Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

الموقف السياسي : مسار ما قبل وما بعد الثورة

الموقف السياسي
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
منذ ثورة 17/14
خيبة الأمل المتكررة
تونس / الصواب / 16/12/2017
عندما أهل علينا يوم 7 نوفمبر 1987 ، كنت علمت بالحدث قبل الكثيرين ، فقد كنت أغط في نوم عميق عندما أيقظني التليفون بجرسه الحاد تحت رأسي ، وكان على الخط المرحوم الحبيب شيخ روحه ليعلمني دون زيادة معطيات أن انقلابا حصل في تونس ، كان رئيس التحرير الأول  لجريدة الصباح عبد الجليل دمق مسافرا ، أعتقد أنه كان في الاتحاد السوفياتي ، في السيارة وأنا في الطريق إلى مقر الجريدة في نهج علي باش حانبة ، استمعت إلى بيان الوزير الأول  منذ قرابة شهر زين العابدين بن علي ، وبقدر امتعاضي من الانقلابات وإيماني العميق أنها لا ولن تقدم إيجابيا ، فقد بعث نص بيان شعرت بأنه كتب بماء الذهب لما جاء فيه من وعود لا يمكن للمرء إلا أن يبصم عليها  بأصابعي العشرة كما كان يقول خميس الشماري  ـ كان ذلك هو اعتقادي في تلك اللحظات التاريخية ، وأنا أشق شوارع خالية في ذلك الصباح ، لا أثر فيها لما يدل على انقلاب قد حصل ، كل شيء هادئ ، ولكن في شيء من التوجس ، ماذا حصل لبورقيبة ؟ ثم كيف سيكون المستقبل هل ستصح الوعود ، بعد أن كان التصحيح الهيكلي الذي تولاه رجل المعجزة إسماعيل خليل قد أخذ طريقه ، وأعاد الأمل إلى النفوس.
من اللحظات الأولى أدركت أن بيان 7 نوفمبر هو من تحرير الهادي البكوش ، فالكلمات كلماته ، والنفس نفسه ، وإذ أدعي أني أعرف الرجل فإني شعرت بأنه كان وراء كل كلمة في البيان ، وسيدعي بن علي أنه هو كاتب البيان ، وإذ سيؤكد منظر العهد الصادق شعبان في أحد كتبه أن البيان من تحرير بن علي مستشهدا ، بصورة للنص بخط بن علي فإن لا أحد صدق ذلك.
التقينا بعد نصف ساعة في مقر الجريدة ، كان على رأسنا الحبيب شيخ روحة وثلة من كبار المسؤولين  فيها ، بسرعة انتهينا إلى أن علينا أن نقف إلى جانب التغيير ، لم تكن الكلمة أطلقت  ذلك الصباح بعد ، ولكن سؤالا حائرا كان مرتسما على الشفاه ، ما هو مصير بورقيبة ؟.
شرعنا في إعداد طبعة خاصة ، لم نكن نجر وراءنا يومها كبعض الزميلات ، أي إطراء لبورقيبة ولا أي تسبيح بحمده ، لا ذلك اليوم ولا الأيام السابقة ، فقد كان بورقيبة على عظمة دوره في تحرير البلاد وقيادتها على مساك التطور، قد اختل توازنه ، وبات في حالة لم يكن له معها أن يواصل وهو يرتكب كل يوم كارثة جديدة ، أو يعد لخطب جديد ، في ذلك اليوم كان مفترضا أن تبدأ محاكمة جديدة وغير قانونية لراشد الغنوشي بهدف سوقه إلى المشنقة ، والذين كانوا مع أو ضد الغنوشي كانوا يعتقدون أن تلك تعتبر غلطة سياسية فادحة.
خطآن في نظري تم ارتكابهما ذلك اليوم ، فبعد ساعات من بيان 7 نوفمبر ، تم على غير انتظار الطبقة المثقفة ،  اعتماد الحزب الاشتراكي الدستوري كقاعدة للحكم ، وتعيين بن علي رئيسا له ، كانت تلك طعنة أولى في صدر القوى التي كانت تأمل تغييرا حقيقيا ، يستبعد الحزب الحاكم  ، ويعتمد القوى الحية التي كان لها تصور يعتمد تمشيا ديمقراطيا ، لا يمكن أن يتحقق مع حزب تعود لا فقط على اعتماد قوة الدولة ، بدل أن يكون صاحب تصورات مبلورة لا تستبعد القوى الحية، ولا تستفرد بالحكم كما الماضي.
عامان أو ثلاثة أعطى بن على خلالها بعض المؤشرات الايجابية على الصعيد السياسي ، تخللتها مسارات استبدادية كان الأمل أن لا تتعمق ، في نفس الوقت ، كان المسار الاقتصادي بفضل إسماعيل خليل ومحمد الغنوشي والنوري الزرقاطي وبعدهم صلاح مبارك ومصطفى كمال النابلي والصادق رابح  وغيرهم كثيرون ، يرسمون طريقا اقتصاديا ، كان يمكن أن يحقق أكثر مما تحقق ، وللواقع لم يكن قليلا ما تحقق ، ولكن التيبس السياسي والفساد في العائلة المحيطة بالرئيس ، دفعت ما يتحقق من إيجابيات  على طريق التباطؤ  ، وأذكر أنني خلال زيارة للبنك الدولي قبيل سنة ألفين  بقليل استمعت إلى  المسؤول عن مكتب شمال إفريقيا في جلسة خاصة  وهو هنغاري يقول لي ، إن الفاقد في نسبة النمو في تونس يبلغ 1.5 إلى 2 في المائة بسبب الفساد واستيلاء العائلة على المقدرات ، كما أذكر أني وفي ندوة تم تنظيمها في الدوحة حول التجارة والديمقراطية ، وبمجرد أن جلست في مكاني على طاولة   في مأدبة عشاء نظمها أمير قطر ، من بين طاولات كثيرة وقد وضعت أمامي كما البقية بطاقة تحمل اسمي وصفتي وبلدي ، حتى انبرى شخص عرفت لاحقا أنه قطري ، يوجه لي الكلام ،" أنت من تونس ، بلاد اللصوص والحرامية " ، وكان يقصد أن يسمعه أكثر عدد ممكن سواء على تلك الطاولة أو على الطاولات المجاورة ، وإذ رفعت صوتي بالاحتجاج وقلت : "لا أسمح لك ، ولا لغيرك "، حتى انبرى يحكي قصة استثمارات كبيرة أقدم عليها في تونس ، ولكنه بحكم قضائي كما قال جرد منها.
صحيح أن تونس حققت نسب نمو بين 1990 و2010 ، بمعدل بين 4 و6 في المائة ، ولكنها لم تنجز ما كان مخططا أي ما بين 7 و8 في المائة كمعدل سنوي ، جزئيا بسبب الفساد ، وحتى أزمة 2008 التي تضررت منها دول كبرى مرت بسلام.
كان ذلك يعني  لو تحقق ، توفير ما يمكن من دفع الاستثمار ، و ما يمكن من تحقيق التوازنات الكبرى الداخلية والخارجية ، ما يمكن من امتصاص البطالة أو على الأقل الجزء الأكبر من البطالة .
ولكن عاملان اثنان أو ثلاثة قطعا مسيرة كان يمكن أن تكون ناجحة :
أولها غياب الديمقراطية وحرية التعبير، وغلق كل إمكانيات التنفس التي تقدر على تصحيح الأخطاء وفي الوقت المناسب.
ثانيها طول فترة رئيس واحد لم يستفد من تجربة سلفه ، الذي رغم قوة شخصيته وما قدمه للبلاد قبل الاستقلال وبعده ، والكاريزما التي كان يتمتع بها  ، لم ينجح لطول مدة حكمه واهتراء شعبيته ، وتواصل شيخوخته وتراجع مداركه ، والخطإ القاتل المتمثل في تعيين عسكري في موقع الخلافة ، بن علي ، لم يستفد من كل ما حصل فاستمر حكمه 23 سنة في زمن تسارع إيقاعه ، وشمل الإدراك كافة طبقات شعبه .
وثالثا عدم كفاية ما اعتبره معجزته الإقتصادية ، في تحقيق الكرامة للناس وتوفير فرص العمل للعدد الأكبر ، باعتبار عدم كفاية نسب النمو ، على أهميتها النسبية. وهو الذي كان يعتبر نفسه صديقا لأمريكا ، لم يتنبه إلى أنها لفظته ، وأنها استعملت أدوات خارجية للإيقاع به ، كما لم يتنبه رغم أنه رجل مخابرات ، إلى الإنذارات الداخلية المتمثلة في ما حصل في الحوض المنجمي وفي بن قدران ، فيما لعبت قناة الجزيرة والأدوات الاتصالية الجديدة ،  دورا في زعزعة عرشه ، الذي كان يظنه مكينا فضلا عن جبنه ، وهروبه  تاركا في حركة جبانة وراءه.
**
هل يمكن تأريخ الثورة بيوم 17 ديسمبر 2010 ، أو بيوم 14 جانفي 2011 ، سيظل الخلاف قائما ، والثورات (إذا كان ما حصل في تونس ثورة ) تؤرخ عادة بيوم انتصارها ولعل ما حصل في فرنسا و روسيا وهما أكبر ثورتين مرجعيتين في العالم على مر التاريخ دليل على ذلك  ،  سيدي بوزيد والقصرين و تالة وصفاقس (بأكبر مظاهرة حصلت في البلاد يقال إنه أكبر من مظاهرة تونس يوم 14 جانفي ) وتونس العاصمة في اليوم الذي غادر فيه بن علي البلاد ، مغدورا أو هاربا ، لا يهم  التاريخ .
إذا كانت ثورة فهي ثورة غير اعتيادية   ATYPIQUE لأنها وبعكس الثورات التي سبقتها في العالم ، لم تعتمد فكرا ولا تنظيرا ، ولأنها لم تتوفر على قيادة ، ولأنها لم تمسك بزمام الأمور بعد "نجاحها" بل تركت " للحرس القديم "  أمر مواصلة قيادة البلاد.
ومن المنظرين من يقول إنها ثورة ولكنها لم تكتمل.
بقطع النظر عن كل ذلك فإن " التغيير " ولنسمه كذلك تجاوزا ، أثار حماسا كبيرا وفرحة لا يمكن أن توصف ، واعتبر خلاصا للبلاد ، من عهد ديكتاتوري ، وانهيار ـ صحيح الأمر أو خاطئ ـ اقتصادي اجتماعي مجتمعي SOCIETAL  ،
وقد شاهدنا حتى قياديين في الحزب الحاكم ممن انضموا إما غصبا أو بصورة انتهازية  إليه يرحبون بما حدث ، فيما إن قيادة التجمع ولنسمه كذلك فقط ، اختبأت في جحورها ، ولم تتول الدفاع لا عن نفسها ولا حزبها ولا سلطتها ، مما يعني أن البناء كله كان قصرا من ورق ، وأن تماسكه كان تماسكا اصطناعيا ، كما هو شأن الديكتاتوريات وأحزابها الانتهازية، ولعله كان من الطبيعي أن يدافع حزب الدستور الذي يفخر بتاريخ يمتد بين 75 و90 سنة حسب التوجهات عن نفسه ، إلا أنه استسلم استسلاما غير مشرف ، فانفرطت قياداته بهروب الزعيم ، ولم تستطع أن تصمد لا أمام المتظاهرين ، ولا أمام طبقة سياسية جديدة رغم أنها كانت تتحرك في غير انتظام ، ولقد كان المراقبون ينتظرون أن تعيد القيادة تنظيم نفسها بعد هروب رئيسها وتعقد اجتماعات هياكلها  ، وتحدد أدوات تحركها ، ولكنها استسلمت للتيار فجرفها إلى أن ، وصل الأمر لمحاكمة صورية قضت بحل أقدم وأعرق حزب في تونس ، بصور يقول  بعض القانونيين  أنه لم يكن لا قانونيا ، ولم تحترم فيه الإجراءات الطبيعية للمحاكمات العادية .
وفي ما عدا بعض ردود الفعل القليلة ، فقد تم حل التجمع الدستوري  ومصادرة أملاكه ، بدون أن يتحرك " مناضلوه "  الذين  كانت القيادة تفتخر بأن عددهم يتجاوز 2.5 مليون ، تبخر وجودهم ، وتبين أن نضالهم كان اسميا لا فعليا .
**
يوم 15 جانفي 2011 ، استلمت قيادة البلاد بنفس الوجوه القديمة الأمر  ، فالذين قاموا بالثورة إن كانت هناك ثورة ، غابوا عن المشهد تماما ، وتم تطعيم الحكومات المتعاقبة  وقتها  بوجوه من  المعارضات القديمة ، وعدد أكبر من الكفاءات تم استقدامها فورا من الخارج ، واستمر الوضع كما كان ، لولا اعتصامي القصبة الأول والثاني الذين كان وراءهما قيادات من جهتين متناقضتين استعملتا ، قواعد اتحاد الشغل والمشاركين في مظاهرات 17 ديسمبر /14 جانفي  هما حزب العمال الشيوعي  الذي كان أتباعه وقود الثورة عن طريق فروع اتحاد الشغل لا مركزيته،  و حزب حركة النهضة الذي عاد بقوة بعد عودة زعيمه راشد الغنوشي إلى البلاد دون أن يكون شارك لا من قريب أو بعيد في فعاليات وتفاعــــــــــلات " الثورة ".
وبعد أن   كان  التوجه سائرا نحو تكليف مجلس النواب القائم ومجلس المستشارين بتعديل الدستور في العمق  ، والدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية بعد 90 يوما ، كان أحمد نجيب الشابي  يمني النفس بالانتصار فيها ، بما يمكنه من رئاسة الدولة وبأغلبية برلمانية باعتبار شرعيته النضالية في المعارضة ، سارت الرياح في اتجاه معاكس ، فقد تحالفت قوى عديدة في اتجاه حل المجالس التشريعية لنفسها والدعوة لصياغة دستور جديد من ورقة بيضاء ، فاضطر محمد الغنوشي الوزير الأول للاستقالة باعتبار عدم موافقته على هذا التمشي الذي كان يراه مؤديا بالبلاد إلى المجهول ، وتولى الباجي قائد السبسي لا فقط رئاسة الوزراء بل رئاسة الدولة فعليا وإن كان أبقي فؤاد المبزع رئيسا للجمهورية .
**
هل كان هذا التوجه الذي انطلق في بدايات شهر مارس 2011 هو الذي قاد البلاد إلى الوضع المنهار الذي تتحمل تبعاته حتى اليوم ، ويبدو أنها ستواصل تحمل تبعاته لمستقبل غير منظور ، هل كان الوضع سيكون أفضل لو سارت البلاد في التوجه الذي اختاره لها الوزير الأول محمد الغنوشي ، أي انتخابات رئاسية وتشريعية في أجل قصير بعد تعديلات دستورية ليست في العمق ، وهل كان يمكن تجنيب البلاد فترة انتقالية طويلة نسبيا ، امتدت لحد اليوم ، ولم تستطع البلاد أن تخرج منها ،  رغم الانتخابات الرئاسية التشريعية لخريف 2014 ، فغرقت إلى الأعناق في أزمة اقتصادية اجتماعية كبرى ، مع اتضاح أن دستور 2014 قد شابته هنات كبيرة  ، بعكس ما كان يقال من أنه أحسن دستور في العالم .
هناك الأرقام التي لن نتحدث عنها طويلا فهي معلومة ومتداولة ، وتبرز أن تونس في حالة ميؤوسة من التخبط والتدهور والانهيار.
ولكن سنتحدث عن الوضع بعين المواطن ، فجميعنا تحمسنا للثورة عندما جاءت وجاء معها أمل عريض بمستقبل مشرق ، بعضنا ممن تضرر من حكم سابق ظالم وفاسد نسبيا انتعش على فكرة حلول الديمقراطية والعدل والإنصاف  وانفتاح الآفاق ، كثيرون منا ممن اعتقدوا بإطلالة مستقبل باسم ، يطمئنهم على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم .
كل هذا تبخر كحلم قطعته يقظة بائسة ، فالطبقة الوسطى تآكلت وجزء منها التحق بجحافل الطبقة الفقيرة التي آملت أن ينالها حظ الارتفاع في السلم الاجتماعي فكانت سقطتها مدوية ، والطبقة الفقيرة أصلا باتت مسحوقة ولولا التضامن المجتمعي لباتت تفترش العراء ولا تجد لقمة العيش ، بعد سبع سنوات أخطاء وراء أخطاء بدأت مع الترويكا  والمرزوقي والجبالي والعريض وبن جعفر ، التي جبنت عن اتخاذ القرارات الموجعة المنقذة رغم اتضاح الصورة ، جاءت الحكومة الانتقالية بقيادة المهدي جمعة فاعتبرت نفسها حكومة تصريف أعمال ليس إلا ،   ثم جاءت حكومات قائد السبسي والصيد والشاهد ، فلم تأخذ الثور من قرونه ولم تصارح الشعب بحقيقة أمر استفحل منذ 2011 ، فغابت الدولة وتبخرت هيبتها واستقالت عن أداء مهامها .
والحصيلة بعد 7 سنوات أو تكاد أن مكاسب ما قبل الثورة ولنقل بصراحة أنها لم تكن قليلة ـ أقول هذا وأنا أحد ضحايا العهد السابق ـ ، أن  الوضع في  بلادنا ليس اليوم في أحسن حال ، حتى مقارنة بالماضي إلا من ناحية الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير على أهميتهما  ، ولكن عندما تتحدث مع الشارع يقولون لك ، إننا لا نأكل ديمقراطية ولا نتملك بحرية التعبير ، إلا من استفادوا ويستفيدون من الوضع، ويثرون على حسابنا.
 لا يمكن للمرء أن يكفر بالثورة ،  ـ إذا كانت هناك حقا ثورة ـ ولكنه لا يمكن أيضا أن لا يلاحظ بالعين المجردة ، أن أوضاعنا تردت ، وأن بلادنا تتدحرج كل يوم .
كان الأمل بعد الثورة أن تتحسن الأوضاع فإذا بها  تنهار ، مع انهيار العملة الوطنية ، التي هي مقياس الوضع العام ، ومع انهيار الطاقة الشرائية  ومع انخرام التوازنات العامة جميعها ، ومع الانفلات المجتمعي ، وتعاظم حجم الجريمة والفساد و رديفه الإرهاب.
معاذ الله أن يتمنى  المرء عودة الماضي ، فلقد كان العهد مظلما ، ولكن على الأقل ليتمنى الإنسان مع الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير التي تجاوزت حدود المنطق ، لقمة عيش سائغة ،  وباتت مطمحا غير متوفر في بلد يزداد فيه من هم تحت عتبة الفقر ، ويتفقر من كانوا يعتبرون من الطبقة الوسطى ، بينما ترتفع فئات جديدة من أثرياء المرحلة ، ليسوا كلهم من رجال الأعمال ، بل ممن يعرفهم الشعب ويعرفون أنفسهم.
 طبقة طفيلية استطاعت أن تنفذ إلى الثروة وأن تتمعش من عرق الناس ، وأحيانا من غبائهم .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق