رسالة الناشر
|
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
عدنا والعود أحمد
تونس /الصواب /01/10/2014
بعد انقطاع
دام عدة أسابيع لأسباب عائلية ضاغطة، عدنا للبروز في هذه المدونة
"الصواب" التي وجدت رواجا كبيرا وذلك في 13 أوت 2014، غير أن نفس السباب
وتطوراتها فرضت علينا السكوت مرة أخرى لنعود والعود أحمد اليوم، وقد زال الكرب
بقدرة المولى ، ونتمنى هذه المرة أن نستعيد الدورية التي كنا عليها قبل أن يطرأ ما
طرأ في أول شهر أفريل الماضي.
وتصادف هذه
العودة أحداثا كبرى سيكون لها تأثيرها في مسيرة البلاد كما لم يكن لأحداث أخرى
خلال كل العقود الماضية، إذ ستتحول بلادنا بعدها
ـ حسب المأمول ـ إلى دولة
ديمقراطية ، يمارس فيها المواطن حريته، ويكون له دور في رسم السياسات وضبط
التوجهات.
غير أن
إقدامنا على عهد جديد ، ينتهي معه المؤقت لندخل في صلب الموضوع ، وما يسمى
بالدائم، والدوام لله وحده ، لا يعفينا من ضرورة التزام الإنضباط، وتجاوز فترة
الفوضى التي عرفناها مع السنوات الأربع أو تكاد الماضية.
إن العيش
المشترك بقدر ما يوفر لنا من حرية ، هي من صميم حقوقنا ، فإنه يفرض علينا أيضا
واجبات والتزامات ليست أقل من الحريات
أهمية.
مع الديمومة،
للحكم إذن ، لا بد من عودة هيبة الدولة ، ورجالها، لا بد من نهاية الفوضى والتسيب،
لا بد من عودة الحزم ولا بد من وخاصة من العودة للعمل ، والكف عن المطلبية
المفرطة.
والحكام
الجدد سواء منفردين أو مؤتلفين، لا بد أن يكونوا على قدر المسؤولية ، ليست عينهم
ملتفتة إلى صندوق الإقتراع المقبل ، بل لمستقبل البلاد والعباد، هذا المستقبل الذي
لا يمكن بناؤه إلا على قاعدة صحيحة وصلبة من الجهد والعرق والبذل والعمل.
لقد انتهت
الإستراحة التي طالت أكثر من اللزوم ودفعت
البلاد إلى وضع في غاية السوء، وجاء وقت الكد والتضحية.
إن الحرية
والديمقراطية ليست نقيضة للحزم وأخذ الأمور بالجد، بل إن الحرية والديمقراطية
والحزم والجد صنوان كما هو الأمر في البلدان العريقة في الديمقراطية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق