التونسية
، بغرض وضع رجل في تونس تكون خطوة نحو إنشاء الخلافة الإسلامية المزعومة ، بعد أن
خاب فأل تركيا و قطر في العودة للخلافة بعد قرابة قرن على سقوطها ، وبعد اليقين من
أن مشروع سوريا والعراق الداعشي قد فقد
مقوماته ، وأن حلم التراجع إلى ليبيا ( معروف من يقف وراءه ) أخذ بالاحتضار بعد أن
بات مستهدفا لضربات طيران لا تعلن عن نفسها.
أما اليوم
وبعد واقعة بروكسيل عاصمة لا بلجيكا وحدها
، بل أوروبا كلها ، لا الاتحاد الأوروبي
بدوله الثمانية والعشرين فقط بل المجلس الأوروبي الذي يضم 46 دولة أوروبية ،
والبرلمان الأوروبي في بعض جلسات لجانه وخاصة حلف شمال الأطلسي ، مما يجعلها ليس
فقط عاصمة أوروبية بل عاصمة دولية.
ومن هنا فإن
استهداف بروكسيل والحقيقة أنها تدعى بروسيل إنما هو استهداف لأوروبا سواء في اتحاد
دولها (28 دولة ) أو مجلسها التنسيقي (46
دولة) ، إضافة إلى كل العالم الغربي ممثلا
في حلف شمال الأطلسي الذي يضم دولا من
أوروبا و أمريكا وآسيا والأقيانوس.
وبهذا
الاستهداف فإن الإرهابيين ( لم يحسبوها ) قد
أطلقوا شرارة الحرب العالمية الثالثة ، التي ستكون حربا بلا هوادة ، سيمتد لهيبها إلى
ما لا يتخيلون من المواقع عبر العالم ، فستلاحقهم أينما يكونون عبر حدود ستتفسخ
جغرافيا كما أرادوا ، ولكن ليس كما كانوا يتخيلون بقيام دولة الخلافة ، وإنما لا بالقضاء على وجودهم المادي فقط كأفراد وجماعات ، ولكن أيضا بالقضاء على وجود الفكر المرتد الذي يعتمدونه ،
حتى أصوله الأصلية ، وكل من وقف و يقف
وراءه عبر مئات السنين ، حيث إنه يمثل
تناقضا صارخا مع كونية ، استقرت على قيم ومثل إنسانية لم يعد منها مهرب اليوم .
وكما تم
القضاء على النازية والفاشية ، وحتى الفلسفات المناقضة للحريات العامة وحرية
التملك والمبادرة ، وهي فلسفات انحسر
تأثيرها إن لم يتم القضاء المبرم على وجودها بعد ، فإن الفكر الداعشي والفكر
القاعدي إن صح وسميا فكرا ، سيكونان على نفس طريق الأنماط التي تخرج عن منطق العصر
، والعقل من حيث الفناء.
ومن هنا فإن بعد بروكسيل لن يكون كما كان قبلها ، إن
حربا عالمية ثالثة قد اندلعت بعد ، ومعروف تقريبا متى بدأت ولكن ليس معروفا متى
تحط أوزارها ، ولكن الأكيد أنها لن تتوقف إلا وقد تم القضاء على وجود معين وعلى
" فكر " معين ، و ككل الحروب فستعرف فظائع كبيرة ، وتجاوزات خطيرة ،
وستركن كثير من المبادئ على الرف ، وسيقبض على بعض الناس لمجرد الشبهة ، ويعاملون
بقسوة بلا منطق ، ويعاقبون عقاب الخاسرين
في أي حرب، كما كان الشأن في نورمبرغ بعد
الحرب العالمية الثانية ، وستكون
"غوانتنامو" و " أبو غريب " جنة بالقياس لما سيأتي، في غياب
القاعدة القانونية المتعارف عليها خاصة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق