Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

السبت، 9 مايو 2020

قرأت لكم : ما كنبه المفكر عبد المجيد الشرفي بشأن الكورونا وما بعد الكورونا

قرأت لكم

مقال قيـــــم وطلائــــــعي بقلم   الدكتور
عبد المجيد الشرفي  رئيس بيت الحكمة
**عبد المجيد الشرفي ... هل ستنهي
 أزمة الكورونا ،، بثورة رقمية عامة ،،،
 وقيم أكثر إنسانية وأكثر عدالة وإنصاف ؟
في هذه الفترة التي اضطررنا فيها للإلتزام ببيوتنا ، كان على المرء أن يجد لنفسه مشاغل  غير التي تعود عليها ، وإذ كنت أحد الذين يعتبرون المطالعة هواية محببة ، فقد أخذت أصطدم أكثر فأكثر بالعجز عن القراءة المركزة كما كنت ، كما إن التلفزيون والأفلام لم تعد تستهويني كثيرا.
وإذ عدت للمطالعة بكثافة أكبر ، مما كنت عليه طيلة السنوات المنقضية ، فقد اصطدمت بأمرين اثنين :
1/ أولهما تعب في النظر عند الإطالة في التفرس في كتابات في غالبها بأحرف صغيرة ، لا تناسب من هم في مثل سني :
2/ قدرة أقل على التركيز أعترف بها ، نتيجة التقدم في السن ، والعجز أحيانا عن ربط الأأشياء ببعضها ، وتشتت ذهني يعيقني عن أن أطيل التفكير ، غير أن هذا لم يمنعني للرجوع إلى نوعين من الكتب ، سبق لي أن قرأتها ، ووجدت متعة واستفادة جديدة من قراءتها  مجددا ، فقد التهمت بما يمكنني أن ، أتولاه من قراءة رغم العوائق التي سبق أن ذكرتها ، ورغم وفرة الكتب التي اقتنيتها في الأشهر الأخيرة ، وهي بجانب فراشي ، مما أقرأ قبل النوم ، فقد عدت إلى مكتبتي وكتبي المرصوفة فيها ، بالمئات حتى لا أقول بالآلاف ، أستنشق منها ما يثير مع حب العودة لما اعتقدت أني هضمته ، حالة الحساسية التنفسية المؤلمة ، التي أعالجها بحبوب الدسلور المنومة ، وبها بدأت بكتاب جان جاك روسو " في العقد الاجتماعي " الذي يسودني اقتناع طاغ ، بأن من لم يقرأه ويعيد قراءته ، لا يدرك شيئا من عالم السياسة ، وأردفته بكتاب " الأمير" لميكيافللي ، كما يحلو للإيطاليين تسميته ، وبين هذا وذاك أتناول ثلاثية نجيب محفوظ الخالدة للترفيه عن النفس ، أو  كتب " عرفي " أمين معلوف ، الذي اشتغلت معه ، عندما كان رئيس تحرير النهار العربي والدولي في باريس، أو العملاق التونسي عبد القادر بلحاج نصر القادر على النفاذ لإعماق أعماق النفسية التونسية في رواياته المتعددة وتمكنه الحقيقي من تكنيك الكتابة الروائية بسرديتها وحقن الحوار فيها بكل حذق، قبل أن أتفرغ لما يلزم من وقت لكتابين  لعبد المجيد الشرفي ذاته  تحديث الفكر الاسلامي  ومرجعيات الاسلام السياسي وقد قرأتهما مجدد على الاشاشة الصغيرة براحة أكبر،  لأعود لـ la république للمعلم أفلاطون ، وأردف بمسرحية "السيد"  للأديب الخالد كورناي ، عائدا إلى ثلاثية صديقي وزميلي في الستينيات في البتي ماتان شارل لانكار، ثم آخرا وليس أخيرا   كتاب أدوارد ويلسن الذي اقتنيته من الفناك في مونبارناس بباريس l’avenir de la vie  أوième cri d’alarme pour le xxi    siècle de Daisaki Ikeda et Aurelio Peccei وكلاهما كتابان ممتعان لكتاب أمريكيين في الاستشراف،  يعودان  بتأليفيهما  إلى مطلع هذا القرن،  ولكن كل منهما يتنبأ بما نعيشه اليوم.  وغيرها كثير من الكتب التي سمح لي الاغلاق بالعودة إليها والشرب من معينها.
وإذ تختص كتب عبد المجيد الشرفي بالتركيز الشديد ، والكثافة فإن المقال الذي كتبه في صحيفة الشعب والذي اسأذناه قبل إعادة نشره  ، ينبئ عن تلك القدرة على التركيز والتكثيف ، فقد حمله نظرة استشرافية عميقة، واقعية ، مدركة للمأمول والذي بدا له من وجهة نظري غيرممكن حاليا  بما تمر به الانسانية من تحد طارئ ولكن عميق الابعاد.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق